
10/07/2003, 10:12 AM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 09/06/2003 المكان: الغربية
مشاركات: 96
| |

تطويل الخطبة وتقصير الصَّلاة عن عمار بن ياسر قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((إنّ طول صلاة الرّجل ، وقصر خطبته ، مَئِنَّةٌ (1) مِنْ فِقْهِهِ ، فأطيلوا الصّلاة ، واقْصُروا الخطبة ، وإنَّ من البيان سحراً)) (2) . وليس هذا الحديث مخالفاً للأحاديث المشهورة بتخفيف الصلاة ، لقول جابر بن سَمُرة رضي الله عنه : ((كنتُ أُصلّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانت صلاتُه قصداً ، وخطبته قصداً)) (3).
لأن المراد بالحديث الذي نحن فيه : أن الصلاة تكون طويلة بالنّسبة إلى الخطبة ، لا تطويلاً يشق على المأمومين ، وهي حينئذ قصد ، أي معتدلة ، والخطبة قصد ، بالنّسبة إلى وضعها (4).
وإنما كان قصر الخطبة علامة على فقه الخطيب ، لأن الفقيه المطّلع على حقائق المعاني ، وجوامع الألفاظ ، يتمكّن من التعبير بالعبارة الجزلة المفيدة ، ولذلك كان من تمام رواية هذا الحديث : ((فأطيلوا الصّلاة ، واقصروا الخطبة ، وإن من البيان لسحراً)) (5) . وقد كان صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة بسورتي ((الجمعة)) و ((المنافقون)) تارة ، وبـ ((سبح اسم ربك الأعلى)) و ((هل أتاك حديث الغاشية)) تارة أُخرى .
عن ابن أبي رافعٍ قال : استخلف مروان أبا هريرة على المدينة ، وخرج إلى مكّة ، فصلّى لنا أبو هريرة الجمعة ، فقرأ بعد سورة الجمعة في الرّكعة الآخرة : إذا جاءك المنافقون ـ وفي رواية : فقرأ بسورة الجمعة في السّجدة الأولى ، وفي الآخرة : إذا جاءك المنافقون ـ قال : فأدركتُ أبا هريرة حين انصرف ، فقلت له : إنك قرأت بسورتين ، كان عليّ بن أبي طالب يقرأ بهما في الكوفة . فقال أبو هريرة : إني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما يوم الجمعة (6).
وعن النعمان بن بشير قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين وفي الجمعة : بـ ((سبح اسم ربّك الأعلى)) و ((هل أتاك حديث الغاشية)) . قال وإذا اجتمع العيد والجمعة ، في يومٍ واحدٍ ، يقرأ بهما أيضاً في الصّلاتين(7) . ولا يستحب أن يقرأ من كلّ سورة بعضها ، أو يقرأ إحداهما في الركعتين ، فإنّه خلافُ السنّة ، وجُهَّال الأئمّة يُداومون على ذلك (8) . |