
16/03/2012, 11:08 AM
|
 | زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 04/01/2012 المكان: кιηg∂σм σƒ ѕαυ∂ι αяαвια
مشاركات: 126
| |

حين يكون اللاعب قدوة.. الفريدي أنموذجاً حين يكون اللاعب قدوة.. الفريدي أنموذجاً سلطان محمد الحارثي موقف: اصطحبت مجموعة من طلابي صبيحة يوم جميل لممارسة كرة القدم (محمد -أيمن - أحمد) وبعد ساعة أو تزيد من اللعب شعر أحمد ذو العشر سنين بالعطش، فأرسلت أخاه محمد لإحضار الماء من سيارتي، فأمر محمد إخوانه الصغار بالجلوس أثناء شرب الماء اقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام. فجلس محمد وإخوانه جلسة ذكرتني بجلسة اللاعب الخلوق أحمد الفريدي عندما يشرب الماء في الملعب، فسألته من أين تعلمت يامحمد أن هذه سنة النبي عليه الصلاة والسلام، فابتسم وقال: رأيت اللاعب أحمد الفريدي يفعل ذلك، ثم سألني: أليست هذه سنة ياأستاذ؟ فقلت له: بلى هي سنته عليه الصلاة والسلام. فرحت كثيرا لهذا الموقف الذي يحمل كثيرا من المعاني والرسائل. رسالة بداية: الموقف يغني عن كل الرسائل والمواعظ، وكيف يكون تأثير اللاعب الإيجابي على الأطفال والناشئة عندما يكون اللاعب قدوة حسنة، ولايمكن أن ينكر أحد مدى التأثير الكبير الذي يحدثه اللاعب في نفوس هؤلاء الشباب من سمو في الأخلاق، والتزام بدين الله، عندما يكون اللاعب متمثلا لهذه الأمور، ويروه الناشئة فيكون لهم قدوة، بل هو داع إلى الله بأخلاقه وتصرفاته، ويكون بإذن الله ممن قال فيهم الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبوهريرة (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيء...) رواه مسلم.
فما أعظمه من أجر لو أن كل لاعب مسلم استشعر هذا الحديث، وجعله نصب عينيه، فكم من متابع لكرة القدم وكم من متأثر بمشاهير كرة القدم، فما أجمله من تأثير إن كان تأثيرا إيجابيا، وكم هي الحسنات والأجور التي يكتسبها هذا اللاعب مع كل سلوك إيجابي تأثر به غيره وعمل به، ومع كل قيمة إيجابية يزرعها في نفوسهم.
فالقدوة الحسنة من اللاعبين الذين يتحلون بالفضائل والأخلاق العالية، يعطون قناعة لدى الناشئة أن هذه الفضائل لا تضمحل مع ممارسة كرة القدم أو أي وسيلة ترفيه، فليس هناك فجوة بين لاعب كرة القدم وبين الأخلاق والإلتزام بدين الله. رسالة عكسية: رسالتي هذه رسالة عكسية للاعبين الذين يزرعون في أطفالنا وشبابنا الصفات السلبية، من خلال التصرفات السيئة داخل الملعب، إما بالتلفظ بألفاظ قبيحة، أو التصرف بتصرف أعوج يتلقفه الناشئة كقيمة سلبية تزرع داخلهم، بسبب شدة إعجاب النشيء بهذا اللاعب، وتعلقهم به يجعلهم يقتدون به ويقلدونه في كل تصرف يخرج منه.
وليتذكر كل لاعب الحديث السابق الذي رواه أبوهريرة وتتمته قوله صلى الله عليه وسلم(ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً) رواه مسلم.
فإن اللاعب داع إلا الله بأخلاقه وبتصرفاته، لأن الاصابع تشار إليه، والإسلام هو دينه وعقيدته، فتمثله بدينه واجب شرعي يتأكد وجوبه كلما زاد تأثير الشخص على مجتمعه وخاصة الناشئة.
ولا يستطيع أحد ينكر مدى تأثير اللاعبين على شبابنا، حتى أصبح الشباب يقلدون اللاعبين في كل تقليعة، سواء في قصة شعره أو التعبير عن فرحته بالهدف أو بأسلوب حديثه، فكل هذه الأمور أصبحت واضحة التأثير لدى النشئ، فيجب أن توجه التوجيه الصحيح، من خلال توعية اللاعبين وتثقيفهم وزايدة درجة الوعي لديهم، وأن يستشعروا مسؤولية هذا الأمر، وأن يكونوا دعاة لسمو الأخلاق، لا دعاة لانحطاطها. رسالة مرتدة: لا نريد من اللاعبين يتصنعون المثالية خارج الملعب، ويتنمقون بأجمل العبارات أمام كاميرات الإعلام، وفي تصرفاتهم داخل المستطيل الأخضر نجد منهم عكس ذلك. رسالة عرضية: صن النفس واحملها على ما يزينهـا = تعش سالماً والقول فيـك جميـل ولا تـرين النـاس إلا تجمـلا ً= نبا بك دهـر أو جـفاك خليـل وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ = عسى نكبات الدهر عنـك تزول ولا خـير في ود امـريءٍ مـتلونٍ = إذا الريح مالت ، مال حـيث تميل وما أكـثر الإخوان حين تعدهـم = ولكنهـم في الـنائبـات قليـل. خاتمة: هنيئاً لمن مات وماتت معه ذنوبه، وياسعد من مات وبقية أعماله الصالحه تذكر، فيا لاعبي كرة القدم استغلوا شهرتكم فيما ينفع وكونوا قدوة حسنة، فإنكم على ثغر دعوة إلى الله سبحانه وتعالى بأخلاقكم وحسن تعاملكم.
خالص محبتي. |