ليس لدي شك في قدرات سامي الجابر التدريبية .. وهذه الثقة ليست نابعه لكونه النجم الهلالي الذي لطالما ابدع وامتع وحسم الكثير من البطولات واودعها في خزائن الهلال المرصعه بالانجازات .. ولكن لكون الرجل ايضا يتمتع بالموهبة والقدرات التي تخوله ان يترأس الجهاز التدريبي لأحد أقوى الأندية السعودية .. ويكفي سامي أن شهد له بهذه الموهبة والكفاءة العديد من المدربين والأداريين الذين اشرفوا عليه حينما كان لاعبا بالهلال او المنتخب وايضا حينما كان اداريا في وقت سابق .. ولم يخلوا تصريح لولئك المدربين والاداريين الا وكان سامي الجابر احد الشخصيات التي لطالما اعتمد عليها من قبلهم في تقديم المشورة الفنية والادارية والتي ساهمت في كثير من النجاحات على صعيد الهلال والمنتخب وذلك حسب شهاداتهم ،،،
لذلك اذا ما اردنا تقييم ما قدمه سامي الجابر بشكل منطقي وموضوعي خلال سنة أولى تدريب من تاريخه التدريبي .. فأننا نستطيع ان نقول بكل ثقة ان سامي الجابر يعد مدربا ناجحا ويتوقع منه الكثير في السنوات القادمة .. فليس من المألوف ان يتمكن مدرب سواء على الصعيد المحلي او القاري او العالمي من خلال تجربته الأولى ان يحافظ على المنافسة في بطولة الدوري وان يخرج من النهائي في بطولة ولي العهد وان يحافظ على حظوظه في كأس الملك وبطولة اسيا وهذا ونحن نتجاهل عوامل اخرى ساهمت بتفوق الآخرين عليه خاصة بالدوري وكأس ولي العهد ! .. وبالتالي فأن سامي الجابر وبشكل موضوعي تمكن من اجتياز اختبار قدراته كمدير فني للفريق ويكفيه القفزات التي يحققها في سلم تصنيف المدربين العالميين والتي جعلته حسب اخر احصائية دولية على مشارف افضل 50 مدرب حول العالم بعد ان بدأ موسمه التدريبي الحالي في المرتبة 400 !
بالرغم مما ذكر اعلاه .. فيجب علينا ايضا ان لا نتجاهل ان سامي الجابر قد قبل التحدي مع فريق بحجم الهلال والتي اعتادت جماهيره ان تصنف موسمها بالفشل عندما تتمكن خلال الموسم من تحقيق لقب واحد ! .. لذلك ماذا يتوقع ان تكون رد فعل الجماهير الهلالية وهم يرون انفسهم يبتعدون عن بطولة الدوري للموسم الثالث على التوالي .. ويفقدون بطولتهم المحببة كأس ولي العهد .. ويجدون أنفسهم يتذيلون اخر الترتيب في المجموعة الآسيوية ! .. فنجد أنفسنا امام التساؤل التالي : ماذا عساه سامي ان يفعل حتى يتمكن من الحفاظ على التوازن بين التقدم الذي يحرزه كمدرب وفق التصنيف العالمي وبين شغف الجماهير لتحقيق بطولة تمكنهم من استرداد شئ من كبريائهم ويمنحهم المبرر والأمل لكي يحملوا سامي برضى تام لخوض منافسات الموسم المقبل ؟! .. هذه معادلة في حاجة من سامي الجابر ان يدرسها جيدا وان يضعها نصب عينه .. وفي الوقت القريب ومما تبقى من بطولات الموسم لا أرى للمحافظة على المعادلة اعلاه الا ان تضع الادارة وسامي الجابر واللاعبين كل جهودهم وطاقاتهم وامكانياتهم وحضورهم الفني والذهني لتحقيق بطولة كاس الملك فقط لاغير حتى لو وجدنا أنفسنا مضطرين في سبيل ذلك للتضحية بالبطولة التي ننشدها جميعا وهي البطولة القارية !
