
30/07/2012, 06:21 PM
|
 | موقوف | | تاريخ التسجيل: 20/07/2011 المكان: سوي اضافه كأنك ماتدري:$> BB: 2A85D3C4
مشاركات: 4,723
| |
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته قال ابن القيم رحمه الله : [ تالله ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تخلى عنك المولى فلا تظن أن العدو غلب ولكن الحافظ أعرض ] .اهـ قلت : وفي هذه الكلمة الثمينة فوائد * منها : أنه ما كان لعدوك عليك من سلطان عندما كنت مع المولى ولكن بعد أن تخليت كان الجزاء أن تخلى الله عنك فأنت الذي أكسبته الجراءة عليك ببعدك عن راعيك * ومنها : أن الذنب دخل عليك بمصيبتين : الأولى : أن تخلى الله عنك ، فخذلك ، وأسلمك لعدوك ، فلست لحفظه ورعايته أهلاً ، فقد ضيعت الله ؛ ومن ضيع الله ضيعه الله ، وأَعْظِم بها من مصيبة. الثانية : أَنْ تَسَلَّطَ عليك العدو فصرت بذنبك مملوكاً ، رقيقاً ، رهين عدو لا يرحم ، ولا يخاف الله فيك. * ومنها : أن أعداء الله لا ينتصرون على أوليائه ، وأنه تعالى لا يُسْلم أوليائه ، فإن الله غالب وليس بمغلوب ، قال تعالى : ? وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ?(1) . وقال أيضاً : ? كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي . . . ? (2) . فمن غالب الله غلبه الله ،(( ولَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلابِ )). إذن إنما دخل عليك عدوك ؛ بذنوبك ، ومعاصيك ، فدعها ولا تُعِنْ عدوك على نفسك ؛ فتهلك. وهذا لبيان حقيقة الداء فإن الداء الحقيقي الذي تعاني ولا تشكو(!) ؛ هو الذنب والخطيئة ، والغفلة عن الله ، والأماني الزائفة ، وتسويف التوبة ، واتباع الهوى. وهذا الذي ذكرتُهُ أمر مهم جداً فيما أنت فيه فكن فَطِناً لَبيْباً ينعم الله عليك ، ويُنير لك الطريق (3). |