كل ما قلت هانت جدّ علم ٍ جديد !

في كل مناحي الحياة من يعمل هو وحده من يخطئ هو من تواجهه العقبات من تقف الحواجز أمامه لتعيق مسيره , ومن يتوق إلى أن يكون في مقدمة الركب , لا يزهد في السعي والعمل على تحقيق ذلك ولا يتوانى حتى وإن كانت العوائق التي تواجهه تجبره على المكوث في مكانه .
من لا يعمل هو من لا يخطئ , من لا تجد عليه زلة أو هفوة أو حتى عثرة بسيطة , لأنه استكان إلى واقعه فرضي أن يبقى في مؤخرة الركب , يسير حيث يسيرون دون وعي ومنهجية وبصيرة .

ومن تابع مسيرة عبد الرحمن بن مساعد من أول يوم تسلم فيه دفة الإدارة الهلالية , وهو يقوم بأعمل كبيرة وواضحة للمحايد والمتابع قبل جمهور هذا الكيان العظيم , ولأننا هلاليون لا نبخس الناس أشيائهم ونعترف له بما هم جديرون به وما يستحقونه على ما قدموه . ولا شك أن أبو فيصل يستحق منا ذلك لما بذله من مال وفير , وجهد كبير , وركض في كل الاتجاهات حتى يصنع من الفريق الأزرق بعبع يخشاه كل من يقابله , أو من وضعته الظروف مجبرا ً أمامه ليخرج منه بأقل الخسائر .

ولكن لاتصدق دائما ً التكهنات , وليس شرطا ً أن يكون النجاح دائما ً حليفا ً لك , حتى لو كنت تعمل بكل ما أوتيت من قوة , فالرياح قد تعاكس السفينة وتبطئ من حركتها , بل ربما تغرقها نسأل الله السلامة لنا ولهلالنا .

أبو فيصل عمل كثيرا ً وكنت دائما ً ما أرى فيه الرئيس القادر حاليا ً على استعادة المجد التليد وترويض آسيا من جديد , ولكن وللأسف لم يحصل ما كنت أمني النفس به أنا وكل الهلاليين , وأظنه لن يحصل في المستقبل القريب بسبب أشياء واضحة للعيان سآتي عليها لاحقا ً , وليس هذا تشاؤم بقدر ماهو تشخيص حقيقي للواقع , والوضع القائم . وهو ما يحزن كل هلالي مخلص محب عاشق يحترق لأجل رفعة وسمو هذا الكيان . ولكن الفشل ليس دوما ً نهاية الطريق , وكل جواد ٍ أصيل يكبو ولكنه يعود كما كان بل أفضل يسبقه صهيله ليعود إلى مكانه الطبيعي , ولكن متى ماتوافرت المقومات لذلك , والبيئة الصحية التي تساعده على تحقيق أهدافه وتطلعاته .

شبيه الريح في المواسم الثلاثة الأولى عمل وحالفه النجاح محليا ً وكان قريب من تحقيقه قاريا ً ولكن خذلته الظروف بل بصدق خذله الخائن جيريتس , وأعتقد ان ذلك الخروج المر كان قاصمة الظهر , فكان العمل بعد ذلك بكل صدق أقل من العمل السابق الذي سبق تلك الخيانة التي أقدم عليها جيريتس مع سبق الاصرار والترصد .

كانت الأخطاء تسير في إدارة أبو فيصل بشكل تصاعدي وتراكمي حتى وصلت لأشدها في هذا الموسم بداية من التعاقد مع دول مرورا ً بمماطلة هوساوي وذهاب سامي في منتصف الموسم للدورة التدريبية وانتهاء بالفريدي .

لم نجد حزم في قضية هوساوي من قبل أبو فيصل بل كان يخرج كل مرة ليؤكد أننا قدمنا العرض الأكبر لهوساوي في تاريخ الكرة السعودية , أسامة لاعب كبير ومخلص ولا يمكن أن يلوي ذراع الادارة , وووو إلى آخره , وما كان حاصل بالفعل أن أسامة كان يمارس أشد أنواع لي الذراع مع الإدارة وجماهير الفريق حتى وصل الأمر إلى كسر ذلك الذراع .

