بسم الله الرحمن الرحيم
حينما كان الظاهرة ( رونالدو ) لاعباً في مدريد : كان حينما يبدع يصفق له الألوف في البرنابيو و حينما يخفق يسمع صفير الاستهجان في نفس الملعب
فقال مقولته الشهيرة : " جمهور ريال مدريد كالنساء .. يصعب إرضائهم " كذلك الحال مع ( خوزيه مورينهو )
الآن .. و مواطنه رونالدو
رغم التغيّر الجذري في مستوى الريال الآن و بين سنين الخذلان التي مضت لا تزال تسمع نفس الانفصام في شخصية الجمهور المدريدي ..
في مدرجات ميلان كانت ليلة توديع الكابيتانو(مالديني )
أمام روما فيها الكثير من الانفصام فهناك من ودّعه بحرارة و هناك من رفع لافتات الغضب و هو ابن النادي البار !!!! فيرغسون هو الآخر :
اتهم جمهور الأولدترافورد في مسرح الأحلام
بأنهم مجرد ( جماهير نائمة )

..

و كذلك اللاعب (
روي كين ) القائد السابق ليونايتد
يقول : " بأن بعض الجماهير تأتي هنا لالتهام الشطائر و الشرب , و عدم معرفتهم لما يدور في أرض الملعب "

الكثير و الكثير
من القصص التي تولد من رحم الملاعب و جدرانها المملوءة بالعاشقين
و الغاضبين و المتمردين و العابثين و الخ ...
و إذا كان هذا الحال ينطبق في تلك الدول التي يمكن تسميتها
بمهد كرة القدم أو الملاعب الحضارية في أوروبا
فماذا نقول عن ملاعبنا و عقليات بعض الجماهير لدينا ..
الجمهور بطبيعة الحال في أي مجال هو بمثابة الوقود و المحرك سواءاً للفرد أو للمجموعة .. و حينما يكون لديك جماهير غفيرة و متكاثرة فأنت دائماً تقع تحت المجهر و طريقة تشريحك تختلف من عقلية لأخرى ومن يد لأخرى .. فهناك عقليات تستطيع التحليل و لكنها لا تحسن إمساك المشكلة لأن يديها باطشة .. و هناك عقليات متخلفة و لكن يدها لا تبطش عبثاً وهناك العقل المتوازن و اليد الطبيبة التي تضعها على موضع الجرح فيبرأ
وهذا ما نحتاجه في ملاعبنا و من جماهيرنا
و من ينظر في حال بعض الجماهير لدينا .. يدرك خطورة الوضع الذي وصلنا إليه
ليس على المستوى النظري فحسب
بل على المستوى التفاعلي هناك في المدرج ..
و الشرارة تخرج من شريحة بسيطة و القائمين على إيقادها بالألوف في المدرجات ..
و المقصود بالشريحة البسيطة فهي تحتمل أحد أمرين :
1- شريحة منظمة : و هي التي ترتب لهذا الشيء من المنتديات التفاعلية
أو من المؤتمرات الخارجية
2- شريحة عشوائية : لم تنظم لهذا العمل .. إنما كان وليد اللحظة في المدرجات
و كلاهما يشكل خطراً على اللاعب نفسه أو الفريق بحد ذاته ..
خلاصة الموضوع أعلاهـ :
أن الجماهير و أنا أتكلم هنا في منتدى الجماهير بشكل خاص
يتحملون العبء الكبير في طريقة سير المباراة سواءاً بالتعزيز الإيجابي أو السلبي
التعزيز الإيجابي :
هو تفاعل الجماهير في كل الأحوال مع الفريق سواءاً في حالة الفوز أو الخسارة و إشعار اللاعبين بأنهم أبطال و شحنهم بالطاقة المعنوية حتى تترجم ذلك أقدام اللاعبين و أذهانهم على أرضية الملعب .!
و سأذكر مثال شهير لجماهير [ أتاتورك ] الليفربولية حينما كانت المواجهة الشهيرة بين ميلان و ليفربول في نهائي 2005م حينما انتهى الشوط الأول بتقدّم الروزنيرو بثلاثية نظيفة شعر كل المتابعين أن المباراة انتهت و أولهم المعلق القدير [ عدنان حمد ] حينما أحرز العقرب [ كريسبو ] الثالث .. صرخ و قال : خُلصت المبارااااة .. خُلصت المباراة 
و لكن ما حدث بين الشوطين كان شيئاً مثيراً
فهم ظلّوا بين الشوطين يصدحون بأهزوجة
أترككم معها ..
و هذا مقطع آخر :
أعتقد أنني لو كنت لاعباً ليفربولياً وقتها لحرثت الملعب طولاً و عرضاً
مع هذه الجماهير العاشقة ..!
و هذا ما حدث بالفعل .. فقد صدح هذا الجمهور بنفس الأهزوجة
بعد نهاية المباراة ليظفر باللقب ..
[
آآآآخ بس لو جمهورنا يفعل لو جزء قليل .. و لكن 
]
التعزيز السلبي :
و سأعطيكم مثالاً عليه .. كأن ترضع الأم وليدها إلى سنتين فقط .. و حين تحاول فطامه تقوم بوضع فلفل أو شيء مالح حول موضع الرضاعة لكي يترك الطفل هذا الموضع من تلقاء نفسه دون تدخل حاد أو مفاجئ ..

