هذا الرجل له مقال سيء قبل هذا المقال وهو على الرابط التالي
http://www.alwatan.com.sa/daily/2003.../writers11.htm
ويقول فيه ثقافة الموت في مدارسنا
حمزة قبلان المزيني
أقيم الأسبوع الماضي نشاط في مجمع مدارس الملك سعود التعليمي في الرياض أطلق عليه اسم "البداية والنهاية". ويتبين سر هذه التسمية من بعض النشاطات التي تضمَّنها. ومن هذه النشاطات إقامةُ معرض على هيئة خيمة كبيرة قسمت إلى نصفين: يمثل أحدهما طريق الخير، بما فيه من التمسك بشعائر الدين والصحبة الطيبة وغير ذلك، ويمثل الآخر طريق الشر بما فيه من الإعراض عن الدين وتعاطي المخدرات وصحبة الأشرار. وإلى هنا فالأمر طبيعي: فهو ربما يحث الطلاب (المقصودين من إقامة هذا النشاط) على انتهاج سبيل الخير والابتعاد عن طريق الشر.
لكن الأمر الغريب أن هذين الطريقين لا يتوقفان هنا: بل يبدو أنهما ليسا مقصودين لذاتهما. فهما يؤديان إلى خيمة أخرى تحوي نموذجا لميت ملفوف بكفن، ثم حفرة تمثل القبر، ويصحب ذلك كله بشريط تسجيلي لعملية غسل الميت وموعظة باكية تبين أحوال القبر وأهواله.
وكان وقع هذه المشاهد قاسيا على كثير من الطلاب الذين أُخذوا لمشاهدتها. فقد ذكر لي بعضهم أنهم أصيبوا بهلع وخوف شديدين وكانوا يتجنبون النظر إلى تلك المشاهد، وهو ما جعل بعض المشرفين يطلبون منهم عدم صرف أنظارهم عنها. وذكر هؤلاء الطلاب أيضا أنهم تعرضوا لرعب شديد قبل أن يناموا ليلةَ شاهدوها، وكانوا يخافون أن يستسلموا للنوم خشية الأحلام المخيفة التي كانوا يتوقعون التعرض لها.
ويجب ألا يغيب عن البال أن هذا النشاط أقيم في مبنى المدرسة المتوسطة، وأخذ إليه الطلاب، الذين لا تزيد أعمار أكثرهم على خمس عشرة سنة. وهم أكثر عرضة للوقوع فريسة للخوف والوساوس في هذه السن الغضة.
ولا شك أن هذا النوع من الوعظ يعرض هؤلاء الطلاب الصغار إلى مشاهد مرعبة لم يتعودوا عليها، وهي تدخل الرعب على الكبار، فما بالك بالصغار؟
وشهد المعرض عددا من "المحاضرات" التي لم يبعد مضمون أغلبها عن دعوة هؤلاء الطلاب إلى الانتماء إلى التيار الذي يطلقون عليه "تيار الصحوة الإسلامية"، أو "تيار الدعوة"، وهو الذي كثيرا ما ينتهي إلى "تيار الجهاد".
وليست هذه هي المرة الأولى التي يقام فيها مثل هذا المعرض، بل صارت إقامة مثله شائعة في كثير من المدارس. فقد أوردت بعض الصحف أخبارا عن "غزو" طلاب إحدى المدارس مدرسةً أخرى وهم يحملون نعشا، عرضوه أثناء اصطفاف الطلاب في الطابور الصباحي. كما أن كثيرا من المدرسين يمارسون هذا النوع من الوعظ في الحصص التي يدرسونها. ومن ذلك أن إحدى المدرسات جاءت بدمية غسَّلتها أمام الطالبات وأشركتهن في الغسل والتكفين بصورة تفصيلية (وذكرن بعد ذلك أنهن أصبن بالقدر نفسه من الهلع).
