الجزء الثالث
جوهانسبرج - مساء اليوم الأول & اليوم الثاني
لفت نظري ان الفنادق في جنوب افريقيا تختلف عن الفنادق الأخرى حول العالم من حيث توقيت الدخول والمغادرة ! .. حيث لاحظت في الفنادق التي أقمت بها يشيرون بضرورة المغادرة الساعة 11 صباحا والبعض منها قد يطلب منك المغادرة الساعة 10 صباحا ! .. وفي الدخول لاحظت ان بعض الفنادق تشير الى ضرورة ان لا يتأخر توقيت قدومك الى الفندق عن الساعة 3 والا تم الغاء حجزك ! .. لذلك لمن يرغب بزيارة تلك البلاد يجب عليه ان يضع مواعيد قدومه او مغادرته بالاعتبار من خلال الاتصال والتنسيق المسبق مع الفندق ،،،
( منظر عام للـ ساندتون مول ويظهر بالخلف منه فندق مايكل إنجلو )
في مساء اليوم الأول كنت قد ذهبت الى مركز تجاري شهير في جوهانسبرج ويطلق عليه ( Sandton Mall ) اضافة الى ساحته الشهيرة ( Mandela square ) الا اننا عندما وصلنا كان الوقت متأخرا حيث تغلق المحلات عادة الساعة 6 مساء وتبقى بعض المطاعم حتى الساعة 8 مساء ثم العودة كما الدجاج الى حظائرها ! .. لذلك حينما وصلنا لم يكن توقيتنا مناسبا والجميع يغادر المكان فانتابني شعور بالاحباط العاطفي !
( منظر لساحة ميدان مانيلا )
تناولنا طعام العشاء في احد المطاعم .. وللعلم هنالك في جنوب افريقيا بعض المطاعم الحلال التي يملكها مسلمين وعليها شهادة رسمية من الحكومة بذلك ! .. كما هنالك الكثير من المنتجات الغذائية عليها ختم رسمي من الحكومة ايضا تفيد انها حلال ! .. وحقيقة انني أثمن لهذه الدولة احترامها لخصوصيتنا كمسلمين كما أثمن ايضا جهود المسلمين في تلك البلاد للتعريف بخصوصيتنا .. بعد ان تناولنا طعامنا حيث اخترت وجبة لحم وحيد قرن مستوية مع ذنب التمساح كمقبلات ! .. حتى اذا ما انتهيت من طعامي وجدت نفسي أفر الى الغابات وأتحرش بضباع الليل ! .. ثم بحثنا عن سوبر ماركت لشراء بعض الحاجيات فتوصلنا الى هايبر ماركت تبين لنا بعد ذلك إنه الأكثر شهرة في جنوب افريقيا وأسمه ( Pick n Pay ) حيث يتوفر لديه جميع المستلزمات .. ومن الأمور الجميلة التي استمتعت بها في هذا السوبرماركت ان جميع منتجات المخبز لديهم حلال طيب مبارك .. كما لاحظت ان جميع منتجاتهم من الحجم العائلي حتى تتوافق مع مقاييسهم ! .. ولك ان تتخيل ان حجم ( خبز التوست ) لديهم يعادل 4 اضعاف حجم التوست المعروف لدينا ! .. حتى انني فكرت ما هي المحمصة التي يمكن ان تحتويه ؟! .. فتبين لي بعد ذلك ان هذا التوست الجنوب افريقي الضخم يحتاج الى فرن !
( صورة للهايبر ماركت )
اشترينا حاجياتنا ثم عدنا الى الفندق وقد كانت وسيلة المواصلات من خلال باص الفندق الذي يقوم بعمل رحلة كل ساعة من الفندق الى المجمع التجاري وبالعكس وهذه الخدمة يقدمها الفندق مجانية لنزلائه ،،،
قبل ان اغادر المجمع عائدا الى الفندق كنت قد التقيت سائق تاكسي واستفسرت منه تكلفة النقل من الفندق الى مطار حيث يوجد في جوهانسبرج مطارين احدهما الذي وصلت اليه ( O. R. Tambo ) والآخر بأسم ( Lanseria ) .. وأنصح كل من يزور تلك البلاد ويرغب بالانتقال بالطائرة الى مدن أخرى أو العكس أن يختار مطار ( أو آر تامبو ) لسبب بسيط جدا ان هذا المطار يوفر خدمة القطارات بينما المطار الاخر يفرض عليك استخدام التاكسي وهو مكلف جدا ،،،
طبعا أود ان ابشركم انني كنت قد حجزت رحلتي الى كيب تاون بواسطة مطار ( لانزيريا ) لذلك وقعت في ورطة التعاقد مع تاكسي خاصة وتكاليف النقل في تلك البلاد باهظة الثمن !
( صورة لفئة 100 راند جنوب افريقي - وتبدو صورة فخامة السيد الرئيس جاموس الموقر )
800 راند ( والراند هي عملة جنوب افريقيا والريال السعودي يعادل 2 ونصف راند ) .. كان السائق يفيدني بأجرة النقل من الفندق الى المطار ! .. تركته وغادرته دون سلام أو تحية أو حتى نظرة عتاب ! .. توجهت الى الفندق فلم يكن لدي خيار اخر .. سألت أحد الموظفين هنالك فافادني بكونني نزيل لديهم فسوف يأخذون 700 راند الا أنني لم أقتنع ! .. وحقيقة ليس القناعة ما تحكمني فليس لدي سابق معرفة بالاسعار الا انني فقط كنت مستكثر المبلغ لذلك لم ارغب بدفع مبلغ وانا ليس لدي قناعه داخلية بعدالته ! .. بحثت بالدليل فوجدت مكتب لتأجير سيارات الأجرة فاتصلت به وافادني ان المبلغ 650 راند ! .. شعرت بشئ من الرضى والقبول فالاسعار تكاد ان تكون متقاربة الا ان طرأت في ذاكرتي الفتاة التي استقبلتنا في الرسبشن .. كانت لطيفة جدا ومن النوع التي يحتمل ان لديها عرق عربي من الجد العاشر طعش وبالتالي هنالك بقايا ما نطلق عليه ( الفزعة ) !
