.


مع اتساع رقعة الإعلام عموماً والإعلام الرياضي خصوصاً بدأت تتقلص رقعة الهلال إعلامياً بل تكاد تكون سلبت منه وأعطيت لغيره ، و مؤخراً بدأ الحديث يتردد كثيراً عن تغلب الإعلام الرياضي على ما يسمونه كهول الإعلام أو الإعلام الهلامي أو الهلالي أو ما شاءوا من المسميات ، المهم أنهم يقصدون به تفوقهم على الإعلام الهلالي المدلس والكاذب والآكل لحق غيره من الإعلام الآخر المحايد بمختلف ألوانه - حسب وصفهم طبعاً- !
رغم أن الكل بمن ضمنهم الإعلام الآخر يعلم مدى كذب هذه المقولة وتزييفها للواقع إلا أنها صدقت بانطفاء شمعة الهلال إعلامياً وانتهاء توهجه حتى في نقل صدق الواقع الذي يخالف تزييفهم وتقصدهم للهلال !

دعونا نتحدث بصدق في حقيقة الإعلام لدى كل الدول وفي جميع المجالات لا الرياضي منها فحسب ، الميول للآراء والألوان شيء حتمي ، وتبني هذه الآراء والألوان أمر مسلم به ، وتختلف درجة هذا التبني من مؤسسة إعلامية إلى أخرى ، لذا ادعائهم بحيادية الإعلام الغير هلالي حالياً لا يمكن أن يصدقها حتى هم انفسهم كون الحياد لا يمكن أن يتمثل في رأي يعنى بالقضية وقريب منها لذا فسيميل بلا شك في أي قضية إلى رأي دون رأي متجاهلاً الحياد الذي يسعى إليه !

عموماً الإعلام الهلالي بعد أن كان يقود واجهة الإعلام أصبح يقاد ويسير كيفما أرادت بقية أطياف الإعلام الأخرى أصبح إعلام تبعي ومسيّر ، حتى أن هذا التسيير شمل الرأي الهلالي نفسه فأصبح البعض منه يقاد ليكون مع أو ضد إدارة ناديه نفسها مع نسيان ناديه الأهم في هذا الشأن كله !

الجماهير والإعلام وحتى مسيري الهلال أجمعوا إلى حاجة الهلال إلى رأي قوي يتبنى الهلال ، وطبعاً هذا محال بحكم وجود برامج وصحف موجهه ضد الهلال أولاً ثم مع بعض الأندية ثانياً ، فكلها تتفق في الحرب ضد الهلال قبل المصالح مع غيره ، ولعلي لا أسهب في هذا الجانب كون الكل يعي ما أقصد وربما أكثر مما أقصد !
المهم أن الكل من حول الهلال يرى مدى الحاجة الماسة لوسيلة جديدة تظهر صوت الهلال المنعدم والمهزوم دائماً ولعل الغالبية تجمع على الحاجة إلى قناة خاصة تعنى بالهلال وتبرز صوته ، وهو بلا شك رأي صائب بالنظر لهدفه ، ولكن هو رأي خاطئ وفادح إذا ما حاولنا للحظة رسم كيفية تطبيقة ولمن يتم تسليمه والقيام به !

قناة الهلال هي جهد إداري هلالي بحت ، أعلن عنه نائب رئيس الهلال ، وستقوم القناة تحت إدارة الهلال نفسها ، بمعنى ستكون مركز إعلامي آخر للهلال ! ولا أحتاج لأشرح ماهي مهمة المركز الإعلامي في الأندية عموماً وفي نادي الهلال خصوصاً !
قناة الهلال ربما تكتفي بعرض أخبار فريق كرة القدم وأخبار الألعاب المختلفه وما إليه من أخبار أخرى يستطيع أي مشجع معرفتها دون اللجوء لهذه القناة ! وربما تكون قناة الهلال خاصة بإدارة الهلال نفسها ! بمعنى أن تنتهج نهج مدير المركز الإعلامي الهلالي ! وسنرى فيها تصريحات عدة وكثيرة عن أفضل مدرب في تاريخ الهلال و أفضل رئيس في تاريخ الهلال وربما في تاريخ الأندية في العالم أجمع ! وحتماً إن كانت بهذا التوجه ستزيد من اتساع الفجوة بين إدارة الهلال وجماهيرها وأيضاً معول هدم آخر لأقوى الأصوات الهلالية إعلامياً ، تماماً كمدير المركز الإعلامي حالياً !

الحاجة الملحة التي يريد مشجع الهلال أن يراها في إعلامه هي مناقشته لمشاكل البقية كما تكبر وتضخم تناقش أتفه مشاكل فريقة ، وحاجته لأن يجد في البرامج من ينصف فريقه ويعدله ومن يبارك منجزه ويفاخر به كحال بقية البرامج والصحف مع مختلف الأندية !
هذه التوجهات من الإستحالة أن تطبق أو حتى تقنع الرأي الرياضي إن طبقت في قناة تسمى قناة الهلال حيث أنها ستعتبر قناة غير محايدة وذات ميول هلالية بحته بدأً من اسمها حتى وإن قامت بمحاربة الهلال نفسه ، وإن تغلبت على نظرة المتابع الرياضي لها كقناة غير منصفه ومحايدة فستقف عند فهم الناس في من يمثل رأيها ! فالكل يعي أنها تدار بشكل مباشر أو غير مباشر من إدارة نادي الهلال ، أي أن كل ما ينقل عبرها وعنها يمثل رأي إدارة الهلال مهما كانت استقلاليتها عنها !

ولأقرب مقصدي وما أقول ، لا يوجد برنامج مرأي أو مسموع أو صحيفة ورقية أو إلكترونية أو أي وسيلة إعلامية أخرى تعترف وتقر بأنها تمثل أحد الأندية ! بل ولا يوجد وسيلة إعلامية يشير إليها الكل أنها تعمل لصالح أحد الأندية دون غيره حتى وإن كانت الحقيقة عكس ذلك !
لذا دعونا نصدق القول ونقول قناة الهلال خيبة أمل أخرى من هذه الإدارة وخيبة أمل كبرى من حال إعلام الهلال !

عبدالله الزمامي ..
للتواصل عبر تويتر https://twitter.com/al_zamami