رحيل هوساوي ، ورمي الشارة !

بعد شهور من اللت والعجن والقيل والقال على لسان مصدر غير مسؤول أو عضو مجهول حول قصة أسامة والعقد الهلالي ، ظهر هوساوي أخيراً ليعلنها للجميع أنه مفارق لا محالة ، إلى إحتراف أوربي يرضي طموحه ويشبع رغبته التي قال إنها تلبسته منذ كان لاعباً صغيراً في وحدة مكة إلى أن حط رحاله في كبير الوطن .
أكّد رحيله ولم يؤكد رحلته ، فهي إما رحلة شتاء أو صيف ، تاركاً بذلك الإدارة الهلالية تعيش حالة من التوهان مابين الإستغناء عن أحد الأجانب البارعين في الفترة الشتوية أو البحث عن حلول أخرى " على رواق " حتى الإنتقالات الصيفية القادمة .

أسامة بتلك التصرفات لم يخطئ ، لأنه تحرك وفق المساحة الممنوحة له من الإدارة الهلالية ، إنما الخطأ في نظري تتحمله إدارة شبيه الريح كونها تكاسلت عن التثبت من صلاحية أوراقها كاملة قبل بداية الموسم ، فالهلال دخل سوق الإنتقالات الصيفية وقد تأكد تماماً من حاجته إلى :
مهاجمين أجانب بدلاً عن أحمد علي وياسر .
محور بديل لرادوي .
وبقيت ورقة ويلهامسون والتي فضلت من خلالها الإدارة الإستجابة من باب " الترف " لآراء قلة من الجماهير ظهرت قبيل اغلاق فترة الانتقالات مطالبة بصانع ألعاب صريح خلف المهاجمين ، إلا أن تلك القلّة تدحرجت ككرة الثلج لتجد الإدارة نفسها بقدرة قادر أمام موضوع مليوني يطالب بجلب إيمانا ، بعد أن عافه المفاوض الإتحادي !

ونتيجة لضعف قراءة الإدارة الهلالية لمستقبل الفريق لموسم واحد قادم على الأقل ، فإنها الآن أجبِرت على النزول عند رغبة هوساوي في الرحيل إن شاء شتاءً أو صيفاً وليس عليها سوى السمع والطاعة ، فلو أصرت الإدارة على بقاء أسامة حتى نهاية عقده فعلياً مع نهاية الموسم الحالي فإنها بذلك قد تتكلف الكثير ، كون اللاعب لن يعطي مرغماً مثل عطائه راغباً .

أنسب طريقة لخلاص الهلال من هذه الورطة بيد هوساوي وحده ، فهو من يقرر بقائه إلى نهاية الموسم أو رحيله في الفترة الشتوية القادمة ، ولكني أظن أن هوساوي لن يتجمل للهلال على حساب أي عرض خارجي مرضي في الفترة الشتوية القريبة القادمة ، وعندها سيكون الخيار الوحيد مراً .


ولأن في المحنة منحة فإن للأخطاء دروس يجب علينا الإستفادة منها إدارياً ، لحاضر إدارة شبيه الريح ولمستقبل الإدارات القادمة .

من المفترض أن تقوم الإدارة الهلالية بشكل مستمر بتمديد عقود اللاعبين " المؤثرين " بشكل دوري حتى تتحاشى بذلك الضغط الذي يمارسه اللاعبين مع اقترابهم من فترة الست أشهر ، ولذلك بالتأكيد ثمن مادي قد يكون عالياً إلا أنه ضروري لإغراء اللاعب بالتمديد ، وذلك من شأنه أن يجعل الإدارة مطمئنه على إستقرار النجوم المؤثرين أو الذين ينتظرهم مستقبل كبير، إضافةً إلى أن ذلك سيحول مسار المفاوضات للاعب ، فبدلاً من توجه الأندية الراغبة بخدمات " الفريدي مثلاً " إلى وكيل أعماله ، ستتوجه إلى إدارة النادي بشكل أكبر لإلتماس موافقتها أولاً ، وفق شروط النادي وليس اللاعب .
وذلك كله يخسره النادي فيما لو سار بذات الطريقة المتبعة حالياً وهي نسيان اللاعب حتى إقترابه من فترة الست أشهر عندها تكون قوة النظام بصف اللاعب .

وعلى سبيل المثال ميسي في برشلونة في عام 2009 تم تمديد عقده الذي ينتهي في " 2014 " لمدة سنتين لينتهي في عام " 2016 " !!



الحل المر .. العربي أو الكوري أو هرماش أو إيمانا !!

فيما لو حصل أسامة على مبتغاه في الفترة الشتوية القادمة بعد أقل من شهر فلا أظنه سيقف أمام أي إعتبار يحول بينه وبين حلمه الأوربي ، وعندها لن يكون أمام إدارة شبيه الريح سوى تحمل تبعات خطئها السابق ، والتفريط بأحد المحترفين الأجانب ، والذي " قد " يكلف الإدارة حزمة من اليوروهات تكتب في جانب " الخصوم " في ميزانية النادي كخسارة خالصة .

