بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مقال سابق للكاتب \ فهد الروقي :
" منذ نشأة الهلال وتربعه على عرش زعامة الكرة السعودية ثم أعقبها بالآسيوية ومن خلال منجزات في الملاعب وليست في المكاتب والأخيرة تبنى على التصويت وهو له أكثر من وجه فتارة للربح المادي وعصبه المال وأخرى يكون للجاه والنفوذ دور حيوي فيه
أقول منذ تأسيس الهلال إلى وقت قريب وهو يعد مصنع تفريخ للنجوم سواء من يصقلون في مدرسته التي تكونت قبل عشرات السنين وكانت أشبه بالينبوع الصافي الأزرق وهو منهل عذب ورافد من روافد تدعيم الكتيبة الزرقاء حتى تصل للمنتخبات الوطنية
وكانت عملية التفريخ مبنية على خاصية ( الكيف ) فتأتي المخرجات متنوعة وفي كل الخطوط فترى في صفوفه المدافعين الأفذاذ والأظهرة العصرية والمحاور الصلبة وصناع اللعب المهرة وفاتحي اللعب الموهوبين والمهاريين والمهاجمين الهدافين
أما الآن وبعد أن دخلت الأندية معترك الاحتراف (الأعرج ) ومابين القوسين لدينا فقط تحولت نظرة الأندية ومنها الهلال للبحث عن اللاعب الجاهز ولم يعد لمشروع ( صناعة نجم ) وجود إلا في حالات ضيقة
الهلال في هذا الجانب سلك طريقا أوسط فهو ينتج لاعبين ويبحث في الفرق الأخرى عن شواغر لا تخرجها فرقه السنية لكنه اصطدم بعقبة كبيرة فالشواغر في الفريق الأول تفتقدها الأقل عمرا وشواغره تأتي في الخطين الأمامي والخلفي وهو حاليا يحتاج لأظهرة جيدة ولقلب دفاع ولمهاجم
ولأنها أصبحت مشكلة حقيقية لاحظوا أنهم تنازلوا عن لاعب بحجم ( عمر الغامدي ) لكبر سنه أولا ولوجود عدة أسماء مميزة في منطقة المحور وكان معوضه ( وليد الجيزاني ) ورغم أن اختيار الأخير جاء بناء على توصية من الداهية ( جيرتس ) إلا أنني أرى أنه أقل إمكانيات من التواجد في صفوف فريق بحجم ( زعيم القرن ) ثم إن المدرب لن يستمر طويلا والجميع يعلم أن الموسم المقبل هو الأخير له – إن أكمله – وتمنياتي الشخصية ألا يكمله وستعرفون لم تمنيت ذلك في حينه بإذن الله وربما يأتي خلفه ويرفض بقاء الجيزاني فهو من نوعية اللاعبين المختلف عليهم ولن يكون بحجم ياسر القحطاني الذي لا يختلف عليه اثنان
يبقى أن نشير إلى أن خطوة الإدارة الهلالية بالبحث عن أسماء أولمبية وصقلها يعتبر علاجا طويل الأمد لسد شواغر أقلقت مضاجع الهلاليين كثيرا " ... ؟
( اهمال المواهب الرياضية والنظرة السلبية المستقبلية )
قد يتسائل البعض عن السر في ندرة المواهب الرياضية لكرة القدم في أنديتنا وفي الوطن العربي بشكل عام وهذا بشكل عام يكون نتيجة لعدم الاهتمام بالمواهب منذ الصغر فالاندية والمدارس الرياضية تريد لاعباً جاهزاً فقط فلا نجد سعيها للاهتمام بالمواهب وصقلها للاستفادة منها لاحقاً,, وعند تصفحي لأحد المواقع الرياضية على الانترنت وجدت دراسة لطبيب نفسي يدعى مايكل هاو من جامعة اكستر بانجلترا وقد أظهرت هذه الدراسة أن التفوق في رياضة كرة القدم لا يعود إلى مواهب يولد بها اللاعبون، وإنما لمهارات يكتسبها الأطفال في الصغر. وذكر الدكتور مايكل هاو، الذي قام بالدراسة أنه عندما يبدأ الأطفال في ممارسة رياضة كرة القدم في سنوات الدراسة الأولى، فإن بعضهم يتم اختياره لعضوية الفرق المدرسية فيحصلون على التدريب والاهتمام، وبالتالي فرصهم أكبر في التفوق. وقال إن من يقع الاختيار عليهم لعضوية الفرق المدرسية ليسوا بالضرورة الأفضل وإنما هم الأقوى بدنياً، أي الأكبر عمراً. وقد توصلت الدراسة التي شملت 543 من لاعبي كرة القدم في بريطانيا إلى نتيجة غريبة، وهي أن مواليد شهر أكتوبر تكون فرصتهم أكبر في التفوق في رياضة كرة القدم. وفي نظام التعليم في بريطانيا والكثير من الدول الأخرى يكون مواليد أشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر عادةً أكبر من أقرانهم في نفس العام الدراسي، وبالتالي يكونون أقوى بدنياً. ولذا يتفوق هؤلاء في القدرات الرياضية وتزداد فرصهم في الانضمام للفرق المدرسية فيحصلون بعد ذلك على قدر أكبر من التدريب. وعلى العكس فإن مواليد أشهر مايو ويونيو ويوليو يكونون عادة الأصغر في العام الدراسي فتقل فرص تفوقهم. وقال إن أغلب مشاهير لاعبي كرة القدم يؤكدون أنهم تلقوا الكثير من التشجيع في الصغر وخاصة من الأبوين. وذكرت الدراسة أنه لا يشترط أن يكون الآباء لاعبين ماهرين، لكن المهم أن يكونوا من محبي رياضة كرة القدم وأن يشجعوا أبناءهم على ممارستها,,,الى هنا انتهت الدراسة..