غادرت غرفتي واتجهت اليها وحدود ابتسامتي قد امتدت من حلمة أذني اليمنى الى شقيقتها اليسرى حتى أصبت بشد عضلي ! .. وقررت ان اتعامل معها بالطريقة اليمنية في طلب الفزعة او التحكيم ... الخ الممارسات القبلية التي صدعت راسي بطقوسها الكثيرة ! .. لذى وجدت نفسي القي في حجرها رأس ثور بري مع رمح مسنن وحزمة فئران ظنا مني انها طريقة افريقية قد تجدي نفعا معها ! .. ايقظتني من خيالاتي وهي تسألني عن اي خدمة انشدها ؟! .. قلت لها وانا اعزف الربابة : يا ويح نفسي لا ذكرت أوطانها حنت ! .. ثم تداركت نفسي مجددا وانا اطلب مساعدتها للحصول على تاكسي بسعر مناسب .. قالت لي انه حسب علمها فأن السعر حدود 600 راند ! .. قلت لها : لقد افادوني بذلك ولكنني اعتقد ان السعر غير عادل .. هل تستطيعين مساعدتي ؟! .. سرحت بعينيها بعيدا مما منحني مساحة لكي أتأمل هذا العنصر النسائي من جنوب افريقيا ( وارجو من احبتي المعذرة فأنا شخص جدا فضولي في السفر ! ) .. واكتشفت بعد ذلك ان الافريقيات يتمتعن باربع صفات عجيبة في مرحلة الشباب وصفة جدا سيئة فيما بعد الزواج ! .. فاما الصفات العجيبة فالأولى أن اسنانهن ناصعة البياض بطريقة غير مألوفة ! .. والثانية انهن يتمتعن بعيون جميلة يميزها بياضها الناصع ايضا ! .. والثالثة ان اطراف اياديهن منمقة ودقيقة ! .. والرابعة ان اجسادهن من الله عجيبة ! .. اما الصفة السيئة فأنهن بعد الزواج يتحولن الى حافلة ركاب خط صنعاء الحديدة !
كانت قد استئذنت للتنسيق مع احدهم ثم عادت وهي تقول لي انها اتفقت معي سائق الفندق ان يأخذني الى المطار بقيمة 450 راند .. قلت لها : ما يجيبها الا نسوانها ! .. التقيت بعد ذلك مع السائق ورتبت المواعيد معه قرب العصر ثم شكرت الجميع وعدت الى غرفتي وانا لا يأس مع الحياة !
( تمثال نلسون مانديلا في ساحته الشهيرة في مجمع ساندتون )
استيقظت اليوم الثاني صباحا وتوجهنا مرة اخرى الى مجمع الساندتون وميدان نيسلون مانديلا ( الزعيم الاسطوري ) حتى نأخذ حقنا من التجول فيه وايضا لتناول طعام الافطار .. كما اتيح لنا ايضا زيارة فندق في غاية الروعة والجمال وهو فندق مايكل أنجلو ..
( صورة للبهو الداخلي للفندق )
( المدخل الخارجي للفندق )
حقيقة لقد قضينا وقت جميل في هذه الساحة والمول والفندق .. وكان مميز ان يمنح الزائر انطباع مبدئي غاية في الروعة حينما تلتمس ان هذه البلاد لا تقل رقيا وتطورا عن كثيرا من الدول المتقدمة حتى انني تفاجأت بماركات عالمية للملابس لم أجد مثيل لها في كثير من عواصم الدول العربية الرائدة ( طبعا هذه المعلومات من أم عبدالرحمن والا انا ما دريت عن الموضوع ! ) ،،،
عدت الى الفندق وجمعت حاجياتي بعد ان نسقت مع ادارة الفندق بتمديد وقت اقامتي الى ان حضر التاكسي وتوجه بنا الى المطار وقد كان يبعد قرابة 40 دقيقة !
( منظر عام لشوارع جوهانسبرج )
حتى وصلنا الى مطار ( لانزيريا ) وهو مطار منظم وجميل وصغير الى حد ما وعرفت بعد ذلك انه يعتبر مطار خاص الا ان شركات الطيران المحلية يسمح لها بالاقلاع والهبوط فيه .. كما ان الانتقال من مبنى المطار الى الطائرة يتم سيرا على الاقدام حيث توقف الطائرة امام البوابة مباشرة .. ويبقى عيبه الوحيد ان لا وجود للقطار !
( صورة لمدخل المطار )
وقد استخدمنا لرحلتنا الى كيب تاون والتي تبعد قرابة 1300 كيلو متر عن جوهانسبرج ولمدة ساعتين شركة طيران تدعى ( Mango airlines ) .. وهي شركة وطنية ذو خدمات جيدة ولا يشمل سعر التذكرة اسعار الوجبات والمشروبات .. ولا تقولوا ما قلت لكم ؟!
( صورة للطائرة ! .. لا يا شيخ ؟! )
وهكذا اقلعنا بحفظ الله الى كيب تاون .. وهنالك كان عالم آخر 
نلتقيكم في الجزء الرابع في ( كيب تاون ) يوم السبت القادم
إن شاء الله
ودمتـم في خيـر
70Likes
الوضع العادي
