المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام > صيـد الإنترنــت
   

صيـد الإنترنــت منتدى للمواضيع والمقالات المميزة والمفيدة المنقولة من المواقع الأخرى .

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 18/06/2015, 05:53 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ بن جبله المطيري
مشرف اللجنة الإعلامية
بالموقع الرسمي لنادي الهلال
تاريخ التسجيل: 25/05/2004
المكان: (( تحت أقدااام أمي ))
مشاركات: 56,324
Icon26 الكنافة .. زينة موائد الملوك وسر ارتباطها بالشهر الكريم..

الكنافة واحدة من مأكولات الحلوى التي يقبل عليها المصريون طيلة العام، لكنها تحظى خلال شهر رمضان بوضع خاص يجعلها إحدى الارتباطات الرمضانية وكان يطلق عليها “زينة موائد الملوك”.

وربما يكون سبب تسمية هذا الطعام بالكنافة نظراً لكونها عبارة عن خيوط رفيعة من العجين تكتنف ببعضها البعض أي تحيط ببعضها وتتحصن.

أما عن مناسبة ارتباط الكنافة بشهر رمضان تحديداً، فقد قال بعض المؤرخين أن معاوية بن أبي سفيان هو أول من قدمت له الكنافة من العرب كطعام للسحور، لتدرأ عنه الجوع الذي كان يحس به، وكان ذلك في زمن ولايته للشام.

ووفق كتاب “معجم رمضان” لفؤاد مرسي، فقد قال ابن فضل الله في المسالك: كان معاوية يجوع في رمضان جوعاً شديداً، فشكا ذلك إلى محمد بن أتال الطبيب، فأشار عليه باتخاذ الكنافة فكان يأكلها في السحور، وقيل أنها صنعت لسليمان بن عبدالملك. وهذا الكلام ربما يعني أنها كانت إحدى الحلويات المعروفة عند غير العرب ثم انتقلت إليهم.

وقيل إن تاريخها يعود إلى زمن المماليك، كما قيل إنه يرجع إلى العصر الفاطمي، وأن المصريين عرفوها قبل أهل بلاد الشام، وذلك عند دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة، حيث كان ذلك في شهر رمضان.

ففي ذلك الوقت خرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار، وسارعوا إلى تقديم الهدايا له، وكان من بين ما قدموه الكنافة على أنها مظهر من مظاهر التكريم.

وهناك رواية تقول: إن أسماء بنت خمارويه الذي حكم مصر بعد أحمد بن طولون المعروفة بـ”قطر الندى” كانت قد جلبتها معها من بلاد الشام في إحدى رحلاتها المستمرة ومعها حلويات شامية أخرى.

غير أن أقدم المصادر الأدبية التي يمكن أن يستدل منها على شهرة “الكنافة” وحضورها في المشهد الاجتماعي العربي، وهو ما كتبه شعراء الدولة الأيوبية والمملوكية عنها، وخصوصاً الشاعر “أبو الحسين الجزار”.

ومهما يكن من أمر الروايات التاريخية فإن الكنافة قد لاقت رواجاً ملحوظاً في كل من مصر والشام ثم في بقية الأقطار العربية والإسلامية بدرجات متفاوتة، وبلغ من اهتمام أهل مصر بها حداً آثار انتباه الرحالة الأوروبيين الذين زاروا مصر في القرنين 18 و19 فأسهبوا في وصف طرق عملها، وأطلقوا عليها اسم “المكرونة المصرية”.

وقد بلغت الكنافة والقطائف من الشهرة والذيوع، لدرجة أن العلامة جلال الدين السيوطي الفقيه والمؤرخ المصري الذي عاش في العصر المملوكي جمع ما قيل فيهما نثراً وشعراً في كتاب لطيف أسماه “منهل اللطائف في الكنافة والقطائف”، حيث احتلتا مكاناً ملحوظاً وبارزاً في ديوان الشعر العربي.

ولم يقف حديث الأدباء وقصائد الشعراء عن الكنافة عند حد وصف موائدها بل تعدى ذلك إلى الهيام بها والتغزل فيها حتى صار لها من العاشقين من خلد ذكرها، من هؤلاء الشاعر أبو الحسين يحيى الجزار الذي أحب الكنافة حباً ملك عليه بطنه وكل مشاعره، ولما لم يكن قادراً على شرائها، فقد أخذ يرسل الصيحات إلى أحد الأمراء ليدنيه منها، فيقول:

ما رأت عيني الكنافة إلا/ عند بياعها على الدكان

ويظل الجزار يطلب الكنافة، فإذا استطاع أن يشتريها أو يحصل عليها، أعوزه “القطر” ليسقيها به، ولما كان هذا فوق قدرته فإنه يستنجد بأحد الأعيان ليوفر له ما يبتغيه، يقول:

أيا شرف الدين الذي فيض جوده
براحته قد أخجل الغيث والبحر
لئن أمحلت أرض الكنافة إنني
لأرجو لها من سحب راحتك القطر

حيث شبه الجزار الكنافة الناشفة بالأرض الجدباء التي انقطع عنها الماء، وكنافة الجزار أمحلت أو أجدبت، وصارت يابسة لذلك هو يرجو لها كوزاً من القطر، لتكون طرية لذيذة الطعم.

ولم يكن الشاعر جمال الدين بن نباتة المصري أقل شغفاً بالكنافة والقطائف من سلفه، فهي بالنسبة له حلوى مطلوبة ووجبة محبوبة، يستعطف بها أهل الفضل ويخطب ودهم بالتحايا ليعطوها له، فتراه يتقاضى كنافة من القاضي نور الدين بن حجر ويقول له:د

تركت الغزل من أول/ وصيرته بعد مدح مرادي/ وقالت لي العين ذاك الطعام/ ما كان أبهجه في سوادي/ أذكر مولاي ما قلت في/ مقاطيع شعر تجوب الوادي/ عهدت فؤادي ملآن من/ شجون ولا موضع ازدياد/ إلى أن تعشقت حلو الكنافات/ للحلو زاوية في فؤادي.

فالشاعر يبين لنا أن الغزل لم يعد فنه الأول، وإنما الكنافة هي مراده في هذه الدنيا، ويخبر القاضي نور الدين بما عاناه في حياته، ولم يكن يعرف كيف يفرج عن نفسه الأسيانة، فلما عشق الكنافة حصل الفرج، وأخلى قلبه ركناً فيه لهذه الحلوى، لذلك هو يطلبها منه.

كذلك طلب الإمام البوصيري صاحب البردة، كنافة من القاضي عماد الدين بن أبي، فكتب إليه يقول:

ما أكلنا ف الصيام كنافة
آه وأبعدها علينا مسافة
قال قوم إن العماد كريم
قلت هذا عندي حديث خرافه
أنا ضيف له وقد مت جوعاً
ليت شعري لم لا تُعَدُّ الضيافة

ومن المأثورات العربية الشهيرة مقولة: من أكل الكنافة خف ظله وعذب منطقه وكثر بهاؤه، وربا لحمه وصفا شحمه وزال سقمه.

وحتى اليوم تنتشر صناعة الكنافة والقطائف ولعل ذلك الانتشار الواسع هو الذي حدا بأحد المحتسبين الأتراك في عصر محمد علي أن يتخذ من الآنية النحاسية المستديرة، التي تنضج الكنافة عليها، أداة لتعذيب الكنفانية الذين يرفعون أسعارها بدلاً من الذهاب بهم إلى ساحة القاضي.
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 10:42 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube