نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

مدخل :rose:
"مهما ابتعد المرء عن مسقط رئسه ، في النهاية سيعود" بحرا الراهب

بسم الله الرحمن الرحيم

العودة الى الحزن

توفي عمي العزيز وانا في السادسة عشر من عمري ، وقرر بعدها والدي العزيز ايضا ان انتقل مع اخوتي الكبار الى الرياض ، في محاولة يائسة منه لنزع الحزن من قلبي ، والذي اعتقد انه فشل بهذه التجربة فشلا ذريعا ، انتقلت الى الرياض لادرس بها قرابة الثمان سنوات ، حصلت خلالها على دراستي الثانوية والجامعية والكثير من الدورات والشهادات ، وبحكم كثرة اخوتي في الرياض لم اشعر بذاك الحنين الى نجران كثيرا ، فكوني مع عشرة من اخوتي هنا خلق لي مجتمع مقارب لذاك المجتمع القديم ، قضيت تلك الفترة كافضل ايام عمري ، والتقيت في الرياض العزيزة بكتاب كبار ومثقفين وعلماء ورجال دين افاضل بادلتهم افكاري واعتقاداتي المتطرفه عن الحياة والمجتمع والدين ، وكسبتهم كأصدقاء علم ومعرفة ، وكنت امني نفسي عندما اتخرج ان يزداد نشاطي اكثر واتعمق في هذا التيار والمجال اكثر ، ولكن وبحكم ظروف واحداث احتفظ بها لنفسي قررت ان اعود الى تلك القرية اسفل الوادي في نجران لاكمل باقي حياتي ، اتى هذا القرار بشجاعة شخصيه في ساعة زمن لاتأكد فعلا ان الانسان خلق عجولا ، ذهبت الى الديار المقدسة لانال عمرة قبل التوجة الى نجران ، وبسرعه لا تقل عن سرعتي في اتخذا القرار الاول اخذت تلك العمره وتوجهت الى نجران ، والحقيقة انه بالرغم من اني اعود الى نجران كثيرا الى ان هذه المره كانت مغايره لسابقاتها ، فلم اقف اتامل باعجاب لذلك الوادي الاخضر او تلك الجمال الشامخه او تلك الجواء الربيعية على الدوام ، فكأن عقلي الباطن اوحى لي بان الزيارة دائما والوقت فيه فسحة للتامل ، توجه الى بيت الوالد المعمور لاجد اخي الكبير وقد البس ابنائة الصغار ثيابا واثقل رؤسهم باشمغة مربكة فرحا باستقبالي بينهم ، ليجدني بكل طفوله اتجاهله هو ابناءه لاركض في حضن تلك العجوز الطاهره ، واسقط تحت قدميها اقبلها تاره وتاره امسح بها وجهي الذي زاد شعره من خشونته ، لاعود واضمها واهمس في اذنها ( لا تسرفي في دمعك فلست هنا لازورك ، اني هنا لابقى ) ، التفت الى اخي واحتضنته هو وابناءه ، وبعد ان احتسيت الكثير من ذلك المشروب المر الذي زاد هيله وزعفرانه من مرارته ، ذهبت الى مسجد القرية لاؤدي صلاة المغرب ، وبعد معركة ضاريه من القبلات وحب الخشوم استطعت ان اصلي ركعات للمولى خالية من خشوع الصلاة وخضوع المصلي لخالقه ، وفي محاولة يائسة للاختلاء بربي ، قاطعني من يدعي انه كبيرنا بخطاب طويل محفوظ كان مجملة ان العشاء الليله في داره احتفاء بي ، وكاني قد قدمت من احد الغزوات اوكنت مرابطا في احد الثغور او اني قد اتيت براس المدعو غليص ، وافقت وكأني املك من الامر شيئا ، وتوجهت الى المنزل ، ولبست ثوبا خفيفا لاجد نفسي مرغوما على وضع قطعة من السلاح عليه ، دلفت الى غرفة الاسلحة لدينا لاجد البنادق والخناجر والاحزمة والذخيرة معلقة ومرصوصة بعناية ، وكأن قبيلتي الموقره في حرب صليبية دائما ، اخترت اخف سلاحا رأيته ، وتناولت يدي مسدسا فضيا روسي الصنع ووضعته في حزام من جلد الغزال يماني الدبغ وضعته على كتفي العريض وتوجهت الى دار مضيفنا العزيز لارى اخي قد ارتدى حزاما عريضا في خصره يتوسطه خنجرا مصنوع من العاج الافريقي والصلب الهندي والجلد اليماني ومسدسا اسودا امريكي الصنع ، توجهنا بحملنا الثقيل الى ساحة القتال ، اعني مجلس الرجال ، ليتبادر الجميع للسلام علي مره اخرى فانا الان ضيفا في الدار ، وبعد سرد لقصص قديمه نعرفها وبعد ان اججت اذني بعبارة كيف الحال توجنا الى عشاء فخم ننهم فيه بكل شراسه وكأن تلك الخراف الممده قد قتلت اطفالنا في فلسطين او حتى كانت السبب في الاحتلال الغربي للعراق او المظاهرات في البحرين ، وبعد ان نهشنا لحمها ، عدنا لنفس المجلس لنسمع نفس الاخبار ، ليوجه لي كبيرهم ذاك السؤال الخبيث المتعارف عليه (كيف اغترابك عن اهلك اما زلت تذكرنا)لارد بابتسامه مرهقه واجيب ذاك الجواب المتعارف عليه ايضا (الاصيل ما يغيره شيئا ) ،وبعد ان استنشقت من الهياط ما كتم انفاسي رجعت الى بيتنا مرهقا جدا لاجد امي تمني نفسها بسمرة ما قبل السبات ، لتخيب تلك الوجبة الدسمة رجاءها وآوي الى فراشي دون التفكير حتى في حلم او رؤيا ، قمت الفجر وذهبت الى الجامع الكبير متلثما هربا من القبلات والسلام ، وما ان اعلن الامام انتهاء الصلاة بسلام ثقيل لا اعتقد ان الملائكة قد سمعته ، دعوت بما رغبت وتوجهت الى المقبرة المجاورة لمسجدنا واختلست في ذلك الظلام الى قبر يقبع في غربها يعلمني جيدا ، لقيت الشوك قد نبت على ذلك القبر والغبار قد غلب على احجاره ، سلمت على القبر واستليقيت على ظهري بجواره واطلقت العنان لدمعي حيث اعلم ان لا احد يراني هنا ، توجهت ببصري الى تلك السماء السوداء والتي قد حارب سوادها خيوط الفجر الحمراء ، وتناسيت وحشة المكان وحسيس الجن الذين لم يفتئوا يذكروني انني في مقبره في وقت موحش، وجلت بذكرياتي الى اليوم الذي كان السبب في خروجي من هذه الديار ، تذكرت وضحكت وبكيت ، وانا كالميت مستلقي على ظهري لارى شخصا اسود الوجه ابيض اللحية يمسك جوالا به نورا قويا ، ليقترب مني ودون ان احرك ساكنا فزع مني فرعا شديدا وعلمت انه العم سعد حارس المقبره ، ليتعرف علي من قبر عمي ويقول لي (متى عدت الى الديار ، كم مضى على غيابك ، انت عبد العزيز اليس كذلك ) مسحت دموعي لاخبره اني هنا هربا من اسالته واني اريد الاختلاء بنفسي قليلا ، وافق وذهب مسرعا من بين المقابر لالتفت الى قبري عمي واسند ظهري الى احد الاحجار بجواره ، واخرجت جوالي الحديث واكتب ما جاد به حزني وقتها ...

