الديموقراطية الإمريكية والمجتمع الأمريكي بالتأكيد ليس الأمثل، ولكن لديهم الكثير مما يفترض بنا أن نتعلمه ونطبقه، فإن كانوا قدوة لنا بما هو جميل فهذا أمر رائع، وأن نعتز بأنفسنا وبديننا وأوطاننا وننتقد قبيحهم ونتجب فعله فهذا أمر رائع أيضاً..

السياسة الأمريكية مبدعة في مجال الدعاية، فيظهرون أنفسهم شكلياً على أنهم الأفضل في كل شيء، مما يولد لديهم ثقة في النفس، وفي الواقع فإن لديهم الكثير من القصور وفي جوانب متعددة، وهم يعترفون بذلك داخلياً ويعملون على إصلاحه ويبحثون عن قدوة لهم في المجالات التي يؤمنون بتأخرهم بها، أحد الدكاترة الأمريكان الذين أعمل معهم يكرر في أكثر من مناسبة بأنه يتمنى أن تتطور السكك الحديدية في أمريكا لتصبح كمثيلاتها في أوربا واليابان، ولديه ورقة بحث مضمونها كيف تستفيد أمريكا من خبرة اليابان في هذا المجال، وبين صفحات البحث فصل كامل يتحدث فيه عن حق المواطن في أن يجد وسيلة نقل آمنة وغير مكلفة، فالسفر بالسيارة من واشنطن إلى سان فرانسيسكو يستغرق يومين ويكلف المواطن جهداً ومشقة كبيرين، بينما السفر بالطائرة مكلف جداً...، هذا حق من حقوق المواطن لديهم، ولنقس على ذلك بقية الحقوق..

أعتقد أن هذا سر من أسرار تميزهم، حيث يجمعون بين الاعتزاز بالنفس والاعتراف بالقصور، ومن ثم البحث عن التجارب والخبرات الدولية لسد النقص لديهم، وهو في تصوري ما يجب علينا أن نقتدي به..

على الجانب الآخر، محاولة إقحام الدين، في جل مواضيع الحقوق المشروعة التي يطالب بها المواطن، هي إساءة لديننا الحنيف يقع فيها كثير منا من حيث لا يعلم، فديننا لا يحرم بناء بنية تحتية قوية تتوفر فيها وسائل النقل العام الحديثة والمتطورة لخدمة المواطنين وبالأخص فئة النساء، ومن هو عاجز جسدياً عن قيادة السيارة ومن لا يقوى على تكلفتها، ووجودها كان سيعطي خياراً آخر قد ((يفكنا)) من قضية فرعية تافهه اسمها قيادة المرأة للسيارة!، أسكن في مدينة تقول الدراسات فيها أن نسبة النساء اللاتي يستخدمن النقل العام هي 93% بينما 7% يفضلن امتلاك سيارة!

ديننا يحرم ويجرم الظلم والقهر، اعطوا المواطنين ما تبقى من حقوق مشروعة ديناً وعرفاً، ومن ثم حاسبوا كل من يريد طمس معالم دولة إسلامية راقية، وأسأل الله العلي القدير أن يصلح أحوالنا ويرزقنا شكر نعم أحدها أننا نعيش في دولة دستورها الإسلام وإن شابها ما نأمل ونتفاءل بإصلاحه..

المقطع التالي من برنامج إضاءات وضيفه الدكتور الأحمري، اختلف معه في بعض أطروحاته واتفق معه في البعض الآخر منها، أضفته هنا أولاً لعلاقته بأساس الطرح، وثانياً لكي نتعلم سوياً كيف يتم التعاطي مع الارآء المختلفة بعيداً عن شخصنة الحوار واستخدام مصطلحات لا تليق بإخوة وأخوات، في المقطع سنستمع لانتقادات لا ذعة نقلها تركي الدخيل عن الدكتور ناصر العمر وأحد الكتاب الكرام، وردود وانتقادات لاذعة من قبل الضيف حولها، فيما بقي الحوار شيقاً لا يشوبه ما يعكر العقل قبل الأذن أو العين..

YouTube - ‫إضاءات : الدكتور محمد الأحمري 1/6‬‎


أعتذر عن الأطالة