سامي أحبه كأسطورة لن تنجب الكرة السعودية مثله قريبا ً , أحببته كذلك كإداري محنك لم تجد الملاعب السعودية من قبل مثله , ولكن ذهاب سامي في منتصف الموسم غلطة لا تغتفر ليس لسامي وحسب بل لإدارة عبد الرحمن بن مساعد , فطالما هو ملتزم بذلك المنصب يجب أن يستمر أو ان يستقيل ويدع الفرصة لغيره , ويعود بعد ذلك أقوى مما كان وبخبرات قوية تساعده على تحقيق أهدافه ( اسأل الله له التوفيق ) .

الفريدي بعد تصريحه الذي سبق توقيعه مع البلوي بأيام قلائل ومن ثم التوقيع المشبوه وبعد ذلك رسالة الجوال وهو يمارس مع الادارة أشد أنواع الابتزاز والادارة تمارس معه أشد أنواع الخنوع , كما مارسته من قبل مع أسامة هوساوي , وكأن أحمد وأسامة أسطورتين لن تتكرر حتى في روايات الرومان والأغريق , رغم أن أدائهم مؤخرا ً لا يرتقي لفريق كبير بحجم زعيم القرن الاسيوي زد على ذلك المبالغ الخيالية التي يتقاضونها مقابل تسحب الفريدي أرجله ببرود داخل الملعب , وأسامة فرش الطريق بالورود لمهاجمي الخصوم !!

رحل دول واستلم سامي إدارة الفريق الفنية بجانب الألماني بونان واستبشرنا بذلك خيرا ً خصوصا ً مع المستويات الخرافية التي كان يقدمها الفريق حينها حتى اطلق عليه بعض النقاد برشلونة كوبي , وكان الفريق يسير بطريقة لم نرى الفريق عليها منذ زمن جيل يوسف وسامي وبقية الرفاق , وكان الكل يرى بأن الأفضل الاستمرار على ذلك حتى وإن كانت المفاوضات تسير في أمتاراها الأخيرة مع هاسيك .

لكن الإدارة خالفت كل التوقعات وأحضرت هاسيك وكافأت بونان بإجازة أربعة أيام ! بدل أن تكافئه بتسليمة دفة الفريق الأول وهو الذي كان يقود الفريق الأولومبي بطريقة مجنونة , حتى أن أدائه مع الفريق الأولومبي تأثر بعد عودته وابتعد عن المنافسة !!

إعادة ويلي خطأ آخر , التعاقد مع اثنين يلعبان في منتخب واحد خطأ شنيع , موافقة المدرب على قناعاته حتى وإن كانت خاطئة خطيئة لا تغتفر , السكوت عن كل من يتجاوز على الهلال الكيان وعدم الرد أو المطاردة القانونية جريمة ترتكب بحق الكيان قبل الجمهور , مداهنة بتال وهو الذي مافتئ يوما ً عن محاربة الزعيم ونجومه ورموزه أم المصائب , التقرب إلى اعلام المنافسين والصد عن اعلام الهلال المخلص طعنة في خاصرة الزعيم , غض الطرف عن الصفقات المحلية بينما بقية الأندية تضرب بقوة في التعاقدات استهتار غير مبرر حتى وإن كان العذر الجاهز ( غالين - نملك أفضل المحليين ) . محاربة رمز من رموز الزعيم بندر بن محمد في الاعلام حتى وإن كان الصواب جانبه أو أخطأ , ليس من شيم الهلاليين , تدليل اللاعبين وعدم محاسبتهم عن التقصير مصيبة أخرى أكبر من سابقاتها .

وسأختم بشيء لا يخفى عن القريبين من البيت الهلالي - مشكلة الفريدي وويلهامسون تدخل عامها الثالث دون أن تجد الإدارة لها حل جذري - وهذا يبين عجز الإدارة في احتواء مشاكل اللاعبين .

سمو الإنسان شبيه الريح يعلم الله أني أحبك حبا ً جما ولكني أحب الهلال أكثر , لذلك ياسمو الأمير زعماء دول إن رأوا أن ماقدموه لشعبهم لا يتوازى مع طموحاتهم يترجلون عن كرسي الرئاسة حنى يأتي آخر يسعى لإسعادهم , واتباع الزعيم ليس مجرد جمهور بل شعب يتجاوز عددهم أعداد مواطني بعض الدول , فترك الفرصة للغير ليس عيبا ً وإنما هي شجاعة لن تنساها الذاكرة الهلالية أبدا ً , ومن سنة الله في خلقه التغيير .

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .


ودمتم في رعاية الله