<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-comhttp://vb.alhilal.com/ /><o:p></o:p></P><P><FONT face=سلاماً صاحب القبر سلاماً <o:p></o:p>
رضيتَ الموت ام طبتم مقاما<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
اليكم شوقنا في كل يومٍ<o:p></o:p>
الاما سيدي هذا الخصاما ؟<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
الاما صمتكم والصمت ظلم؟<o:p></o:p>
وراس العدل ان تشدوا الكلاما <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ايا جن المقابر خبروني<o:p></o:p>
اما تحت الثرى الا العظاما؟<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
اما تحت الثرى للقول اذنٌ؟<o:p></o:p>
وعينٌ تنثر الدمع العداما؟<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ايا روح تحلقُ في سمانا <o:p></o:p>
افي خلدٍ تحلقي ام حطاما <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ارى قبراً قديماً وبعض درسٍ<o:p></o:p>
وحول القبر آباءٌ قدامى <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
اراهم شدوا للافاق درباً <o:p></o:p>
فلا روحٌ تعود لا سلاما <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
واني قد دخلت اليوم زائر<o:p></o:p>
كخلٍ نحو خلٍ في غراما <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ولكن لا حياة لمن تنادي<o:p></o:p>
وقد نادتك ياعم اليتامى <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
اعمي طال عهدي في غيابك؟<o:p></o:p>
سأمتُ العيش وما قامت قيامه<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
اعمي هل لقيتَ الموت فوزاً؟
فليت الموت يغشانا ظلاما <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فوالله الذي يرحمك دوماً <o:p></o:p>
لاني في همومٍ لا تراما <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ابيت الليل من قهرٍ وظلمٍ<o:p></o:p>
واصحو بين ضيقٍ وانكتاما<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
كاني قد جُبيت الى االبلايا<o:p></o:p>
فلا خيراً سُقيت ولا سلاما<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
امني النفس يوماً بعد يومٍ<o:p></o:p>
بموتٍ او هلاكاً وانعداما <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فلا موتٌ دنانا ولا رجعتم<o:p></o:p>
فيالله ما اقسى الملاما ! <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
نذرتُ الصوم عن قولٍ وشعرٍ<o:p></o:p>
ولكن فيك لا اعني الصياما<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ساذكر اسمك في كل حيٍ
والبسُ ناقديك من اللجام<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
واخبر كل سكان البرازخ <o:p></o:p>
واجعل قبرك لهم علامة<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
اما من حرٍ يعزيني بعمي؟؟<o:p></o:p>
ويرفق دمعه حزناً لزاما<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ارى قومي نسوك فلست اسمع<o:p></o:p>
سوى ضحكٍ وفرحاً وانسجاما<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
اراهم قد تناسوا قديم عهدٍ<o:p></o:p>
يمنون الحياة على الدوما<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وكلنا في حياض الموت نجري<o:p></o:p>
وصوب القبر يُكشف عن لثاما<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فقوم صوب دار الخلد تخطو<o:p></o:p>
وقوم نحو نارٍ وانصراما <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ايا جن المقابر هل علمتم؟<o:p></o:p>
بان القبر لا يعني العظاما<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فهذا القبر فيه الطهر كله<o:p></o:p>
وهذا القبر من خيرٍ حطامه<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
اناجي القبر والاحجار تبكي<o:p></o:p>
وانتي معشر الجن عدامي!<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
اما من مسلمٍ منكم يعزي؟<o:p></o:p>
ويذكر من مآثره العظاما ؟<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فاني قد لقيتُ رجال قومي<o:p></o:p>
ندامي رغد عيشٍ لا ندامي <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ايا جن المقابر اخرجوني<o:p></o:p>
اراكم قد سئمتوني قياما <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ارى دمعي ينكد طيب موتٍ<o:p></o:p>
وصاحب عيشةٍ في الهم هاما <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فليت الموت بعد اليوم اقرب<o:p></o:p>
وليت الموت يغشاني ظلاما<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
على دين الاله وشرع احمد<o:p></o:p>
وعادات الرجال وقوم ياما<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فما ارجو البقاء وطول عيشٍ <o:p></o:p>
ومن بالقبر لا يرجوا الكلاما<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
خذوني للطريح بقفر قبر <o:p></o:p>
واسقوني المنية في مداما <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
بدون وصيةٍ اوطـــــــول ذكر<o:p></o:p>
وهل في يوم قد اوصت يتامى؟؟<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
خذوني واقبروني بدون لحدٍ<o:p></o:p>
ولا ثوبٍ ولا كفنٍ وخاما <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ولا تبكوا علينا واتركونا
فموتي لي حياة في سلاما <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وعفروا قبرنا من بعد موتي<o:p></o:p>
ولا ترجون للقــــبر قياما <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فاني جثةٌ في الارض تُمحى<o:p></o:p>
وروحي في حسابٍ واستلاما <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
لم اشعر الا واشعة الشمس تخبرني انه آن الاوان لرحيلي ، رحلت غير مأسوف علي من تلك الجموع من الجن والارواح ، وعدت وقد قلق الجميع علي ، لاجد اخي يخبرني بقائمة عريضه لمن نحن ضيوفا عندهم ، لاعتذر بشده واتوجه الى مزرعتنا القابعة جنوب الوادي على الحدود اليمنية ، ذهبت هناك لاحتضن تلك الناقه واقبلها حبا فيمن اهداني اياها لا حبا فيه ، لتبادلني الشوق بكل شغف ، دلفت الى ذلك العريش القديم واصلحت من شأنه ليكون لي غارا اتفكر فيه ، ملاذا الجؤ اليه ، وبعد ان اوصلت النت لذلك العريش المتهالك ، فوجئت بانه قد مر علي شهرا وان الايقاف قد تم رفعه عني ، يالهي شهرا مر بهذه السرعه دون حس او احساس به وقد احترت ما اسطره هنا ، فلم اجد بدا من ابادلكم تلك الاسطر السابقه .....

http://store1.up-00.com/Mar11/9ug30936.jpg

جنوب الوادي حيث اكتب لكم الآن
<o:p></o:p>

<o:p>مخرج :rose:</o:p>
<o:p>" لنا اخوان لا يجمعنا بهم الا تشابه الهموم" سقراط</o:p>