يعيش النصر حاليًا بحبوحة مالية غير مسبوقة منذ تأسيسه، إذ أصبح اليوم أغنى نادٍ في المنطقة، ويصنف ضمن قائمة الأندية الثرية عالميًا، المعروفة باسم (Wealthy Clubs).

ورغم هذه الطفرة المالية، ما زال الغموض يكتنف مصدر هذا الثراء المفاجئ، والأسس التي يتم على ضوئها توزيع الدعم والاحتياجات المالية بين الأندية المرتبطة بـ«الصندوق». فهذا البذخ الواضح في النصر يقابله شح واحتياج ظاهر في أندية أخرى، مما يثير التساؤلات ويضع علامات استفهام حول العدالة في التوزيع والمعايير التي تتحكم فيه. وفي آخر المستجدات، تؤكد مصادر صحفية أن اللاعب البرتغالي فليكس في طريقه إلى النصر، في صفقة توصف بالخرافية، جاءت بطلب مباشر من المدرب خيسوس.
وهذه الصفقة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة من التعاقدات التي يقوم بها النادي، الذي لا يزال ينهي عقودًا، ويوقع أخرى، ويواصل ضخ الأموال في سوق الانتقالات بصورة غير معهودة، وكأنهم لا يزالون في بداية طريق مشروع مالي ضخم لا سقف لطموحه ومن الطبيعي أن يتوقع المتابع لهذا المشهد أن يكتسح النصر كل بطولات الموسم المحلي، بل وأن يعود بقوة إلى ساحة البطولات القارية ليحقق الآسيوية 2، في ظل هذه الكتيبة المدججة بالنجوم وهذا السخاء غير المسبوق.

لكن المقلق حقًا هو السيناريو الآخر:

ماذا لو فشل النصر في حصد البطولات؟ ماذا لو خرج الفريق من الموسم خالي الوفاض، كما حدث في مواسم سابقة؟ هل سيتحمل جمهور النصر ذلك؟ وهل ستقبل الإدارة أن تكون كل هذه التعاقدات مجرد أرقام في التقارير المالية، دون أن تترجم إلى إنجازات على أرض الملعب؟.

والسؤال الجوهري أيضاً: هل سيشكل هذا الضخ المالي والتعاقدات الثقيلة عنصر ضغط على الفريق؟.. وهل ستتحول هذه التوقعات العالية إلى عبء نفسي على اللاعبين والمدرب والإدارة، بدلًا من أن تكون دافعًا لتحقيق البطولات؟.
أسئلة كثيرة، وإجاباتها ستأتي مع صافرة نهاية الموسم.

المقلق أن يأتي وقت نسمع فيه - بعد كل هذا الصرف والانتظار - من يردد ولو بتهكم: (ضاعت فلوسك يا صابر).