قراءة تحليلية
يكتبها : صالح الصالح
عاد فريق الهلال الى الرياض من دوحة قطر وهو محمل بالخيبة ومليء بالاحباط، فجماهيره التي ودعته قبل عدة ايام وكلها امل في ان يعود الفريق حاملاً كأس البطولة ليضيف انجازاً جديداً للازرق من مستويات ونتائج لاتمت للهلال بأية صلة.
ويكفي ان العديد من اعضاء شرف الهلال او الجماهير او حتى المتابعين عموماً اتفقوا على ان فريق الهلال في قطر لم يكن هلالاً البتة وان لاعبيه لم يحملوا من الهلال الا اسمه فقط وانهم عبارة عن اشباح لاعبين.
ما قبل التوجه الى قطر
الكل اجمع على ان فريق الهلال قبل ان يحزم حقائبه ويتوجه الى قطر لم يكن مهيئاً ابداً للمشاركة، فالمستويات متواضعة والنتائج التي حققها الفريق كانت خاصة لعوامل اخرى ليس لها علاقةبحقية مستواه ومهارة لاعبيه واذا كان لابد من توضيح فليس هناك اوضح من صدارة الدوري التي ذهب بها الفريق الى قطر حيث اكد الجميع (والهلاليون منهم) انها صدارة غير مستحقة بدليل مباراة القادسية التي اعترف النقاد بعدم صحة هدفي الهلال اللذين منحاه الثلاث نقاط ولاننسى المباريات التي قبل ذلك التي كانت عبارة عن ثلاثة تعادلات كان اقرب للخسائر امام كل من النصر والاتحاد والرائد على التوالي والهلال عناصرياً لاينقصه شيء، لذلك هناك خلل لابد من البحث عنه واصلاحه قبل فوات الاوان.
ماهي علاقة عبدالله بن مساعد بما يحصل؟
وجه بعض الهلاليين اصابع الاتهام تجاه الرئيس عبدالله بن مساعد مؤكدين ان مجهودات الرئيس منصبة وبشكل كبير على انشطة النادي المختلفة مما جعل نصيب كرة القدم منها ضئيلاً وغير كاف، مشددين على ان كرة القدم هي دائماً صاحبة الاولوية والاهتمام، متناسين ان الأمير عبدالله بن مساعد يعمل وبصمت لخدمة الهلال ،واذا كان كما يزعم هؤلاء بأنه لم يعد مهتماً بكرة القدم الهلالية فلماذا حرص الأمير عبدالله بن مساعد على جلب محترفين اجانب على مستوى عال للفريق ومن النقاط المهمة التي يراها منتقدو رئيس الهلال هي صراحته وجرأته في نقده مستوى الفريق والتي كان اخرها تصريحه بعد لقائه العروبة العماني الذي فاز فيه الهلال بهدفين لهدف حيث قال الأمير عبدالله بن مساعد (ان الفريق فاز بالحظ) ومثل هذه الانتقادات والاقوال يجب ألا تقال لدى بعض الجماهير الهلالية التي تنتقد اسلوب وطريقة ادارة رئيس الهلال لناديه حتى ان كان ما يقال صحيحاً ولا يختلف عليه اثنان لذلك عليهم ان يبحثوا عن اسباب الاخفاق بعيداً عن رئيس النادي الأمير المثالي عبدالله بن مساعد.
