
28/05/2011, 04:21 AM
|
ناقد اجتماعي | | تاريخ التسجيل: 05/12/2001 المكان: نيويورك - الولايات المتحدة الأمريكية
مشاركات: 2,053
| |
دعوا لنا كرة القدم، هي للشعب وهم وقودها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
مقدمة هذا الطرح إما أنها قد صعبت علي، أو أنها مظلمة كئيبة فكرهت الاقتراب منها، لذا سأذهب مباشرةً إلى التالي..
في مجال الرياضة وبشكل عام، أتساءل، متى نتخلص من معضلة تقديس الأمير و صاحب النفوذ؟ ، متى تنعم كرة القدم عندنا، على الأقل، بسلطة ((الرأي)) للشعب وعشاق الكرة؟؟، الاندية الكبيرة عندنا لا أراها تختلف عن استطبلات الخيول، فالمالك هو من يطمعها ويعتني بمظرها، حتى أصبحت خيله ذليلةً له وله فقط!، نسيت الخيل عشاقها فلا مجال للتفاعل معهم مادام المالك هو من يقرر نوع طعامها وحجمه، ثناءه عليها هو الثناء المعتبر ونقده لها هو عين الصواب، إن أحسنت فالفضل لمن يرعاها وإن هزل مظهرها فعلى الخيل أن تذعن وعلى عشاقها أن يصمتوا، وكيف لهم أن يناقشوا ملك غيرهم؟؟ وإن ادعى الملاك وتظاهروا بغير ذلك..
هبط سمبدوريا إلى دوري الدرجة الثانية، حضرت الجماهير بكثافة، وبكى قائد الفريق بين أحضان السلطة الأولى ((العشاق))، جاب اللاعب الملعب باكياً معتذراً متفاعلاً مع عشاق كرة القدم، ورغم أن لغة المال تدار هنا وهناك، بل هي أشرس عندهم، إلا أن مفهوم ((البشوت))، وتقبيل الرؤوس والاكتاف، والخيل ومالكه، ليس لها معنى في ديار الطليان، ونحن نسأل هنا أين غابت الروح؟ هل ذهب عشق كرة القدم ورحلت لذة الانتصار والفرح الحقيقي المبتادل بين اللاعبين ومشجعي الدرجة الثانية البسطاء حقين 20 ريال؟؟
على الجانب الآخر، كرة القدم امتداد لانهزام شخصياتنا وآرائنا أمام أصحاب النفوذ السامي، في شتى المجالات، حتى المنتديات الالكترونية غشتها رائحة العود فأصبحت لا تشم غيره، وليس أجمل من شم رائحة عود فاخر إلا الظفر بجزء يسير منه، وأسألوا كل من نعم بالقرب من سيده فتغير منطقه وأصبح نقده ناعماً حذراً وعلى طريقة ((طال عمرك يعني ودنا بكذا لكن أكيد أنت أبخص))!!
يقول المصطفى صلى الله عليه (( كلُ ميسر لما خلق له )) أو كما جاء في الحديث الشريف..
قد يكون أحدهم عالماً محترفاً في مجال ما، ولكن من غير المنطق أن يكون شخصه وعمله صالحاً في كل مجال وكل زمان..
نحن من جعل اللاشيء شيئاً عظيماً، نبالغ في ثناءه وكأن البشرية ولدت بمولده، ونحن من ظلم العظماء وهم يبدعون في تخصصاتهم، حتى خرجت الويلات وصيحات الاستهجان على ذلك اللاعب الذي رأى في نفسه القدرة على رئاسة النادي الرياضي!، يا حليلك!! ما بقى إلا أنت ترأس النادي، ومن وين لك دراهم يا صغير!!، نعم قد لا ينجح هذا اللاعب بحكم افتقاده لقوة المال، ولكن دعوه يطمح ويأمل فمن يحكم العالم الآن كان عرقه أحقر من أن يظهر على شاشة التلفاز..
أقول لمثل هذا اللاعب ترى الصبر مليح، أجبرهم الاتحاد الآسيوي على استبدال الصبات بالكراسي، وسيجبرهم على الخصصة، قد لا تكون بداية الخصصة على ما أحب وتحب، ولكن سنتحلى بالصبر مقروناً بالعمل والفكر، وسيرتقي الفرد منا بفكره، وحينها فـ "إن كان الصوت لا يسمع فإن الأصوات حتماً ستسمع"..
ما يحدث ،خاصةً، في أندية الهلال والنصر خير شاهد على ما أزعم بأنه صواب، وإن كان ظاهر مقر الزعيم أجمل من صورة جاره..
أكره التعميم، ولست ممن ينكر جهداً قد بذل، لذا فالشكر لمن عمل سواءً أخطأ أو أصاب، ولكن عطوا الحر فرصة، فرصة إدارة، فرصة عمل، فرصة (((ظهور)))، والأهم امنحوا الفرصة للرأي الآخر..
وبمناسبة ما يطرح هنا عن الحمادي، فإن الآراء الأخرى مقصية، مظلومة ومكبوته، لذا يظهر أصحابها متوترون ومنفعلون فكتثر أخطاءهم، ومن ثم يصدق عليهم ادعاء شخصنة الطرح، وبعيداً عن الميويل فإن صالح الحمادي، وفهد الهريفي مثال هنا، كلاهما أقصي وفرض عليه حظر من بعض القنوات وبتأثير من أصحاب النفوذ، وإن كانت إثارتهم تجلب نسبة متابعة أكثر للقناة ومن ثم مداخيل أكثر لملاك القنوات، فإن القائمين عليها يستسلمون وبهوان لقوة النفوذ، وحتى وإن كانوا يهرفون بما لايعرفون، دعوهم فإن لهم حق الطرح وحرية الكلمة..
أخيراً ستظهر روح اللاعبين في أرض الميدان، وسيزداد عشقنا للمجنونة واسمتاتعنا بها متى ما أعيد المُلك حسياً ومعنوياً لأصحابه، فأهل مكة أدرى بشعابها، وعامة الشعب وبسطائهم بحاجة إلى كرة القدم ليتنفسوا من خلالها، فاتركوها لهم رحم الله والديكم!
في حفظ الرحمن،،
|