17/06/2003, 03:36 PM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 09/06/2003 المكان: الغربية
مشاركات: 96
| |
هــذا ، وقد جهل كثير من الناس الاستخارة الشرعية ، المرغّب فيها ، وهجروها ، وابتدعوا لها أنواعاً كثيرة ، لم يرد شيء منها في الكتاب ، ولا في السنّة ، ولم تنقل عن أحد من السّلف الصّالح ، وعكفوا على هذه المحدثات التي أُلصقت بالدّين ، ولو قدر لعاقل أن ينكر عليهم ، سالكاً طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ، سلقوه بألسنٍة حداد ، واعتبروه خارجاً على الدّين، بل عدّوه متنطّعاً مشدداً جامداً ـ زعموا ـ فلا حول ولا قوة إلا بالله . ومن هذه الاستخارات المبتدعة : 1. ما قدمنا من اشتراط الـرؤيا المنـاميّة ، كأن يشترط فيها : أن يرى المستخيرُ في منامه ما نواه أو يرى خضرة أو بياضاً ، إن كان ما يقصده خيراً . ويرى حمرةً أو سواداً إن كان ما يقصده لا خير فيه . ومنها : 2. استخارة السبحة ، يعملها صاحب الحاجة أو تعمل له ، وطريقتها : أن يأخذ الشخص مسبحة فيتمتم عليها بحاجته ، ثم يحصر بعض حباًتهاْ بين يديه ، ويعدّها ، فإن كانت فرديّة عدل عما نواه . وإن كانت زوجية ، اعتبر ما نواه خيراً ، وسار فيه .
ولعمري ، ما الفرق بين هذه الطريقة ، وما كان يتّبع في الجاهليّة الأُولى ، من إطلاق الطّير في الجوّ ، وهو ما سمّاه الشّرع بالطّيَرةِ ، ونهى عنها . ومنها : 3. استخارة الفنجان ، يعملها عادة غيرُ صاحب الحاجة ، ويقوم بعملها رجل أو امرأة ، وطريقتها : أن يشرب صاحبُ الحاجة القهوة المقدّمة إليه ، ثم يكفئ الفنجان ، وبعد قليل ، يقدّمه لقارئه ، فينظر فيه ، بعد أن أحدثت فضلاتُ القهوة به رسوماً وأشكالاً مختلفة ، شأنها في ذلك شأن كل راسب في أيّ إناء إذا انكفأ ، فيتخيّّّّّل ما يريد ، ثم يأخذ في سرد حـكايات كثيرة لصاحب الحاجة ، فلا يقوم من عنده إلا وقد امتلأت رأسُه بهذه الأسطورة ! ومنها . 4. استخارة المندل ، وطريقته : أن يوضع الفنجان مملوءاً ماء على كفّ شخص مخصوص في كفّه تقاطيع مخصوصة ، ويكون ذلك في يومٍ معلومٍ من أيام الأسبوع ، ثم يأخذ صاحب المندل ( العرّاف ) في الّتعزيم والهمهمة بكلامٍ غير مفهوم ، وينادي بعض الجنّ ، ليأتوا بالمتّهم السّارق ! ومنها : 5. استخارة الرّمل ، وطريقتها : أن يخطط الشّخصُ في الرّمل خـطوطاً متقطّعة ، ثم يعدّها بطريقةٍ حسابيّةٍ معروفةٍ لـديهم ، فينتهي منها إلى استخراج برج الشخص ، فيكشف عنه في كتاب استحضره لهذا الغرض ، فيسرد عليه حياته الماضية والمستقبلة بزعمه ، وهذا الكلام بعينه الذي قيل له ، يُقال لغيره ، مادام برجاهما قد اتّفقا . ومنها : 6. استخارة الكفّ ، وهي لا تخرج عما مضى ، فيعمل قارىء الكف مستعملاً قوّة فراسته ، مستعيناً ـ بزعمه ـ باختلاف خطوط باطن الكفّ ، على سرد حياة الشخص المستقبليّة ! ولا شك عند العقلاء أن جميع هذه الطرق من نوع العرافة المنهي عنها ، وقد ذكر العلماء أن تصديق العرّاف والكاهن والمنجّم من الكبائر (5) .
وقد قال صلى الله عليه وسلم في النهي عن ذلك : }من أتى عرّافاً أو كاهناً فصدّقه بما يقول : فقد كفر بمـا أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم {(6) .
وقال صلى الله عليه وسلم: }من أتى عرّافاً فسأله عن شيء ، لم تُقبلْ له صلاة أربعين يوماً { (7).
ولا أدري بعد ذلـك ، كيف يعكف النّـاسُ على أمثال تلك التّرهـات والخزعبلات والأباطيل ، معرضين عن هدي المعصوم صلى الله عليه وسلم وما جاء به ؟! من كتاب القول المبين في أخطاء المصلين للشيخ مشهور حسن آل سلمان بتصرف يسير . |