بلاتشي وتصفية حساباته مع الفريق
الجميع يعلم حجم الخلافات التي كانت قائمة بين الروماني ايلي بلاتشي مدرب الفريق والهلاليين عموماً وعلاقة بلاتشي مع تدريب الهلال كانت على ثلاث فترات او مراحل مختلفة الا ان الفترة الحالية قد تكون واضحة المعالم ففكرة ان بلاتشي يعود لتدريب الفريق مرة ثالثة لم تكن مرغوبة لدى بعض الهلاليين خصوصا ان بلاتشي في الفترة التدريبية الثانية له مع الهلال كان قد رحل تاركاً الفريق غبر مبالٍ بالعقد الذي بينه وبين النادي آنذاك مما جعل الهلاليين يتوعدونه بالويل والثبور وباللجوء الى الفيفا لكي يحل النزاع بينهما خصوصاً ان الهلال كان يطالب بلاتشي ببقية مقد العقد العقود وبعض الرواتب التي لابد ان تعود للخزينة الهلالية بعد ان قام بلاتشي بفسخ العقد من تلقاء نفسه دون العودة للهلاليين لاخذ رأيهم تجاه ذلك، وحتى عندما اشرف بلاتشي على فريق السد القطري لم تهدأ بينه وبين الهلاليين خصوصاً عندما التقى الفريقان في البطولة الآسيوية الماضية التي حققها الفريق بعد تجاوزه للسد ومن ثم الفريق الكوري والمشكلة التي حصلت تحديداً بين سامي الجابر ومدافع السد القطري وبلاتشي كذلك وذلك حيث اتهم سامي الجابر المدرب بلاتشي بتحريض مدافع السد القطري عبدالله كوفي لايذائه داخل الملعب واصفاً اياه بالحيوان مما استوجب ايقافه من قبل الاتحاد الآسيوي مباراة واحدة وعندما عاد بلاتشي لتدريب الهلال هذه الايام اكد البعض ان الخلاف لايزال قائماً بين بلاتشي والجابر وان الأول لم يعد للفريق لتكرار انجاز او لتحقيق بطولة اونما عاد لتصفية حساباته مع الهلال والجابر شخصياً مستدلين على ذلك بطريقة بلاتشي الجديدة التي لم يعصرها الجميع عن بلاتشي الذي كان هجومياً بحتاً ومدرباً طموحاً واثقاً لايعرف الا لغة البطولات والحاصل الان انه اصبح كالحمل الوديع همة بالتعادل على اقل تقدير سواءً كان امام كبار الفرق او سواها ويلعب بهجوم وحيد مما افقد الفريق خطورته وجعله يبدو بشكل متواضع وغير مرض البتة. وعن خلافه مع الجابر اكد البعض ان تأكيد ذلك هو عدم استعانة بلاتشي بالجابر لاعباً اساسياً في اللقاءات الاخيرة والجميع يتساءل اين سيذهب بلاتشي بالهلال او اين سيذهب الهلال ببلاتشي؟.
اشباح الهلال
لا احد يجد عذراً للاعبي الهلال في تواضع مستوياتهم وسوء ادائهم خصوصاً ان اكثر من نصف الفريق من فئة النجوم او اللاعبين الدوليين بداية من حارس الفريق محمد الدعيع الذي قدم في الفترة الاخيرة مستويات سيئة جداً افقدت الفريق نقاطاً مهمة، وذلك بمساهمته في ارتكاب اخطاء قاتلة اضاعت الفوز مرات عدة والتي كان اخرها تسببه في ولوج هدف العربي الكويتي الذي اضاع البطولة من يدي الهلاليين الذين كانوا اصحاب فرصتين، والجميع يؤكد ان الدعيع لم يعد كما كان سداً منيعاً للفريق ومصدر ثقة واطمئنان للاعبين وجمهور الهلال فهل يعي الدعيع ما يحصل ويسارع الى تعديل اوضاعه ومراجعة حساباته لكي تبقى صورته ناصعة في ذاكرة جماهير ناديه وجماهير الكرة السعودية كحارس عالمي لنبتجب الملاعب مثيلاً له.. ؟اما دفاع الفريق فحدث ولا حرج وياعين لا تبكي فمع الشريدة وعبدالله سليمان لن تنعم شباك الهلال بالراحة والامان فتقدمهما في العمر وضعف لياقتهما وافتقادهما لسرعة البديهة وحسن التغطية تسبب في تنبه خصوم الهلال لذلك ودفعه للتركيز على ذلك ومحاولة استثمار هذا الضعف واما ظهيرا الجنب الدوخي والخثران يعلمان جيداً ان واجبات الأظهرة دائما تتطلب التوازن في الدفاع والهجوم فالدوخي لم يعد ذلك الظهير العصري الذي يخيف الجهة اليسرى كاملة لاي فريق والخثران لايزال ممراً سهلاً لاي لاعب ومنطلق هجمات الفرق المقابلة لضعف الناحية الدفاعية لديه. وعند النظر لخط الوسط يتضح انه الخط الذي يعاني من عدم الثبات ومسرح حر للتجارب مع انه يضم لاعبين أصحاب عطاء قوي واداء راق كالتمياط والشلهوب وعمر الغامدي والعاجي سيدو بدرا اذا كان بجانبهم اما العودة للارشيف الهلالي المتمثل في محمد لطف وحسين المسعري فأنها لم تزد الفريق الا وهناً وضعفاً. بالنسبة لخط الهجوم فالكثير من علامات الاستفهام تصاحب اداء ونتائج الهجوم الهلالي الذي لايزال متواضعاً رغم وجود الجابر الذي اصبح ضئيل الفائدة للفريق في حالة مشاركته كمهاجم لانه يستيلم للرقابة وبسهولة وصاحب مجهود مؤقت وقدمه يبدو انها اصبحت لاتعرف اين طريق المرمى. اما حسين العلي فيبقى افضل السيئين متى ما وجد الدعم اللازم من خط الوسط لانه الوحيد في خط هجوم الهلال الذي بإمكانه احراز الاهداف بشكل جيد وترجمة مجهودات زملائه داخل مرمى الخصوم ماوبالنسبة لعبدالله الجمعان فهو من اللاعبين الذين الى الان لم يستثمر
موهبته الكامنة في قوة قدمه فقط وإمكانه استخدام رأسه بعض الشئ في الكرات الهوائية ولكن يبدو أن الجمعان لايجيد غير تعطيل ساعات الملاعب وتصيد الجماهير التي تجلس خلف المرمى لماذا لايعلم الجمعان أن الجماهير تؤمل عليه الشيء الكثير لكي يقود الفريق إلى الانتصارات لماذا لايتعامل مع الكرة داخل الملعب بقليل من الجدية بعيداً عن المزاجية التي ذهبت ضحيتها جماهير الهلال فما الذي يمنع الجمعان من مضاعفة الجهد ومحاولة زيادة التمارين بعد زملائه وتخصيصها للضربات الثابتة لكي يصبح صاحب أقوى قدم آسيوية ولكن مثمرة ومركزة.
