نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

[ALIGN=CENTER][TABLE=width:70%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/13.gif);][CELL=filter: glow(color=white,strength=5);][ALIGN=center]
قال المدعي العام:

يا سيادة القاضي لقد أسرف هؤلاء البدناء على أنفسهم

فلبسوا ثياباً من نسج أضراسهم.

أفسدوا الذوق العام وغيروا معدلات تفصيل الملابس.

لا تراهم إلا عند التباسي مجتمعين

وعلى الصواني عاكفين

قال المحامي الدفاع:

يا سيادة القاضي إن هذا البدين الماثل أمامكم

أقصد هدا الممتلىء الماثل أمامكم

مظلوم مظلوم مظلوم,

فلو كانت كثرة الأكل تنتج سميناً

لكان الجراد عندنا أسمن من الجمال,

فكم من نحيف هزيل تظنه خريج مجاعات إفريقيا

إدا حضر الطعام تحول إلي أسد هصور يأكل ويأكل

و لكن بدون فائدة

يا سيادة القاضي

نحن البدناء أجساد شاكرة تأكل وتشكر

ويرى عليها أثر النعمة,

أما هؤلاء النحاف الهزلاء

فأجساد جاحدة تأكل وتجحد

ولا يرى عليها أثر النعمة.

وقد أنعم الله على الكثير من البدناء

بخفة روح تفوق خفة اللحم التي يتباهى بها النحفاء.

ولكنهم يا سيادة القاضي رغم خفة ظلهم وإظهارهم للنعم

فإنهم يتعرضون لحملة إرهابية

يهون عندها الإرهاب الغوانتامي.

فهاهي وسائل الأعلام

ترجمنا كل يوم بريجيمات ما أنزل بها من سلطان,

ولم يحدث إن حدثونا ولو مرة عن كيف تزيد من وزنك.

حتى الذوق العام يا سيادة القاضي

تعرض لعملية تحريف غير معقولة

حتى أصبحت العصلة المصلة

والتي لا ندري أأنثى هي أم عود مايكروفون؟

هي الجميلة بعد أن كانت المرأة الممتلئة هي الجميلة,

ألم تسمع وصف الأعشى لحبيبتة :

غراء فرعاء مصقول عوارضها؟

وبعد أن كانت الأمهات يطعمن بناتهن الأطعمة

التي تساعد على زيادة الوزن

لتصبح مرغوبة في أعين الخطاب

أصبحنا اليوم نعرض بناتنا لمجاعة اختيارية

من أجل أن تصبح مثل الرموز المزيفة

التي تقدمها لنا وسائل الأعلام

يا سيادة القاضي:

إننا نشكو من التميز العنصري والتفرقة

على أساس الشكل.

بالرغم من الدعاوى الكثيرة من أننا نعيش في عالم حر ومتحضر

لا فرق فيه بين هزيل وبدين,

وألا كيف تفسر لي أن شركات الطيران

لا تخصص في مقاعدها السياحية

مقعدين أو ثلاثة لأصحاب المقاسات الكبيرة.

اعتبروهم إن شئتم معاقين وعاملوهم معاملة المعوق..

أعرف يا سيادة القاضي بديناً أستسلم للحملة الإعلامية

فدهب إلى أحد المختبرات

التي تزعم أنها تجري تحليلاً كيميائياً بالبصمة

تحدد لك نوع الأكلات التي يجب أن تمتنع عن تناولها

لكي يخف وزنك.

يقول انتظرت أياماً ودفعت أموالاً وأنا أدعوا يااااا رب

ما يقولوا الرز من الممنوعات,

وكانت المفاجأة

أن هده التحليلات غير صحيحة وأقرب إلى الاحتيال

وأعرف يا سيادة القاضي بديناً أستسلم أيضاً

فسلم معدته لجراح ربطها بحزام من مادة السيلكون.

يقول الضحية:

تمت العملية وأصبحت كلما اشتهيت تناول أكلة لذيذة

أضطر إلى التقيؤ بعد تناولها.

هؤلاء يا سيادة القاضي نماذج من ضحايا كثر

حاولوا أن يغيروا القانون المكتوب داخل جيناتهم,

وهو ما يدركني بقول الشاعر:

ومكلف الأشياء ضد طباعها

متطلب في الماء جدوة نار

بعد دلك رفعت الجلسة للمداولة

ثم أعتدل القاضي وقام بتلاوة الحكم:

أن المحكمة الموقرة وبإجماع هيئة المحلفين

تجرم الإفراط في تناول الطعام

إن البطنة والإكثار من فضول الطعام والشراب

هي المذنب الذي ينبغي أن يتعرض للعقاب

لا النحافة ولا السمنة

فإن الله قد قسم بين العباد

أرزاقهم... وأخلاقهم... واجسادهم
[/ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN]