الجزء التاسع
كيب تاون - اليوم السابع
أنا : أريد أن أخوض رحلة مع القرش الأبيض في المحيط !
أم عبدالرحمن تنظر نحوي دون تعليق كمن يريد ان يتحقق ان زوجه لا يزال يتمتع بقواه العقلية !
أنا : ماذا ؟
هي : لا !
أنا : بليززززززززززز .. مع نظرات مليئة بالتوسل !
هي : أنت لم تعد تفهم .. ولا تريد ان تتفهم ؟!
أنا : وماذا يفترض ان افهم ؟!
هي : لم تعد حياتك لك وحدك ؟!
( صورة لفعالية السباحة مع القرش الأبيض )
جنوب افريقيا من الدول الوحيدة التي تتيح لزائريها فرصة السباحة مع القرش الابيض .. هذا المخلوق الذي صنف بأنه اشرس المخلوقات القاتلة على سطح الأرض ويعيش في خط جغرافي محدد وهو 40 درجة شمال وجنوب خط الاستواء ! .. وسبحان الله الذي جعل لهؤلاء الحيوانات ايضا حدود للبيئة التي يستطيعون العيش فيها ! .. واتذكر ان ذهبت في رحلة في احد ادغال شرق اسيا حيث بالكاد ترى الشمس في عز الظهيرة من الاشجار الباسقة والاغصان المتشابكة حتى لا تكاد ان ترى ما هو خلف الجذع الذي أمامك ! .. وفي تلك البلاد لديهم النمر الاسيوي أو الببر .. فاستفسرت من باب العلم بالشيء وتجنبا لأي مفاجئات اذا ما كان هذا المخلوق قد يشرفنا بتناول قدح من القهوة عند شبة الضوء بالمساء ! .. ففاجئني الدليل ان هذا النوع من النمور لا يعيش في هذه البيئة ولكن في بيئات اخرى مشابهة تختلف حسب ارتفاعها عن سطح البحر ! .. حاولت ان اتذاكى عليه باعتباري عربي اتمتع بذكاء خارق مثل اجهزتنا الامنية في العالم العربي الذي يضعونك في قفص الاتهام دون تهمة الا انهم تمكنوا بذكائهم العجيب من قراءة ما في عقلك ! .. فقلت له : هنالك حوادث راح ضحيتها بعض السواح بسبب النمور في هذه المنطقة ؟! .. اجابني : هذه حوادث استثنائية ولا تعد قاعدة ! .. شعرت بعدها بالاطمئنان مع عبارة استثنائية ! .. وتخيلت نفسي استيقظ في الصباح وانا في احضان نمر تحت ظرف استثنائي !

( الببر .. وهو الاسم الصحيح للنمر كما نطلق عليه في العالم العربي ! )
يتم التعاقد على هذه الرحلة من خلال احد المكاتب المتخصصة حيث يتم نقلك الى احدى القرى الساحلية والتي تبعد قرابة 3 ساعات بالسيارة ذهابا ومثلها حين العودة .. وتتميز تلك القرية بتوفر اعداد كبيرة من هذا النوع من القروش بالقرب من شواطئها ! .. ويتم بعد ذلك ركوب احد القوارب البحرية والتوجه الى عرض البحر حيث يتم وضعك في قفص حديدي وانزالك في داخل مياه المحيط ومن ثم يتم جلب كائن حي ويتم ذبحه ونثر دماءه في رقعة الماء حتى يجذب الأخ المناضل السيد قرش ! .. كنت اطمح بخوض هذه التجربه خاصة وهنالك رحلات يومية لهذا النوع من النشاط .. بمعنى انني لست مقدم على مغامرة استثنائية .. ولكنها تجربة رأيت من الممتع ان اخوضها وانا اتعرف على نوع معجون الاسنان الذي يحفظ لسمك القرش اسنانه بيضاء وبالقوة تلمع كما جاء في مسلسل افتح يا سمسم ونحن اطفال ! .. ختاما رضخت لوجهة نظر زوجتي وانا اقول لها همسا مثل أي رجل عربي شجاع وعظيم : لا تقولي للناس انني رضخت الى كلامك !
كنت قد اتفقت مع زوجتي لخوض تجربة رحلة السفاري وهنالك بالقرب من كيب تاون على مسافة 3 ساعات ايضا محمية طبيعية يطلق عليها ( Big Five ) وهي تعد ثاني اكبر محمية للحيوانات في جنوب افريقيا .. وأحد أكبر 5 محميات في افريقيا .. وهنالك يتم الصعود على سيارة جيب مكشوفة والتجول في الغابات لمشاهدة قبائل الاسود والفهود والضباع .. الخ الحيوانات الشهيرة في افريقيا .. وكنت قد اجريت ترتيب مبدئي للرحلة ثم مع نهاية اليوم بدأت افكر باحتمالات المخاطرة والسبب ان زوجتي معي ! .. ماذا لو تعطلت السيارة ونحن في وسط الاحراش ؟! .. ماذا لو كنا بالقرب من الاسود وقرر احدهم القفز الى السيارة وهي مكشوفة ؟! .. وجدت نفسي أنفر من الفكرة بالرغم ان الرحلة كانت مدرجة ضمن مخططاتي ! .. الا انني سأعترف ان الخوف انتابني .. ليس لأجلي فقد خضت تجارب أخطر من ذلك ولكن لأجل من وهبت حياتها لأجلي ووثقت بي ! .. تواصلت بعد ذلك مع الشركة واعتذرت لها والغيت الرحلة على امل ان اخوضها بالمستقبل في ظروف مختلفة ،،،
يعني إيه ؟! .. هكذا وجدت نفسي في مسلسل مصري اتساءل عن كنه هذه الحالة ؟! .. هل يعقل ان اصل الى جنوب افريقيا دون اسماك قرش وحيتان وحيوانات مفترسة ؟! .. اين اذهب بعمامتي وسط القبائل الذين سينتظرونني في مطار صنعاء مدججين بالسلاح على وعد ان احضر لهم رأس شيخ قبيلة الأسود ؟! .. تناولت السيد جوجل بين يدي وانا اقول له : امتعني بمفاجأتك ؟! .. فكان ان وجدت موقع باسم حديقة الأسود ( Lions Park ) ! .. شاهدت الموقع وهو يعرف نفسه بانها مجموعة عمل تطوعية في خدمة الاسود والذين يحتفظون بهم في اقفاص كما لديهم الاسد الابيض او الليث الابيض كما كنا نشاهده كفيلم كرتون ونحن صغار ! .. هذه حديقة آمنة ! .. هكذا حدثت نفسي وانا اتخيل الوضع الطبيعي لأسود شريرة في اقفاص غليظة وايضا متعة مشاهدة الاسد الابيض النادر ! .. حملت جهاز الـ GPS اليهودي الحقير بين يدي بعد ان تجاهلته في اليومين الماضيين على أمل ان يكون قد تاب وعاد الى رشده بعد ان هددته بحرمانه من الميراث ! .. وضعت اسم المكان في الجهاز من باب رفع العتب ومحاولة اقناع نفسي انني استخدمته ! .. فكان منه ان فاجئني وهو يضع مسار الطريق امامي ! .. لقد فعلها عدو الله ! .. هكذا اصبحت على فطرة الاسلام وبدأت رحلتي الى حديقة الاسود وهي تبعد قرابة الساعة عن كيب تاون ،،،

( صورة للطريق الى حديقة الأسود )
( أحد المناظر في الطريق الى حديقة الأسود )
( مدخل البوابة الى حديقة الأسود )
( فقط سبحان الله ! )
( سمبا ! )
كنا قد وصلنا الى حديقة وتفاجأنا ان الحيوانات لا يتم وضعها في أقفاص ولكن هنالك طرقات للزوار بين الاسود ويفصلنا عنهم مجرد سياج مع خيط كهرباء ! .. نظرت الى زوجتي وانا اصرخ عاليا : أديلووووووووووه ! ( مفردة ليس لها معنى .. وربما هي مصرية او حجازية الجذور .. واستخدمها عندما لا يروقني منظر ما ) .. فحقيقة ان هذا السياج لن يكون عقبة امام الاسود اذا ما قررت تجاوزه .. فالأسد الأفريقي البالغ تبلغ قوة ضرب كف يده قوة 500 كيلو ! .. ومع ذلك توكلنا على الله وانا اتذكر قصة الهدهد وكيف استطاع ان يجعل حضارة عظيمة تهتدي الى الاسلام في ارض اليمن !
كنا قد وقفنا امام الآنسة سمبا الظاهر صورتها بالأعلى .. نظرت نحوها ونظرت نحوي وبدأت تزمجر على عكس الاسود الذين مررنا بقربهم قبل الوصول اليها ! .. لم يروقني استقبالها فقررت ان استمر واقفا امامها وانا انظر الى عينيها وأغمز لها ! .. بينما انا في وضع تحرش بها .. وهي ترفض تحرشي بزمجرة غاضبة اذ بها تزأر فجأة اعلانا عن نفاذ صبرها وتقوم بحركة ارتداديه كمن باشر الانقضاض ثم تراجع عن المضي قدما .. وانا اشاهد ذلك يحدث امامي وتفحص انيابها التي كشرت عن نفسها ومخالبها التي اعلنت عن وجودها وانتفاضة كل عضلها في جسدها ! .. ها هو الموت يظهر امامي مجددا بغضبه ورائحته وملك الموت يحلق حولنا ! .. لم أفعل إي شيء سوى انني بحثت عن تحسست قدمي فلم اجدهما ! .. فقد فارقا جسدي وفرا بمفردهما بعيدا عني ! .. يلعن نذالة !
( بطاقة تعريفية للآنسة سمبا .. وتظهر ان لديها سلوك عدواني حيال البشر والاسود ! .. وكنت اتمنى لو قرأت البطاقة قبل ان اقوم بالمغازلة ! )
( صورة للأسد وهو حقيقة اضخم بكثير من اسود حدائق الحيوان بعالمنا العربي ! .. وهذا جعلني اجد تفسير لتساؤل سابق : كيف يستطيع اسد ان يجر تحته حمار وحشي بينما اجد حجمه صغيرا جدا في حديقة الحيوانات ؟! )
( صورة لليث الأبيض ! .. وحقيقة لقد جعلني أعاني حتى تكرم مشكورا ان يمنحني قفاه لكي أصوره .. تبا له من مغرور ! )
( الملك والملك لله ! )
كنت اتذكر القصة التي وردت في الحديث الشريف عن تلك المرأة التي دخلت الجنة بسبب انها اسقت كلب وانتم بكرامة الماء ! .. واخرى دخلت النار لأنها منعت قطة ان تأكل رزقها من الأرض ! .. وتذكرت حقوق الحيوانات التي اصبحت تتمتع بها الحيوانات في بلاد الغرب .. بينما نحن المسلمين لا زلنا نحاول ان نقنع زعماؤنا العظماء اننا نريد قليل من الحقوق التي ينالها الحيوانات في بلاد الاخرين !
من المواقف اللطيفة .. انني منحت نفسي بعض الوقت لمراقبة الاسد اعلاه وقد كان كما هو ظاهر بالصورة يراقبنا بصمت ! .. اثناء ذلك كان هنالك بعض الاطفال والمراهقين يركضون جماعة وقد ملؤا المكان صخبا ! .. التفت الاسد نحو الضوضاء وارتفع عنقه وبرقت عيناه وهو يتتبع ركض مجموعة الاطفال والمراهقين .. لقد تحركت الغابة في داخله .. وتحدثت في اعماقه صوت الفطرة .. ولعله تذكر زمن الطرائد والفرائس ! .. تماما كما نتذكر ماض المسلمين ونحن في قفص الصمت !