ولست أدري حقيقةً الهدفَ من هذه التصرفات المرعبة. وربما أجاب بعض المتحمسين بأنها تذكر بالموت وهو ما يمثل رادعا مبكرا لهؤلاء الطلاب الصغار عن انتهاج أنواع السلوك السيئة مخافة أن يؤولوا بعد الموت إلى مصير سيئ.
لكن يبدو أن مثل هذه العروض ليست إلا مثالا لثقافة الموت التي انتشرت مؤخرا في مجتمعنا. فهناك إصرار عجيب من بعض الوعاظ على المبالغة في تضمين مواعظهم التخويفَ من عذاب القبر وأهواله. بل لقد تطور الأمر إلى تضمين بعض المواعظ كلاما كثيرا عن أحوال الموتى اعتمادا على روايات الذين يقومون بتجهيزهم للدفن. وكثيرا ما يروي هؤلاء قصصا عجيبة عن ظهور إشارات العاقبة الحسنة أو السيئة على الموتى الذين يغسلونهم، إلى غير ذلك (ويتسرب ذلك كله إلى الممارسة داخل المدارس).
ومن هنا فلا غرابة أن يتعرض كثير من الناس للأمراض النفسية والوساوس. فهذه الطرق لبث الرعب والقلق في نفوس الناس من أهم المصادر لأكثر هذه الأمراض، خاصة عند الصغار.
وربما كان أحد أسباب شيوع هذه الممارسات المرعبة شعور كثير من الوعاظ بأنهم فشلوا في جهودهم الوعظية، خاصة في إصلاح الشباب (على الصورة التي يريدونها، ويظنونها هي الصحيحة فقط). ومن هنا لجؤوا إلى هذه الطريقة لأنها تضْمن بذْر الخوف في نفوس الشباب مما يجعلهم أكثر تقبلا لما يوعظون به بعد ذلك.
وهناك سبب محتمل آخر وراء هذه الطريقة في الوعظ: فهي تمثل بداية الطريق لتجنيد الأتباع. فتشبُّع الشباب بفكرة الموت يزهدهم في الدنيا ويجعلهم أكثر قبولا للانخراط في النشاطات الدينية التي يمكن أن يديرها أناس لهم أغراض خفية. والخطوة قصيرة جدا بين التشبع بفكرة الزهد في الحياة والتكيف مع فكرة الموت واقتناعِ الشاب بأنه ما دام أنه ميت لا محالة فلتكن هذه الميتة "في سبيل الله". وهذا ما يجعل كثيرا من الشباب يقعون ضحية لبعض المتطرفين الذين يستخدمونهم في تنفيذ بعض الأعمال التي يزينونها لهم بأنها "جهادية".
والسؤال الآن هو: هل تعرف وزارة المعارف حقا ما يدور في مدارسها من هذه النشاطات؟ وهل تقرُّها؟ وهل سمحت بها بعد أن استأنست بآراء علماء النفس والاجتماع عن فائدتها أو عن الآثار التي ربما تترتب عليها؟
إن وزارة المعارف مسؤولة مسؤولية مباشرة عن استمرار مثل هذه الممارسات. ويجب عليها إن كانت لا تعلم بها التحرك بسرعة لإيقاف مثل هذه الممارسات التي ربما ينتج عنها نتائج ليست بعيدة عن تلك التي جعلتنا الآن وجعلت الإسلام والمسلمين جميعا موضع شبهة في العالم كله.
*كاتب سعودي
ويبدو أنه مريض فادعوا له بالشفاء أو الهلاك فنحن أمة دعوة والأنبياء ما أرسلوا الا للدعوة ، بل سياسة التعليم في هذا البلد أن المواد التي تدرس لكي تخدم الاسلام وهذا أحد البنود الموجودة لمن رجع للسياسة العامة للتعليم ولعل الأخ الذي يعرفه يزودنا برقم جواله أو هاتفه أو ايميله حتى ينصح