لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن ينتهي المطاف بالمنتخب السعودي الأول لكرة القدم لما هو عليه الآن.
والحقيقة أن السعودية كانت تملك منتخبًا عظيمًا، نجح في تصدر مجموعته في تصفيات كأس العالم الماضية بوجود أقوى المنتخبات الآسيوية اليابان وأستراليا، واستطاع الإطاحة بالمنتخب الأرجنتيني (بطل العالم) في مباراة ملحمية كانت حديث العالم، ولكن هذا لم يدم طويلًا، حيث جرى تفكيك هذا المنتخب العظيم لعوامل مختلفة، كانت الإصابات وتراجع مستويات بعض اللاعبين سببًا مهمًا في انتكاس المجموعة القوية للأخضر، وإن كان رحيل المدرب هيرفي رينارد ومجيء الإيطالي مانشيني، بمثابة الإعلان الرسمي لانتهاء منتخب عظيم، واستبداله بمنتخب هش، كما يراه البعض، رسم الشكوك حوله، هل سيكون قادرًا على المنافسة في كأس آسيا المقبلة في قطر، أم أنها ستبقى مجرد طموحات لا معنى لها، وأن دور الأخضر في المنافسات المقبلة لن يتجاوز كونه ضيف شرف، يعيد ذكريات المشاركات الهزيلة التي أعقبت نهائي 2007. وعلى الرغم من أن الهدف الأول والمعلن للمسؤولين في اتحاد القدم، يتحد تمامًا مع استراتيجية المدرب مانشيني نفسه، الذي أعلن في أول تصريحات أعقبت التوقيع معه، وهو تحقيق كأس آسيا، إلا أنه لا يبدو أنه سيتحقق، وربما ستبقى أحلامًا وأمانيّ، لن تتحقق على أرض الواقع، عطفًا على المؤشرات الأولية، التي كان عليها حال الأخضر السعودي سواء في المباريات التجريبية أو في أولى المباريات الرسمية أمام باكستان، لم تشفع الرباعية ببعث أي رسائل مبدئية تؤكد أن الأخضر قادر على المنافسة، وليس الظفر باللقب. صحيح أن المدرب جديد، واتحاد القدم لم يكن له خيار مع قرار رحيل هيرفي المفاجئ، ولكن لابد من الاعتراف أن مانشيني، قد لا يكون هو الخيار المناسب للأخضر في هذا التوقيت تحديدًا، وهو ما يتحمله اتحاد القدم ولا أحد غيره، يمكن أن يوجه له اللوم. عمومًا ستكون مواجهة الأردن غدًا “فحصًا” مهمًّا ستعطي تصورات كاملة تكفي لتحديد المسار الذي سيكون عليه حال المنتخب السعودي في المرحلة المقبلة. وهي بلا شك فترة حساسة، ستجعل الأخضر والمنظومة كاملة على صفيح ساخن.
فلننتظر!!.

** يدخل منتخبنا الوطني المباراة القادمة كبداية حقيقية للأخضر في هذه التصفيات.. فاللقاء السابق أمام منتخب باكستان بالتأكيد ليس مقياسًا لأداء لاعبينا وحتى مدربنا القدير السيد مانشيني.. ولذلك ستكون مباراة الأردن على قدر عالٍ من الأهمية ونتيجتها مهمة جدًا في مشوار الأخضر في هذه التصفيات..
كونه سيتصدر المجموعة في حال فوزه.. بست نقاط في مباراتين وهذه ستكون بداية مثاليه للمنتخب.. فالعناصر الجديدة والمرحلة الحالية كمرحلة بناء فريق جديد يخدم الكره السعودية لسنوات قادمة بحاجه لمثل هذه البداية المشجعة والدعم والمؤازرة من الجميع للصالح العام.. عمومًا تمنياتنا للأخضر بالفوز والتفوق على المنتخب الأردني الشقيق حتى وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره..!
الدوري ينتظر المتعة
** لا حديث سوى عن اللقاء القادم الذي سيجمع الهلال بالنصر.. فضلًا عن المنافسة الكبيرة بين الفريقين في ديربي سعودي تاريخي، إلا أن الفريقين في هذا الموسم يتنافسان على اللقب وصدارة الدوري.. إضافة لما يضمه الفريقان من جوم عالمية كبرى تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة على مستوى العالم.. ومعظمهم يلعبون المباراة للمرة الأولى كلاعبي النصر فوفانا وأوتافيو.. ومن الهلال بونو وميتروفيتش واللاعب الدولي حسان تمبكتي.. كما أن فارق الأربع نقاط ليس كبيرًا، وبالتالي بإمكان النصر تقليصه إلى نقطة واحدة.. وأمام الهلال فرصة توسيع الفارق إلى 7 نقاط.. وهو رقم ممتاز سيجعل الفريق يلعب بارتياح ولا يرهق لاعبيه بمنافسة شرسة طوال الموسم.. أعرف أن المباراة لا زالت بعيدة قليلًا كونها بعد الجولة القادمة.. لكن الحديث لا يتوقف عنها وانتظارها بشغف كبير..
** أما باقي المباريات فلن تختلف كثيرًا عن المعتاد، هناك مواجهات للكبار مع بعضهم البعض أو مع أحد الفرق الجيدة في الدوري.. ولعل أبرز المباريات ستجمع هذا الأسبوع الشباب بالأهلي، وإن كانت قد فقدت الكثير من إثارتها بغياب أصحاب الإثارة الذين أشعلوها..!
لمسات
وجود طاقم تحكيم كامل بدون أي عنصر سعودي أعتقد أنه قرار مهم لتنفيذه وموفق للإدارة الهلالية التي سعت لتحقيق ذلك.. المشككون في قرار يتخذ داخل معسكر المنتخب السعودي هم يعيشون في عالم المؤامرة وتكريس المظلومية وأداء الدور المعتاد..غير أنهم ولأنهم حافظين وليسوا فاهمين يضعون أنفسهم في مواقف سخيفة..!