( هذه لبوة دلوعة ! .. هكذا قلت حينما شاهدتها .. ثم حينما قرأت بطاقتها التعريفية تبين انها ولدت في سيرك ! )
( التقطت الصورة على عجالة ومن ثم أطلقت ساقاي للريح ! )
انتهينا من زيارة الحديقة وقررنا التوجه للغداء في قرية ساحلية يطلق عليها ( Hout Bay ) .. كنت قدر زرتها في وقت سابق من أجل المشاركة في رحلة الى جزيرة عجول البحر ولكن سوء الاحوال الجوية حال دون ذلك فقررنا العودة اليها مجددا للغداء وترتيب رحلة في اليوم القادم الى جزيرة العجول ،،،
تعد هذه القرية من الموانئ الرئيسية لصيد الأسماك في جنوب افريقيا .. ويقصدها الكثير من التجار المهتمين في تجارة الاسماك حيث تباع هنالك مختلف الاسماك بالجملة ولديها سوق لذلك .. كما يقصدها السواح والموطنين ايضا من اجل شواطئها الجميلة ورحلاتها البحرية الممتعة والاستجمام بعيدا عن صخب المدينة وهي تبعد قرابة الساعة عن كيب تاون ،،،
( قوارب الصيد في ميناء شاطئ هيوت )
( أحد ارصفة الميناء حيث تعرض المصنوعات المحلية )
صادف اثناء تجولي في الميناء ان رست السفينة اعلاه بالميناء وهي محملة بالأسماك وقد التف حولها بعض التجار ممن يرغبون بشراء كمية كبيرة من الاسماك او ربما الحمولة كاملة ! .. ما ان بدأ العمال في انزال الحملة حتى ظهرت امرأة بلباس الاطباء ويبدو انها من دائرة الرقابة الصحية وتقوم بالكشف على الصناديق والاسماك .. وطبعا لقد كنت قريبا من الحدث حتى انني اندمجت مع العمال واحاديث التجار ! .. لقد اعلن العرق اليماني هنا عن نفسه وبدأ يتلمس تجارته تحت شعار : دعونا نطلب الله ،،،
بينما كنت في زخم البيع والشراء .. استرقت أذني حركة غير اعتيادية .. فهنالك صوت يأتي نشازا عن حركة الايقاع في الميناء بالقرب من القارب ! .. لم أكن أعرف ما كنه هذا الصوت فلم يكن واضح ولم يكن مفهوم ؟! .. الا انني كنت استشعر بقوة ان هنالك شيء ما ؟! .. بدأت اتفحص المكان والناس والقارب ولا يبدو ان هنالك ما يثير الغرابة ! .. دفعني فضولي ان ارى بالقرب من القارب او تحت القارب اذا صح التعبير .. هكذا القيت بنظري الى اسفل القارب عند حافة الميناء .. فكان هذا الأخ اللطيف ..
( عجل البحر )
فاجئني منظره .. واسعدني في آن معا ! .. فليس مألوف ان تجد عجول البحرية تسبح في هكذا اجواء من الحرية ولم يبقى سوى ان يرفع شعار رابعة العدوية فيتم ترحيله الى مصر حتى يتم سجنه ! بينما الاعلام المصري يتحدث عن خارطة طريق مليئة بالحرية وحقوق الانسان ! .. توسع نطاق نظري لكي يجوب المكان فكان ان بدأ تظهر المزيد من هذه الكائنات اللطيفة .. سرقت لها بعض الاسماك الصغيرة المتناثرة في ارض الميناء والقيتها لهم .. وبادلوني التحية بأن قالوا لي : يلعن ابو البخل ! .. وآخر يقول : أرمي لنا سمك ساع الناس ( لقد كان عجل بحري من صنعاء .. فمفردة ساع لا تجدها سوى باليمن ! ) ،،،
( صورة لأحد البسطاء وهو يقدم مهارته في اطعام هذا العجل الصغير من خلال وضع سمكه على فمه ثم يقفز عجل البحر لتناولها من فمه .. تستطيعون ان تقولوا ان هذه الصورة فجرت كل طاقاتي في فن التصوير وضبط النفس والتوقيت ! )
*****
كم جميل لو بقينا اصدقاء ! .. خطرت هذه العبارة في ذاكرتي بالرغم انها لا تتناسب مع الحدث .. وانا أتأمل العروسان يسيران على الشاطئ بعد ان اتما عقد نكاحهما في الميناء وسط لفيف من الاهل والاصدقاء ! .. تستفزني هذه المجتمعات بالبساطة في كل شيء .. وبالرغم هذا الاستفزاز الا انه يشعرك انك تشاهد أناس حقيقيين يسيرون في الحياة دون تكلف او تصنع ! .. أحببت العروسان ! .. وراق لي الجنان الذي يتمتعان به ! .. وشعرت ان هنالك شيء ما يجمعني بهما .. لذلك تركت نفسي تسير خلف مشاعرها حتى ظهرت لي حقيقة ما كنت اكنه حيالهما : لقد كانا مسلمان ! .. نسأل الله ان يبارك لهما ويجمع بينهما في خير .. الحب جميل .. وجنون الحب أكثر جمالا !