ونحن اذا أردنا أن نطور من أنفسنا ونبني جيلاً مستقبلياً في كرة القدم علينا أن نركز الاهتمام الكبير على المواهب منذ الصغر وذلك يكون عن طريق المدارس,,ففي مدارسنا تجد الاهتمام بجميع المواد والسعي لتطويرها إلا مادة التربية الرياضية فهي مهملة أشد الاهمال ولا يتم أبد الالتفات لها والسعي لتطويرها,,فالطفل في بداية تعليمه في المرحلة الابتدائية اذا كان هذا الطفل يعشق ويحب كرة القدم فيكون في نظر المعلمين والمشرفين طالب مهمل,,فهواية كرة القدم في نظرهم لا يهتم فيها إلا أطفال الشوارع الذين يكون معظم وقتهم خارج المنزل,,,فكيف لنا أن نصل لما نسعى للوصول له من بروز المواهب الجيدة اذا كان المستوى الفكري قد وصل عند البعض لهذا الحد,,, وكل ما أتمناه من القيادات العليا في مجال التعليم أن تزيد من الاهتمام بهذا الجانب وتسعى لتطوير الرياضة في المدارس
هذا مقال أعجبني ويشخص بأختصار حال ... ندرة المواهب عندنا
أعطوا المواهب الشابة فرصة.........بدلاً من البحث عن منسقيي الأندية الأخرى
نشتكي منذ زمن يتجاوز ثلاث سنوات من ندرة المواهب التي تقدمها الأندية السعودية كل موسم
والأمر الذي يؤدي إلى إختفاء المواهب من الظهور السنوي أن كل الأندية السعودية تقريباً بدأت في البحث عن المنسقين من الأندية الأخرى من أجل سد ثغراتها في كافة الخطوط .
هناك أندية عديدة تبحث عن منسقي الأندية وتستقطبهم بعقود موسمية وربما كانت تلك الأندية لديها مواهب شابة تحترق من أجل فرصة لإبراز ذاتها وتنتظر فرصة في كل موسم دون جدوى .
وهنا يتضح غياب الإستراتيجية في عمل الكثير من الأندية والتي دائماً ما تبحث عن إنجازات وقتية دون النظر في مستقبل الفريق ولو على مدى ثلاث سنوات قادمة .
ولو دققت في تلك الإنجازات لوجدت أن بعضها وهمي لا يتجاوز تعديل مركز الفريق في سلم الدوري مثلاً .
والشيء المؤسف أن كثير من الأندية السعودية تعتمد على ( الترقيع ) في خطوط الفريق
فتجد أنها تتعاقد مع مدافع كبير في السن ولاعب وسط تجاوز الثلاثين من أجل سد بعض الثغرات
ربما تخدمهم طريقة ( الترقيع ) لموسم أو موسمين , لكن على مدى خمس إلى عشر سنوات يغيب ذلك عن بالهم .
لا يوجد أي تفكير في مستقبل الفريق إلا لمدة سنة أو سنتين فقط .
هناك مواهب شابة في كل الفرق السعودية تقريباً ولكنها لا تأخذ فرصتها إلا بشكل نادر جداً
مع أنهم يستطيعون أن يخدموا الفريق لو أعطيت لهم الفرصة والمناخ الملائم والتدريج المقبول في المباريات على الأقل لمدة عشر سنوات .
لقد ضرب لنا نادي الوحدة أكبر مثال بأن الوجوه الشابة تستطيع أن تفعل أشياء أكثر بكثير من الأسماء المعتادة .
فريق أولمبي بدون مدرب كبير وبدون لاعبين أجانب وبعض لاعبي الخبرة
يقدمون أروع المستويات في حضرة فرق مدججة بكل عوامل التفوق وفي مراكز متقدمة في سلم ترتيب الدوري .
كم من الأندية لدينا في السعودية تعودت على بضعة أسماء لا تكاد تسمع بغيرهم يلعبون في الفريق الأول ومنذ سنوات دون تحقيق أي إنجازات .
والمصيبة أن بعض الأندية لا يكتفي بنفس الأسماء بل يبحث عن أسماء منسقة من أندية أخرى....كارثة كبيرة في التفكير
شباب النادي هم من يصنعون الأعاجيب وليس لاعبين منسقين من أنديتهم
الوجوه الشابة تمتلك الطموح والحيوية والعنفوان وتحتاج فقط لفرصة في الفريق الأول مع بعض لاعبي الخبرة .
هذه معادلة التفوق والنجاح
مواهب شابة في أغلب مراكز الفريق + عمود فقري من لاعبي الخبرة = فريق قوي يبحث دائماً عن الإنجازات
أتمنى أن تنتشر ثقافة ( الشباب يصنعون الإنجاز ) بيننا في وكل جماهير الأندية السعودية بكافة طوائفها
أنشروا هذه الثقافة من أجل مصلحة الرياضة السعودية
صبر جميل والله المستعان