من جانب اخر .. هنالك ملاحظات نود التطرق اليها فيما يخص مسيرة الفريق الأول خلال منافسات الموسم الحالي والتي شارفت على الانتهاء .. ويمكن ايجازها كالتالي :
1) أتمنى من سمو رئيس النادي عبدالرحمن بن مساعد أن يعيد النظر بشكل كبير في تغيبه عن حضور مباريات الفريق أو مشاهدتها في غرفة الملابس أو الأكتفاء بأن ينوب عنه الاستاذ : محمد الحميداني مع كل احترامنا وتقديرنا له ! .. انا اتفهم بشكل كبير جدا رؤية ابو فيصل في جعل العمل الأداري بنادي الهلال كما الأندية العالمية حينما يتولى زمام جميع الأمور الفنية والادارية المدير الفني كما هو الآن الكابتن سامي الجابر ويكتفي رئيس النادي بتوفير الدعم وتذليل العقبات امام احتياجات الفريق ! .. وبالرغم ان هذه الرؤية على قدر عال من المهنية الا اننا يجب ان نكون واقعيين يا سمو الأمير وان نقرأ البيئة والثقافة التي ننتمي اليها بشكل واقعي وموضوعي .. فتواجدك بالقرب من اللاعبين وجعلهم تحت انظارك بشكل مباشر في النادي والملعب يجعلهم يتمتعون بالمزيد من الشعور بالمسؤولية والرغبة في المزيد من العطاء والجهد ! .. واذا ما كنا نتحدث على سبيل المثال عن نجاحات جيريتس في وقت سابق .. فيجب ان لا نتجاهل ان تواجدك بشكل مباشر مع اللاعبين في ذلك الوقت كان احد ابرز نجاحات تلك المرحلة ،،،
2) اتمنى ان يعاد تقييم عمل مدرب الحراس وتحديد ملامح مستقبل حراسة مرمى نادي الهلال ! .. فهنالك مؤشرات تحمل الكثير من علامات الاستفهام من كفاءة العمل الذي يقدمه مدرب الحراس والذي لم يحدث ان وجد الهلال نفسه امام تعدد وتكرار الاخطاء الفادحة التي وقع فيها حراس المرمى الذين تعاقبوا على حراسة المرمى الهلالي والتي نتج في الكثير منها ضياع الكثير من الانتصارات ! .. فحتى لو افترضنا اننا لا نملك عناصر مميزة في خانة الحراسة في الوقت الراهن .. فأين دور هذا المدرب في تطوير قدرات ومهارات هؤلاء اللاعبين خلال الشهور الطويلة الماضية ؟ .. وللأسف الشديد فاذا ما كنا نتحدث ان عنصر الخبرة قد خانت عبدالله السديري فأنه بالمقابل نجد ان فايز السبيعي يسقط امام اختبارات لا تليق به كعنصر خبرة ! .. وحقيقة انني اتسائل : ماذا لو وجدنا انفسنا فجاءة امام خياران لا ثالث لهما وهما السديري والسبيعي .. فهل نقدم واجب العزاء على حراسة المرمى الهلالي ؟! .. أعتقد ان هذه الخانة تحديدا وحتى لا تضيع الجهود التي تبذل في حاجة الى قرار ورؤية استثنائية مهما كان الثمن ؟!
3) نتائج اعمال الطاقم الطبي لا تتوافق مع ضراوة منافسات الموسم ! .. ففي الوقت الذي تم فيه محاولة تصحيح عمل خط الظهر الهلالي في منتصف الموسم من المحور الدفاعي الى حراسة المرمى من خلال التعاقدات مع سعود كريري في خط المحور الدفاعي وكواك في قلب الدفاع وشيعان في حراسة المرمى .. نجد أنفسنا لم نستفد من هذه التعاقدات خلال الشهور الماضية بسبب اصابة هؤلاء المحترفين والذين بحثنا في التعاقد معهم على خدمة الفريق لكي نفاجا ان الموسم قد شارف على الانتهاء دون جدوى منهم ! .. وهذا يجعلنا نتسائل : هل تلك الاصابات التي تعرضوا لها تحتاج الى كل هذا الوقت الطويل من المعالجة أم ان هنالك قصور في عمل الاجهزة الطبية بالنادي ؟! .. كما هنالك تساؤل اخر يفرض نفسه : هل التعاقدات مع هؤلاء اللاعبين اتت لدواع الضرورة دون ان يتم التحقق فعليا من عدم وجود اي اصابات سابقة او مزمنة أم أن الأمر مجرد صدفة ان يتساقط كل الذين تم التعقد معهم في الفترة الثانية تباعا ؟! .. ما قيل في مدرب الحراس يفترض ان ينظر اليه ايضا في الطاقم الطبي ،،،
4) كرة القدم في حاجة دائما الى قائد يتمتع بشخصية نهمة للأنتصارات ويتصف بالعدوانية ! .. والعدوانية هنا لا نعني منها مطلقا فكرة الاعتداء على الاخرين ! .. ولكننا نعني بها فكرة تحفيز الاخرين واستثارة مشاعرهم لكي يبحثوا عن تحقيق الانتصارات وجعل ذلك بالنسبة لهم مسألة شخصية واعتباريه للاعبين انفسهم .. وحقيقة يفترض من سامي الجابر ان يبحث بين لاعبيه عن من يتمتع بهذه الكاريزما بعيدا كل البعد عن مسألة الاسبقية أو الجنسية ! .. فنحن هنا نقدم عمل رياضي ومنافسة كروية يفترض ان يجير لها كل الادوات والاسباب التي تمكن الفريق ككل من تحقيق الانتصارات .. وخلال منافسات الموسم الحالي وجدنا مع كل الاحترام والتقدير لنجوم الهلال ان شارة الكابتنية تناقلت بين العديد منهم بالرغم انهم ليسوا مؤهلين من الناحية الشخصية لنيل شارة القيادة ! .. لذلك اتمنى من سامي الجابر في حال عدم مشاركة الكابتن ياسر القحطاني والذي استطاع ان يحظى بمكانة خاصة بين نجوم الهلال ان لا يتردد في منحها لشخصية قتالية وحماسية وحاسمة ولها خبرتها الطويلة في ميادين كرة القدم كالكابتن ناصر الشمراني ،،،
5) الكابتن كاستيلو ! .. مع النجاحات التي لا زال يقدمها بامتياز الكابتن نيفيز .. والحضور الجيد مع الظروف التي واكبت خط الدفاع الهلالي للكابتن ريدريقو .. وغياب الكابتن كواك والذي لا نستطيع ان نقيم تميزه وحاجة الهلال له من عدمها بسبب الاصابة .. نجد أنفسنا في حيرة امام عطاءات الكابتن كاستيلو والذي لا نستطيع ان نصفه بالسئ ولا نستطيع ايضا ان نقول انه علامة فارقه بالفريق بالرغم انه لاعب دولي .. فكاستيلو من اللاعبين الذين يضعونك في خانة الحيرة ! .. فلا تستطيع ان تطالب برحيله خشية ان لا يحضر من هو افضل منه .. ولا تستطيع ان تطالب ببقاؤه خشية ان تضيع الفرصة في الحصول على من يكون اكثر جدوى منه سواء في خط المحور الدفاعي او الخطوط الأخرى للفريق .. لذلك يجب ان يقرأ بشكل جيد جدا ما هو مستقبل هذا اللاعب مع الهلال ؟!