و في كرة القدم بإمكان الجماهير أن تتعاطى مع بعض مستويات اللاعبين بشكل أكثر تحضّر و بطريقة فيها إسقاط مباشر على اللاعب حتى يدرك خطأه 
فعلى سبيل المثال :
في تدريبات ريال مدريد كان (
جوزيه مورينهو ) يغيض مواطنه[
رونالدو ]
بترديده عبارة [
ميسي .. ميسي .. ] التي أطلقتها جماهير مالطه على نفس اللاعب
في تصفيات كأس الأمم الأوروبية و قد لاقى هذا التعزيز جانباً إيجابياً في
رونالدو رغم أنه كان بطريقة استفزازية ..
و لو استخدم الجمهور الهلالي طريقة أخرى أنجع و أفضل مع لاعبنا الموهوب
[ أحمد الفريدي ] بدلاً من الهتاف ضده كما في مباراة النهائي ضد الاتفاق
لربما عزز الجمهور لاعبه بطريقة أكثر حضارية
كأن يهتفوا لـ لبديل أحمد في تلك المباراة لزرع روح التنافس !
الكلام يطول و يطول حول إكلينيكية الربط
بين الجماهير و اللاعبين و تأثير كل منهم على الآخر
و إن أسعفتني الذاكرة في مقالات قادمة سأسهب فيها بشكل مفصل

:
انبعاثات من الأعلى :
* على الجماهير أن تغدق و تمطر على لاعبيها كل أنواع التعزيز و المساندة مهما كانت حالة الفريق .
* انخفاض مستويات اللاعبين شيئ طبيعي ... فعندما تريد انتقاد مستوى لاعب معين
استرجع قليلاً من مستوياته الجيدة و تذكّر بأنه [ بشر ]
* مسائل العقود و المفاوضات و خروجها إلى السطح تؤثر بشكل كبير في مستوى اللاعب و طريقة تعامل الجمهور معها .. و اللوم لا يقع على اللاعب
فهو محترف .. بل على الجمهور الذي لم يكن محترفاً مع تطلعات اللاعبين
* الألتراس من المفترض أن يكون [ شرارة ] التفاعل الكرنفالي لجميع الجماهير
و ليس مجرد إمساك طبلة و رقصات منفردة تدير ظهرها للملعب
* يجب العمل على تأليف أهزوجة لا تتعدى 5 كلمات إلى 7 تحمل الكثير من الحماسة للاعبين و لكم أن تعدّوا معي كلمات هذه الجملة :
you'll never walk alone
التي حركت قلوب و أقدام و جعلت من اليأس أمل !
* المنتديات تتحمل الجزء الأكبر من الاحتقان الذي يحصل في المدرجات حول لاعب معين أو إداري أو حتى رئيس بعينه .. و الأقلام هنا يجب ألا تكتب إلا بحضرة عقول مدونيها و ليس بقلوبهم فقط ..
* تحميل الخسارة للاعب أو لمدرب أو لإداري .. هي طريقة سلبية يتم تداولها في المنتديات .. حينما يكون الفريق بأسوأ حالاته الفنية .. فالجميع مشترك في ذلك
حتى أنت يا [ جمهور ] تشترك في ذلك .. فأنت جزء من الكيان !
* أتمنى ألا تتكرر تلك الهتافات بحق اللاعب [ أحمد الفريدي ] و كأنه خصم لدود
و أن يتم ترجمة عتابه بطريقة أكثر تحضّر .. فاللاعب يصيب و يخطئ
و عندما تريد الهتاف ضدّه فتذكّر بأنه قد جعلك تهتف له و تصرخ هيستيرياً من أهدافه
--------------------------------------------
رصاصة الرحمة : 
"
الجماهير لا عقل لها "
هل بظنكم هذه المقولة صحيحة ؟!