السلام عليكم ورحمة الله



في قاموس كرة القدم لن تفوز حتى لو تتسلح بأفضل العناصر في العالم ما لم يواكب ذلك انضباط وجدية ، واحترام للخصم بعيدا عن الأنانية والمراوغة وانقطاع الكرة هجمة مرتدة يستغلها المنافس وتتحول إلى نقمة وربما تقذف بك خارج المنافسة، كان الهلال في اوقات مضت عندما كان يديره الرؤساء الأكفياء والمدربون المميزون ويحمل قيادته وشعاره نجوم يدركون حجم المسؤولية بحجم مبارك عبدالكريم، وسلطان بن مناحي، صالح النعيمة، وفهد المصيبيح، وعبادي الهذلول ، وسامي الجابر ، وبقية الاجيال التي كانت مضربا للمثل في الاخلاص للشعار والانضباط لا يسأل عن قوة الخصم، ويحسم النتيجة في وقت مريح، لماذا؟ لأن هناك جهاز فني قوي، وإدارة حازمة ولاعبين يهمهم اسعاد جماهيرهم ويقدرون مشاعرها بالدرجة الأولى.

اما الآن فأصبح الأداء (كيف الحال)، اللاعب الهلالي يظن أن الاحتفاظ بالكرة والجري متجاوزا لاعبي الخصم هو النجومية وخطب ود الجماهير والفوز بإعجابها، هذا يعني أنه لا يوجد مدرب وإدارة يراجعون مع اللاعبين الاخطاء ويحاسبونهم على كل صغيرة وكبيرة ويدلونهم على الطريق الصحيح.

الهلال لن يصل إلى هدفه وهو يعاني ضعفا اداريا وغيابا شرفيا وفي قائمته لاعبون غير مباليين مثل نواف العابد، وسالم الدوسري، اللذين يهدران جهود الفريق ويستفزان انصار ناديهما بعدم الجدية وكأنهما يلعبان باقدام مكبلة، فيتحولان إلى اللاعب رقم 13 لصالح المنافسين، وفي كل عثرة للفريق الأزرق يكون لهما بصمة وتشويه لمسيرته وابعاده عن هدفه وحرق اعصاب جماهيره، الغريب صبر الإدارة والمدرب عليهما وكأنهما يباركان لهما ما يفعلانه داخل المستطيل الأخضر من تبديد لجهد الفريق واهداء الانتصار للفريق الخصم، استمرار هذه السلبية يعني أن العمل الإداري والفني داخل الهلال (لا حياة لمن تنادي)، وأن هناك المزيد من الفوضى التي تبرزها فردية اللاعبين والضعف الاداري وصمت المدرب.

نعم كان الحكم الماليزي ناجور عمر يقدم لنا صورة ليست بالجديدة عن التحكيم الآسيوي الذي يتخذ من الياباني اوكادا ومواطنه نشيمورا قدوة في ذبح القانون وابراز الوجه الحقيقي للقبح التحكيمي، وسط عجز واضح من الاتحاد القاري خصوصا عندما تحدث التجاوزات من التحكيم والاندية الايرانية، ولكن لا ننسى أن الهلال بقيادة سالم والعابد ساعد على أن تكتمل الصورة التي يريدها التحكيم الآسيوي، وبالتالي خروج الفريق الأزرق خاسرا النتيجة.

ستستمر فوضى التحكيم والاتحاد القاري ولكن ما يحدث للهلال يجب ألا يستمر، وأن تكون هناك اياد أمينة تظهر للوجود، وتخلع ثوب الفرجة والمراقبة من خلف الكواليس، فالوضع الحالي لم يعد مساعدا ل "كبير القارة" أن يتجاوز ظروفه وازماته، لا يريد إداريا تضيع هيبته أمام اللاعبين، ومسؤولا صوريا لا يعلم ممن يسمع؟، يريد شخصا يقول (ها أنذا) ويتحمل المسؤولية بواقعها الحالي وتباعاتها وتركاتها، يعيد إلى النادي هيبته وشموخه وقوته، يقضي بجبروته الإداري وفق النظام على داء الاستهتار الذي بات سمة بعض نجوم الفريق الذين باتوا يتقاضون الملايين، ويسقون جماهير ناديهم كأس الحسرة.

ما المشكلة أن يقول الهلال لكل لاعب مستهر (مع السلامة)، اذهب للنادي الذي تريده غير مأسوف عليك، طبقوا ما كان يفعله الأمير عبدالله بن سعد - رحمه الله - تجاه كل لاعب مستهتر يؤثر في الفريق ويصنع البلبلة والفردية في صفوفه وأولهم العابد وسالم، اما العمل الحالي و"الطبطبة" على اكتاف المستهرتين فيعني أن الإدارة والمدرب واللاعبين والشرفيين شركاء في مسخ هوية الهلال واستمرار عثراته.