أقول " قد " تكتب كخسارة في خانة الخصوم لأني أستبعد تماماً خيار التفريط بيوسف العربي حتى ولو بمال قارون يصب في خانة الأرباح ، فحلم الأمير الشاعر وحلمنا كهلاليين هو المستوى الفني الرفيع الذي يخولنا الحصول على الغالية الآسيوية ، وهو مايتحقق حتى الآن وبصورة فردية من يوسف العربي ، فبرغم سوء المستوى العام للهلال في هذا الموسم وبرغم العشوائية الكبيرة في النهج التكتيكي للفريق وانعدام تأثير تومس دول حتى الآن على شكل الفريق ، أقول برغم ذلك إلا أن العربي هو اللاعب الوحيد من بين المحترفين الذي يضع بصمته المؤثرة كل 78 دقيقة لعب ، مابين هدف أو تمريرة هدف أو تسبب بركلة جزاء ، ناهيك أيضاً عن تأقلم اللاعب بصورة أكثر من رائعة مع المجموعة ومع المجتمع المحافظ من حوله .
أرى أن العربي هو الضالة التي يبحث عنها الهلال منذ زمن ، فهو صاحب بنية قوية ، ويجيد اللعب بالقدمين والرأس ، ويمتلك السرعة " وليس التسارع " والمهارة .

أما الكوري فهو أيضاً ترك انطباعاً جيداً جداً قبل الإصابة ومازال يبحث عن الحساسية بعد شفائه ، ويمتلك نفس مواصفات العربي لولا أنه يلعب بقدم واحدة ، ورغم أنه لا يوجد مبرراً فنياً للتفريط به ، إلا أنه أيضاً يعتبر خياراً مستبعداً بسبب كونه محترفاً آسيوياً لن يفيد إستبعاده في جلب مدافع مميز يستطيع تحمل أعباء الدقاع الهلالي المليئ بالفوضى ، كون الخيارات الآسيوية محدودة بل هي شبه معدومة في هذه الخانة .

أما بالنسبة لعادل هرماش فبالإضافة إلى مستوياته المميزة وإمكاناته العالية ، فهو أيضاً لايمكن تعويضه بلاعبين محليين لحساسية موقعه وكبر المسؤولية التي خلفها له طيب الذكر أبو دينيس .

أخيراً هو اللاعب القضية أيكيلي إيمانا والذي لم يكن قدومه مبرراً فنياً ، بقدر ماكانت رغبة التغيير قائمة لدى الإدارة الهلالية والتي انهت واجباتها الشرائية مبكراً لتتفرغ " للمزمزة " على سوق الإنتقالات ، دون النظر في حاجة الفريق الفعلية والتي تبينت لاحقاً ، وقد دفعها لذلك الآراء الجماهيرية والمبنية على العاطفة الخالصة والميالة للتجديد والتغيير على أي حال ، لتتنازل الإدارة الهلالية عن الأشقر الذي كان " عصفوراً في اليد " مقابل الأسمر الذي تمثل في عيون الإدارة وبعض الجماهير " بالعشرة على الشجرة " !

لم يكن الهلال بحاجة إيمانا إطلاقاً ، في ظل وجود تخمة بمعنى الكلمة في خط المنتصف ، فالشلهوب يأتي أولاً كلاعب خبير وماكر وأنيق يتوق للعودة إلى خانته المفضلة خلف المهاجمين بعد أن جلده كالديرون بعصى السلطة الفنية رامياً به في مركز المحور الدفاعي دون أي اعتبار لإمكاناته البدنية الغير مناسبة لمثل هذه المهام .
من بعده يأتي الفيلسوف الفريدي والذي يتحين الفرصة لتحميله ثقل الوسط الهلالي ، بإفتكاكه الرجولي ، وكراته الطوليه المتقنة ، وبتوغلاته وانسيابيته وهدوء أعصابه في أحرج الأماكن .
وكذلك عبدالعزيز الدوسري بلمساته السريعه وتسديداته المميزة ومهارته الفائقة واختراقاته وارتداده السريع ويشابهه في ذلك العابد ، وسلمان الفرج إلى حد ما .

وبرغم ذلك فإن إيمانا مازال حتى مبارة الأمس أقل اللاعبين عطاءً وتأديةً لواجباته المفروضة في صناعة اللعب ، فهو حتى الآن وخلال 630 دقيقة لم يصنع سوى هدفاً وحيداً !
بينما وعلى سبيل المثل فإن عادل هرماش وهو المحور الدفاعي والعائد من إصابة أقعدته طويلاً صنع ثلاثة أهداف في 470 دقيقة !
والفريدي رغم واجباته وفاعليته الدفاعية صنع ثلاثة أهداف في 718 دقيقة .
والشلهوب رغم وجوده على الأطراف ومساندته للظهير صنع هدفين في 831 دقيقة .
والدوسري رغم وجوده على الأطراف ومساندته للظهير صنع هدف في 534 دقيقة .

بهذا الرأي وبهذه الأرقام أنا لا انتقص من إيمانا بأي حال فهو لاعب يملك الكثير الذي لم يظهر ، لكني أحاول أن أرسم خارطة طريق للإدارة الهلالية فيما لو اضطرت للتخلي عن أحد الأجانب الأربعة في فترة الإنتقالات القادمة لجلب مدافع يعوض رحيل هوساوي إن حدث .
فحاجة الفريق في مراكز بقية اللاعبين الأجانب أكثر من حاجته في مركز إيمانا .


** بالمليمتر ياحبيبي بالمليمتر **

* / ياسر يطبخ على نار هادئة فلا تستعجلوا عودته قبل النضوج .
* / توماس دول مازال غير مقنعاً رغم التبريرات .
* / قد تفلت الفرصة على أسامة لو أثبت فلاته نفسه في الخارطة الزرقاء على الأقل الموسم القادم .
* / صفقة فلاته وصفقة سعد إن تمت فهي إن لم تنفع لن تضر .
* / إحتياط في الهلال أفضل من أساسي في غيره لو كانوا يعقلون .
* / شارة الكابتنية يجب أن تزين كتف الأكثر ولاءً وليس الأفضل فنياً .
* / الكابتن جيرارد والكابتن مالديني والكابتن ديل بيرو والكابتن توتي قيدتهم الشارة عن تقبل العروض المغرية .