
24/08/2013, 04:09 PM
|
 | زعيــم جديــد | | تاريخ التسجيل: 30/10/2009 المكان: الرياض
مشاركات: 11
| |
رحم الله الأمير الزاهد رحم الله الأمير الزاهد
فيصل خلف أتقدم بواجب العزاء لأبناء وبنات الأمير مساعد بن عبدالعزيز, على رحيل والدهم الأمير الزاهد.
ومثل ذلك لوالدنا الغالي الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولكافة الأسر الحاكمة والشعب السعودي النبيل والكريم.
وأسأل الله العظيم أن يتغمد روح أبا خالد بواسع رحمته, وأن يسكنه الفردوس الأعلى, ويؤنسه في وحشته, وأن يوسع عليه قبره ويجعله روضة.
سأتحدث عنه قليلاً, ولن أطيل بإذن الله.
راه مختلف بصراحة عن بقية الأمراء من آل سعود, ومن لديه عينين غير مُعطّلة سيرى الفرق الشاسع الذي أراه, وهذا ما يجعل له بريق مختلف ولون مميز.
لا يهتم بجمع المال وقد أُلقيت عليه تهمة باطلة من إحدى المواقع الإلكترونية على أنه رجل أعمال وهو بعيد عن عالم الأعمال والمال كل البُعد.
كان الجَمع الذي يقوم عليه هو جمع الحسنات وليس المليارات, وكانت كُل تجارة له في الدنيا لمصلحته يوم العرض.
كان زاهد في دنياه, مُقبِل على الآخرة لمقابلة ربه, ينصرف إلى عبادة رب العالمين غاض النظر عن ملذات الدنيا وشهواتها, وهذا ما يحبه الله سبحانه.
حضوره في الإعلام قليل جدًا ومشاركاته السياسية غائبة تمامًا, وهذا ما يثبت ما كتبته أنه لون مميز ومختلف عن بقية أمراء آل سعود, وللأسف مجموع صوره التي رأيتها عبر الانترنت وغيرها يعدون على أصابع اليد!
بالرغم من إنه كفيف إلا أنه حافظ لكتاب الله سبحانه وتعالى, وكان يُمسك أبنائه كل رمضان, ويجعلهم يختمون القرآن الكريم أكثر من مرة في الشهر الفضيل, ومن يخطأ منهم في القراءة ينبّه بطريقة مؤلمة نوعًا ما, ولكنها لا تجعل المخطأ يعيد نفس الخطأ مرة أخرى.
كان أبا خالد عف اللسان, إن تكلم لا يقول إلا خيرًا أو يذكر الله سبحانه, وكان يذكره بكثره وعلى مواضع.
تربيته لأبنائه وبناته على الدين وحُب الوطن.
بذلك خرَّج أبناء وبنات صالحين مُصلحين في المجتمع ومحبين للوطن إلى حد لا يُعلم, والدليل بالغ الوضوح.
يحمل المرحوم من الصفات النبيلة الكثير, منها ما ذكرته ومنها الإكثار من الصدقة وإطالة السجود آناء الليل وأطراف النهار.
يميل سموه -رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى- إلى الأدب وقرض الشعر, وبلا شك نُقل ذلك الميل إلى ابنه الأمير عبدالرحمن فأصبح شاعر لا يشق له غبار وقارئ جيّد ومثقف عالي المستوى.
شخصيًا ألتمس بر الأمير عبدالرحمن بوالده -غفر الله له- وكم تألمت من تغريدات سموه عبر حسابه في تويتر بعد وفاة والده طيب الله ثراه.
كتب أبو فيصل قصيدة من أروع القصائد تحت عنوان "أحمد الله عزّني بمساعد الحر القطام" وتم ذكرها بأكثر من أمسية, في الكويت ومصر على سبيل المثال, أكثر ما أعجبني في القصيدة كثرة الحمد لرب العالمين وفخره بأنه سعودي ووجود الحرمين الشريفين في وطنه وكذلك يعتز بجده -رحمه الله- وأيضًا إعتزازه بوالده الذي وصفه بالحر القطام, والقطام يعني الصقر والصقر في العروبة غني عن التعريف ولا يُعرَّف.
أيضًا عدد في قصيدته خصال والده الحميدة من ليله الذي يقضيه تراويح وقيام وكذلك تحصينه لأسرته بحصن الدين وذكر في ثنايا القصيدة بأنه كان لليتامى أب وللمحتاجين عون -بعد رب العالمين طبعًا- ويعتبر قدر والده أكبر من كل مدح, ويشبّه صموده بصمود الصحابة -رضوان الله عليهم- وكذلك أشار أن العمى عمى البصيرة وليس البصر.
القصيدة بشكل عام تتوهج جمالاً في اللغة والحرف والمعنى.
عوّض الله أبا فيصل برّه في والده -رحمه الله- ببر يجده في ذريته حتى بعد موته, بعد عمر طويل.
حرصت كل الحرص أن أحضر محطات توديع الأمير مساعد بن عبدالعزيز.
وللأسف لم أحضر آخر محطة وهي دفنه, ولكن اكتفيت بالصلاة عليه والذهاب لتقديم واجب العزاء, لأنه يستحق ذلك وله مني الدعاء كل ما مر علي ذكره, وبإذن الله سأزور مقبرة العود قريبًا, لأرى حال الملوك والأمراء وغيرهم, وأقوم بالدعاء للجميع بأن يشملهم رب العالمين بالرحمة والمغفرة.
أشهد له بالخير ولم أسمع عنه إلا كل خير. فيصل خلف |