( منظر لشاطئ هيوت )
صعدت سيارتي عازما على العودة الى كيب تاون بعد قضاء يوم جميل وحافل وتناولنا لطعام الغداء على هذه الاطلالات الممتعة .. وجنوب افريقيا بالمناسبة تتميز بتحضير اطباق شهية جدا من المأكولات البحرية .. وفي رواية : يم يمي !
كنت في طريق العودة حين شاهدت علامة تشير الى طريق اخر نحو مكان يطلق عليه ( Chapman's Peak ) أو قمة شابمانز .. وانا شخصيا لا استطيع ان اعرف ان هنالك قمة دون ان اتشرف بزيارتها لكي تعرفني عن نفسها ولكي اعرفها عن قمم جبال اليمن الشماء .. هكذا ادرت عجلة القيادة وتوجهت الى هذا المكان وانا اردد : الرزق على الله .. واترككم مع الصور ..
( صورة من القمة على خليج هيوت وتبدو القرية الساحلية على يمين الصورة )
( منظر حين تغيب الشمس في باطن المحيط ! )
( منظر للطريق )
( منظر لجزء من الطريق تم حفره بالجبل والمياه تناسب من الصخور )
انتهى بنا الطريق الى قرية اخرى أسمها ( Noordhoek ) .. وهي تشتهر بزراعة العنب وصناعة النبيذ ! .. وهي قرية يبدو انه يسكنها البيض حيث لفت نظري غياب السكان السمر من المكان .. فكرت ان اترجل من السيارة واقوم بعمل مظاهرة الا ان الوقت متأخر والناس في بيوتهم .. فلم يروقني فكرة عمل مظاهرة بمفردي !
( كلما سرنا بالحياة كلما ازددنا تسبيحا لله على عظمة ما خلق وصور )
( منظر للقرية )
ثم عدنا ادراجنا نحو مدينة كيب تاون وتحديدا الى منطقة الواجهة البحرية لكي نقوم بالتبضع وشراء بعض الحاجيات .. وهنالك كان لي موقف مع احد الشخصيات التمثيلية حيث يقوم شخص بدهن نفسه بلون ما ثم الوقوف في وضع متجمد بدون حركة .. وهذه الحركة اصبحت معروفة في كل مكان .. ولكن ما لفت نظري ان اتت احداهن تريد ان تلتقط صورة معه في وضع انه يقبلها وفق ثقافتهم حيث كل شيء عادي ! .. وصاحبنا لم يترك في خاطره شيء ! .. هممت بالرحيل الا ان نظراته استوقفتني كمن يذكرني ان ادفع له بقشيش .. بحثت في جيوبي ولم اجد فكة ! .. فنظرت اليه وانا اضحك ان خذ حسابي منها !
( صورة امرؤ القيس فرع جنوب افريقيا ! )
( من المعالم البارزة في ميناء كيب تاون حيث هذه الاتجاهات التي تشير الى العواصم العالمية والمسافة للوصول اليها )
كان المساء قد حل وكنا قد اصبحنا على مشارف الرحيل من كيب تاون لذلك توجهت بسيارتي لكي القي نظرة وداع على هذه المدينة التي نالت الكثير من فؤادي قبل ان انتقل الى مدينة اخرى .. فكان ان توجهت الى جبل الطاولة وقد تحدثنا عنه سابقا ومنحت لوجداني ان يتنفس عشقا !
( في الصورة اعلاه كنت قد اصبحت من جنوب افريقيا وجزء من مجتمعهم حيث لم يعد للحرص مكان بيني وبينهم ! )
نلتقي ان شاء الله مع الجزء الـ عاشر يوم السبت القادم
ودمتـم في خيـر