الأجانب والفشل المستمر
كثيراً ما تلقى جماهير الهلال باللائمة على إدارات الهلال المتلاحقة وطريقتها في التعاقد مع اللاعبين الأجانب حيث لم يظفر الفريق بلاعب أجنبي صاحب مستوى مميز يسهم في اسعاد الفريق وجماهيره الطامحة بوجود لاعب أجنبي عالمي إن امكن وصاحب مستوى رفيع لكي تتباهى به أمام جماهير الأندية الأخرى وليس بمستوى الهداف العالمي "صوماليا" سالف الذكر صاحب أكبر نسبة من التسللات واضاعة الفرص الذي رحل إلى الكويت بعد ان اصاب جماهير الهلال بالحسرة على ارتدائه قميص الفريق، وحالياً اللاعب الذي لم يره أحد حتى الآن الكرواتي "اندريه" 34 سنة الذي أبدى البعض عدم الرضا حول التعاقد معه لسنه الكبيرة أولاً ولانقطاعه عن لعب الكرة لمدة أربعة اشهر تقريباً ولكن الفترة المقبلة هي التي ستحدد مدى فشل أو نجاح فكرة التعاقد مع هذا اللاعب وثالث الأجانب الذين تعاقد معهم الفريق الكاميروني "سوفو" فتاريخ اللاعب، ومستواه وعمره المقبول نسبياً توحي بأن مشاركته ستكون ايجابية نوعاً ما، اما سيدو بدرا فالكل أكد حاجة الفريق له وان فائدته للفريق واضحة طوال فترة مشاركته السابقة وبصراحة فإن فشل الصفقتين الأخيرتين للكاميروني والكرواتي في الفترة المقبلة سيضع الفريق في وضع حرج جداً أمام جماهيره والفرق الأخرى.
المقبل وخطورة الوضع
الكل يؤكد ان خسارة الفريق للبطولة الخليجية أمر لم يكن متوقعاً ولم يكن في الحسبان، خصوصاً ان الفرق المشاركة لم تكن بصاحبة المستويات العالية أو التي ستكون أكثر ترشيحاً من الهلال صحيح ان الفريق كان يعاني من عدم وضوح لطريقة أو منهجية واعتماده على الاجتهادات الفردية الضعيفة في الأصل لكن الجميع كان يأمل في تحقيق البطولة ولو كان المستوى سيئاً المهم كانت البطولة خصوصاً أن الفريق كانى لعب آخر لقاءاته بفرصتين ولكنه فرط فيهما ولم يستثمر أياً منهما ليخسر البطولة واحترام وقفة جماهيره الغاضبة جداً والمستاءة من حال فريقها الذي ينتظر مشاركة مهمة الشهر المقبل في مربع غرب آسيا اضافة لبطولتي الدوري والكأس التي لامحالة. سيقابل بها الفريق فرقاً كبيراً مستعدة بشكل جيد وتعيش أوضاعاً أكثر استقراراً من الهلال، لذلك على الهلال عامة تناسي ما حصل للفريق في الدوحة والتركيز على المرحلة المقبلة ومحاولة تضافر الجهود لكي يعود الهلال هلالاً ويحقق البطولة الآسيوية المقبلة على أقل تقدير لعلها تسهم في نسيان جماهير الهلال اخفاق فريقها وظهوره بهذا المستوى المتواضع في الفترة الماضية القريبة.

اقول يا اخي حنا انتقدنا الهلال والكل انتقد الهلال وعبدالله بن مساعد اشوف انة هو الاصلح لرئسة الهلال