السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
سأعرض في هذا الموضوع قراءة لادارة ابو فيصل و ما تبعها من جهاز فني و لاعبين ثم اختمها برسالة لنا جمهور الهلال.
ادارة شبيه الريح:
جميع الادارات التي اشرفت على الهلال لها بصماتها الواضحة و كانت موفقة، الا ان ابو فيصل لازال هو الاميز بينها و ذلك بسبب انه استطاع ان يضخ اضخم ميزانية في تاريخ الهلال، بل استطاع ان يرفع من سقف طموحات عشاق الازرق بتعاقداته مع مدربين عالميين امثال جيرتس و كوزمين و لاعبين من الصف الاول و اساسيين في منتخبات عالمية ، لم يأتي بمثلهم احد من الاندية السعودية لا سابقا و لا حاضرا، فأصبح جمهور الهلال يرفض اللاعب العربي و الافريقي لان معايير طموحه ارتفعت، فيريد لاعب اساسي في منتخب البرازيل مثل تيفيز و اساسي في منتخب اروبي مثل رادوي و ويلهامسون و اساسي في منتخب اسيوي من منتخبات الشرق كالكوري لي يونغ بيو.
المشاركات الاسيوية:
تعلمون ان الهلال كان مؤهلا جدا مرتين في عهد ابو فيصل لتحقيق اسيا، لكن ظروف قوية خارجية – ليس للهلال يد فيها – عطلت الازرق عن تحقيق بطولة اسيا في زمن لا يوجد في اسيا نادي يوازي قوة الهلال.
كانت الاولى في زمن قيادة المدرب كوزمين الذي قدم فريق متناسق صعب لا يخسر، و كانت نتائجه الاسيوية هائلة و مخيفة للخصوم، حتى اتى تدخل خارجي بابعاد كوزمين عن الهلال و هو مقبل على مباراة مهمة في دور الستة عشر ، فخسر الهلال تلك المباراة بسبب فقدانه لعقله الفني، و بسبب الضغط النفسي الرهيب الذي نتج عن ذلك و عاشه الجميع ادارة و لاعبين و جمهور قبل مباراة ام صلال ، فحدث الخروج غير المستحق.
اما الثانية في عهد قيرتس الذي عاد الهلال اكثر قوة و ابهاراً ، فلما الهلال اخذ الهلال في التقدم ببطولة اسيا بقوةفي وقت كان الهلال قد بلغ نصف النهائي، جاء تدخل للأسف من شخصية سعودية – كما ذكر وليد الفراج – لتنقل بالاغراء المالي جيرتس من الهلال الى المغرب!! . اضف لذلك ضرف رادوي حينما اجبر ان يغيب عن مباراة الهلال الاولى بسبب دعوته للعب مباراة ودية مع منتخب بلاده مما جعله يعتزل بسبب تلك الدعوة غير المهمة و حرمانه من الاهم و هو مشاركة الهلال في مباراته الاولى مع ذوب اصفهان.
المصائب لا تأتي فرادا:
كما تعلمون ان الهلال مع قيرتس كان فريقا متكاملا في جميع صفوفه و قوي على خصومه الاسيويين عدا خانة واحدة فقط و هو رأس الحربة الذي يستطيع ان يسجل من انصاف الفرص و لديه السرعة و كثرة الحلول، و لو كان ويسلي لوبيز فريق قيرتس و لم يغيب رادوي امام ذوب اصفهان لكنت اضمن ان الهلال لا يستطيع اي نادي اسيوي ايقافه و منعه من تحقيق البطولة.
بعد فريق قيرتس تغير الهلال كثيرا ، اولها هو أعتزال اسطورة الحراسة الاسيوية محمد الدعيع ثم رحيل رادوي الذي اجبرت الظروف من الحملات الاعلامية الموجهة ضده و استفزازات بعض لاعبي الخصوم له ، و اللجان التي تقف له بالمرصاد حتى في لقاءاته، جعلته يجبر ان يختار الانتقال خارج السعودية، ثم تيفيز الذي لم يعجب زوجته حياة السعودية و دعوة مدرب منتخب البرازيل له لترك الدوري السعودي حتى يضمه، ثم زاد الوجع انتقال صخرة الدفاع اسامة هوساوي برغبته بخوض تجربة اوروبية، ليكون الهلال بلا المدرب قيرتس و لا المحور رادوي و لا صانع اللعب تيفيز و لا الصخرة اسامة هوساوي.
