
15/03/2012, 06:43 PM
|
 | زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 03/03/2011 المكان: الرياض
مشاركات: 132
| |
من ســانتييغو برنابيو إلى العـريجاء ، رجلٌ جاء بملفاته . مَن منّا لا يتردد على مسامعه أسم سانتييغو برنابيو ،إنه أسم لصرح كبير لنادي كبير نسبةً لشخص رأسَ النادي الملكي الأسباني الذي كان يلعب فيه قبل أن يتولى زمام الأمور وقبل أن يعتلي عرشه . عندما أُنتخب برنابيو رئيساً للنادي لم تكن الظروف على الأطلاق كما هي عليه الآن بل وليست كسابق عهده ، فما بين بُنيةٍ تحتيه مدمّره ، وما بين أعضاء إدارة قد تفرقوا ، وما بين فريقٍ أصابه الوهن ، فكان ومن الطبيعي أن يُسحب البساط من تحت أقدام النادي الملكي وتتجه الأنظار الى أندية أخرى . ولكي يُعيد تلك الأمجاد ، وجد برنابيو أن هيبة النادي وترديد أسمه ستفرض نفسها على الساحه وستعيد للنادي العريق جماهيريته وأنظار المعجبين ، فكانت اولى أفكاره بناء ملعب عظيم وفريد من نوعه ويعدّ الأكبر في قارته ، وبعد أن سعى في ذلك أحس برنابيو بعودة الأضواء الى ناديه وكثر الحديث بين الجماهير عامة والصحافه فأراد أن يزيد تلك الأضواء توهجاً فقرر أن تكون أولى المباريات التي يلعبها فريقه على ذلك الملعب العملاق (الذي لم يكن يحمل حينها أسمه ) مع فريق من خارج أسبانيا فدعى نادي برتغالي ليكون الأسبان كافة على الموعد ليتابعوا الحدث وربما الاوربيون أيضاً ، وبعد أن ادرك برنابيو ذلك ، أنتقل إلى مرحلة بناء الفريق فكان الهدف الجديد هو جلب لاعبين محليين وأجانب على أعلى مستوى ، وربما كانت المفاجأة أن أستغل مباريات فريقة مع الفرق الأخرى على ذلك الملعب كصالة عروض لأختيار بعض اللاعبين خصوصاً الأندية التي خسر منها وبالفعل نجح في أختيار وجلب اللاعبين وبالفعل نجح أولئك اللاعبين مع الريال . ولأن برنابيو كان ملمّاً ومتابعاً لما يجري حوله في إيطاليا والبرتغال وفرنسا ، ولأنه كان ذو رأي وعلاقات مع المؤثرين والاعلاميين الرياضيين فقد اقترح توسيع مسابقة أقليمية الى قاريّه تظم الأندية أبطال الدوري للدول المشاركة ويحصل الفائز على كأس ، والى يومنا هذا يستمتع عشاق كرة القدم بدوري أبطال أوروبا التي أقترحها سانتييغو برنابيو وحصل على اول خمس ألقاب لها . ورغم أن المتأمل يعتقد ان ما ذُكر أشبه بقصه من الخيال ، او تاريخ قد أندثر أو أنها تشخيص للأمس القريب لذلك النادي ، إلاّ أن عليه أن يتأكد أنها قصةٌ حقيقيه لصناعة النجاح الحالي ولم تندثر ولم تبداء مؤخراً وأنما منذ نحو ستون عاماً لنادي يتجاوز عمره المئه سنه ، و منذ ذلك الحين والى يومنا هذا ورغم صراعه مع غريمة التقليدي القاسي و الممتع ( برشلونة) ، يظل ريال مدريد بيئةً جاذبه جماهيرياً ومن ثم إعلامياً ومن ثم إقتصادياً . وتظل هذه العناصر ( الجماهير والأعلام والأستثمار ) هدفاً يسعى أليه النادي الملكي سواءاً حقق بطولات او نافس عليها ، ولتصبح تلك العناصر مقومات النادي التي لامساس ولا تفريط فيها ، ولتصبح أيضاً تلك العناصر في حبٍ وغرام مع نادي ريال مدريد . فعلى مستوى الجمهور يسعى النادي لجعل الليلة التي يعلب فيها ناديهم عُرساً كروياً ويقدمّ لاعبيه في مشهد إثارة وكأنهم شخصيات تاريخية وبالمقابل يحظى النادي بجماهير تعرف معنى الدور الأساسي لها مهما أخفق فريقها لأنها تدرك أن المنافسة لم تنتهي وهناك أخرى تليها . وعلى مستوى الأعلام نشاهد كيف تتسابق وسائل الأعلام المختلفة لأي خبرعن الريال وكيف تتسابق شبكات التلفزة للتعاقد مع القنوات الخاصة بالنادي ورغم ذلك نرى إمتعاضاً من قبل إداريي النادي للمدرب مورينهو حول سواء علاقته مع الأعلام وأن هذا الأمر يزعج النادي وقد يؤدي الى عدم إستمرار مورينهو لليقين التام أن الأعلام يجب ان يبقى مع النادي لا ضدّه . وعلى مستوى الأستثمار نجد أن النادي يدرس حالياً البحث عن شريك ( أستراتيجي) يحمل اللاعبون أسمه في قمصانهم و يدفع لخزينة النادي أفضل مما يقدمه الشريك الحالي bwin علماً أن العقد مع الأخير مقابل 30 مليون يورو ( 150 مليون ريال ) في الموسم الواحد. وعلماً ان لدى النادي حالياً ستة رعاه آخرون غير bwin . ومن خلال ما سبق نجد ان سبب الأستمرار في ذلك النجاح وتنوعه ما هوإلا نتاج (الفكر) الذي أصبح موروثاً في النادي منذ عهد سانتييغو برنابيو الى يومنا هذا . و من خلال تلك المقدمة الطويلة نرى اين نحن (كهلاليين ) من ذلك ! وندرك أننا نطالب بأشياء ونعمل على النقيض منها . فكون الجمهور الهلالي يطالب بفريق قوي يُعدّ على أعلى مستوى ، وفي نفس الوقت لا يريد ولا يطيق الصبر على مرحلة الأعداد فهذا تناقض ، وكون الجمهور الهلالي يطالب بضمّ لاعبين من الفريق الأولومبي ثم يغضب على خروج الأولومبي من المسابقة يعدّ تناقضاً، وكون الجمهور الهلالي يمتدح لاعباً ثم فجاءه يقدحه ويطالب بتسريحه يعد أيضاً تناقضاً ، متى ما أدركنا أننا يجب أن نكون اكثر واقعية لكل الأحداث و تركز النقاش أو الأنتقاد الى أمور لا ندّعي فيها الخبرة المطلقة وأنما نطالب بأسناد اهل الخبرة والأستفاده منهم وادراك ان غيرنا يعمل ونحن نعمل والبقاء للأفضل وقد نكون نحن الأفضل . متى ما أكدنا لأنفسنا الثقه بكل من يعمل في هذا النادي وأن هناك فكر وحزم ومحاسبه فسندرك ان الديدن هو النجاح والأنجاز ، وأن الأخفاق ما هو إلا كبوة . متى ما أستوعب الجمهور الهلالي أن الموسم لم ينتهي بالجولة الحادية والعشرون من الدوري وبقي خمس جولات ، وأن هناك مسابقة قادمة (كأس الملك) وأخرى جارية (آسيا) فسندرك أننا لم نبداء بعد . ومتى ما أستوعبنا أهميتنا ودورنا الكبير في اعداد الفريق وجدنا لاعبينا وقد أجبروا على رد الجميل وتقديم كل ما لديهم ولن يأتي ذلك بالتجريح او الأستهجان . ومتى ما أستوعب من أمتدح لاعبي الأهلي وتألقهم أن سر نجاحهم هو الجمهور قبل الأدارة فليعلم الفرق بينه وبينهم ، فالأهلي يا ساده يا كرام خرج من كأس ولي العهد أمام الأتفاق وعلى أرضه وقوبل بتصفيق وتحيه من الجمهور ، بل تبعوه الى النادي للوقوف معه دعماً للدوري ، وعاد من الدوحه بخساره فأستقبلته الجماهير بالمطار دعماً للدوري ، والأدهى والأمر لكل هلالي أن الأهلي حسم كأس الأمير فيصل بجمهوره ليس على أرض الهلال بل على ملعب نادي الهلال والأخير جماهيره في سباتٍ عميق . هل نستوعب كل ذلك أم لا ؟ هل ندرك أهميتنا أم لا ؟ ألا نشاهد أمام أعيننا أن هناك وسائل أعلام وجماهير قد حمّلت لاعبي الهلال (ضلماً وبهتاناً) مسئولية هزيمة المنتخب ، ألا ندرك أثر ذلك في نفوسهم ام أنهم ليسوا من أبناء المجتمع الذي نعيش فيه ! هل نقف معهم ونساندهم أم نكمل مسيرة الأنتقاد والتشوية مع اولى مبارياتهم بعد العودة من المنتخب ! وأما الأدارة فمتى ما تناست سجل البطولات فستحصل على المزيد ، و إذا ما أستطاعت أن تغرس في نفوس اللاعبين الثقة والأصرار كما فعلت في كأس ولي العهد وأن البطولة (لنا) فستحصل على بطولات جديده ، ومتى ما ادركت ان النادي فوق كل إعتبار وان المجاملات مرفوضه لا لتأهيل لاعب منتقل للهلال ، ولا لتكريم لاعب معتزل من الهلال , ومتى ما أدركت الأدارة وجماهير الهلال أن هناك سلعة جديدة ستطرح بالأسواق وهي الأندية وأن قيمتها عند التخصيص تتعدى الأصول العينيه وعقود اللاعبين الى أسم النادي وانجازاته ومركزه وقاعدته الجماهيرية ، والمقومات الرئيسية هي نفس مقومات سانتييغو برنابيو (جماهير - أعلام - إستثمار ). عذراً على الأطاله ، فلقد فضّلت أن آتي بالقصه أولاً كشاهد قبل أن آتيكم بموضوعي. وأن كان الموضوع مُعقد فعد من البداية و تأمل في ملف سانتييغو برنابيو وأطلق العنان وتخيله في العريجاء فربما يشدّك أمراً آخر .       
اخر تعديل كان بواسطة » بالمنطق في يوم » 15/03/2012 عند الساعة » 07:24 PM |