6) منذ بداية الموسم الحالي وحتى اللحظة لا زال الهلال يعاني من اخطاء متكررة في خط الظهر الهلالي .. ومع ان جل هذه الاخطاء كانت نتاج تصرفات وسوء تقدير فردية الا انها لا زالت تتكرر بدء من سوء التعامل مع الكرات الساقطه خلف المدافعين الى ادوار المحاور في تغطية تقدم الاظهرة الى التمريرات الخاطئة في خط الظهر الهلالي .. وبالرغم من كل ذلك ومهما كانت المبررات الا ان هذه الاخطاء لا زالت تتكرر ؟! .. وهذا يجعلني اتوقف طويلا عن الدور الذي يمارسه مساعد المدرب والذي كان يفترض منه امام مشكلة حقيقية قائمة ان يضع جهود كبيرة بالتنسيق مع سامي الجابر لتغطية هذه الرقعه التي للأسف لم يتم التمكن من ايجاد الحلول الناجعه لها .. كما ان البحث عن مبرر من ناحية العناصر لن يكون عذر مقبول ! .. فالعناصر المتوفرة حتى لو افترضنا انها ليست على قدر الطموحات الا ان عمل الجهاز الفني يتطلب منه ان يرتقى بمستوياتهم من مباراة الى اخرى وليس العودة دوما الى مربع الصفر !
7) اتمنى من سامي الجابر ان لا يضع نصب عينيه البحث عن نتائج كبيرة ترضي الجماهير الهلالية امام الفرق المنافسة على حساب النهج التكتيكي والتوازن بين متطلبات الدفاع والهجوم ! .. فالجماهير الهلالية وان كانت تعشق الطريقة الهجومية التي يتميز بها الهلال والتي على سبيل المثال اشادت بها كثيرا في عهد جريتس الا انها تحترم ايضا النهج التكتيكي والقدرة في الحفاظ على شخصية الفريق وتوازنه كما كان ينتهج ذلك على سبيل المثال المدرب كوزمين بالرغم انه كان بعيدا كل البعد عن اي نهج هجومي ! .. حقيقة ان هنالك كثير من المباريات وتحديدا في البطولة الاسيوية التي لم يوفق سامي الجابر في التعامل معها وافقدتنا نقاط في غاية الاهمية بايران وقطر نتيجة المبالغة في النهج الهجومي على حساب التوازن في خط الظهر الهلالي ! .. وانا اتمنى من الكابتن سامي الجابر ان يضع نصب عينيه ان العمل المتوازن قد لا يحقق دائما نتائج كبيره ولكنه غالبا ما يحفظ للفريق انتصاراته .. بينما المبالغه في النواحي الهجومية قد يحقق غالبا نتائج كبيره ولكنه يفقد الفريق انتصاراته !
8) سامي الجابر مطالب خلال الفترة القادمة ان يتحدث الى الجمهور وان يكون واضحا في تناول جنبات القصور وصادقا في رؤيته لمستقبل الهلال .. ويفترض ان يضع نصب عينه ان الجماهير الهلالية تتميز بالموضوعية والذكاء والكبرياء وبالتالي هي لن تقبل اي طرح لا يحترم ما تتمتع به ! .. لذلك اتمنى ان نشاهد سامي قريبا وان يمنحنا فرصة ان نسير معه وان لا يفرض علينا ان نسير ضده .. والكره الآن في ملعب الجابر .. والذي اتمنى له صادقا كل التوفيق ،،،
ودمتـم في خيـر
14Likes
الوضع العادي