العودة الصحيحة:
هذا العام اجد ان الادارة الهلالية عادت لتسير على الطريق الصحيح فوفقت في جوانب و لم توفق في جوانب.
أولاً: توفقت في التعاقد مع مدرب له شخصية قوية و درجة عالية من الانضباط التدريبي، و من مزاياه انه في فترة قصيرة استطاع ان يخلق تنافس شديد بين اللاعبين على اللعب كأساسيين، مما اوجد فريقين من الهلال، كما يحسب له قراءاته الصحيحة للمباراة فتغيراته غالبا ايجابية و تصنع الفارق في المباراة.
ثانياً: وجدت ضالة الهجوم الهلالي في خانة رأس الحربة، مهاجم فذ يسجل من انصاف الكور، فتم التعاقد مع الصفقة الناجحة ويسلي لوبيز، الذي في ستة مباريات اعتلى صدارة الهدافين، و لديه القدرة في التسجيل في كل مباراة.
ثالثاُ: عودة ياسر القحطاني كورقة رابحة تستخدم في الهجوم مع ويسلي و ياسر الان هو في المركز الثاني في صدارة الهدافين و هو فقط يشارك في جزء من المباراة.
رابعاُ: عودة القوة و الطمأنينة للحراسة الهلالية باعطاء الفرصة و الثقة للشاب عبدالله السديري، فكما رأيتم نسبة الاهداف انخفضت بشكل كبير في مرمى الهلال و تركيز الحارس عال جداُ.
خامساً: جلب الموهبة ياسر الشهراني الذي منح الهلال فاعلية بقدرته على اداء ادوار متعددة فهو يمتاز بالسرعة و المهارة و الرقابة و الالتحام و العب بكلتا قدميه، و العب كظهير ايمن و ايسر و وسط ايمن و ايسر.
مباراة اولسان ليست مقياس:
مباراة اولسان في الحقيقة ليست مقياس ابداً لعطاء الهلال الجيد و ذلك لتفاوت المقارنة بين الفريقين فاولسان فريق مستقر و متجانس و مستمر في خوض منافسات الدوري الكوري من ثمانية اشهر و يلعب بنفس المدرب و التشكيلة في جميع مراحل بطولة اسيا، عكس الهلال الذي تغير فيها المدرب و تغير المحترفين و تغيرت فيها التشكيلة كثيرا، و توقف الهلال عن المشاركات و لم يلعب سوى من شهرين، و المدرب جديد و لازال يتعرف على امكانيات لاعبيه و لم يصل لمرحلة تجانس التشكيلة و استقرار الفريق، بل ان قبل المباراة يفتقد الهلال للاعب في خبرة و قدرة ياسر القحطاني الذي له تأثير في بث الروح و العزيمة في البقية في مباريات صعبة مثل هذه.
رسالة لجمهور الهلال:
ذهاب بطولة اسيا هذه السنة لا يعني ان الهلال سيتوقف عن المنافسة عليها في السنوات القادمة، بل سيعود الهلال اليها و قريباً، و قبل ان يبدأ الازرق في خوض المنافسة المقبلة لابد ان نقف عن اللغة الساخطة و التشاؤوم و النظرة السوداوية و الاراء الانفعالية و الردود السلبية، الى جمهور يؤدي دوره الايجابي و المحب و الصحيح في توجيه ناديه و دفعه لأمام.
ارجو ان نرضى و نسعد بالايجابيات الكثيرة التي تحصل عليها الهلال هذا الموسم و كان يفتقدها الموسم الماضي. ثانياً اجعل من رأيك و كلمتك و مقالتك مفيدة و محفزة و تبني و تقوم ، ثالثاً لا تتخلى عن ناديك فهو يحتاج حضورك الايجابي دائما و الان اكثر من اي وقت.
تحياتي