[طارق ولد ليبيا]

السلام عليكم

في الحقيقة , ضغط على أيقونة " إضافة موضوع جديد " ولا أحمل في جعبتي إلاّ عنوان الموضوع
فـ لم أعتد على تجهيز ما سـ أكتبه , ولكن سـ أجعل قلمي يخط ما تمليه مشاعري , بـ مزيج مع ما أمتلكه من ذاكرة
فـ لا أعلم , هل سـ يطول الموضوع , أم لا ؟؟, وهل سيبوح بكامل أسراره , أم سـ يخبأ باقيه في دولاب الزمن ؟؟
...
ما أعرفه , أنني سـ أخدكم في جولة بـ قاربي في قصتي مع أروع دوري عربي ,والذي يحمل في طياته أندية تمتع حتى إذا لم تقدم نتائج طيبة
سـ أجدف بكم من بداية معرفتي بالكرة السعودية وكيف تعمقت فيها , وما سبب متابعتي لها
ملاحظة : من يركب في القارب ويبدأ في قرأت الموضوع , لن يستطيع النزول منه إلى عند الوصول إلى الشاطئ الأخر ,في نهاية الموضوع
فـ الموضوع متسلسل , وما لا تجده في بدايته , ستجده في نهايته
_______________
البداية
كنت في مدة ليست بـ القريبة أحاول متابعة الدوري السعودي لما أراه من ملخصات على قنوات الـ MBC و الــ LBC في أواخر التسعينيات
و من خلال مقتطفات من مباريات أشاهدها بـ الصدفة "مرة أو مرتان " في السنة في قنـاة "أوربت الإعلامية " عندما كانت تنقل مباريات من المسابقات السعودية
حقيقة وقتها كنت أعرف أسماء النوادي القليل منها , ولم أكن أعرف شيئاً عنها لأني لم أكن معني بـ الأمر وأيضاً كنت أدوخ ألف دوخة , فـ لم أعرف نظام المسابقات لـ كثرتها , وتداخلها
و إختلاف تسمياتها, ولكن ما كان يميز تلك اللقطات التي أشاهدها , الحضور الجماهيري
والضجيج والسخب داخل الملعب
أيضاً تابعت الإتحاد في المباراة النهائية لـ دوري أبطال أسيا 2004
...
أما على الصعيد العام , الكرة السعودية أخذت ضجة واسعة في سنة 1994 وبالتحديد في منديال الولايات المتحدة الأمريكية , وبزوغ نجوم لم تمحهم الذاكرة الرياضية , سواء العربية أو العالمة
فـ هم سجلوا لـ نفسهم حظور ملفت , بـ تأهلهم للدور الثاني لـ كأس العالم , في أول مشاركة , و شهدت المشاركة هدف رائع , لن ينساه شعب بلجيكيا , هدف بـ عقل سعيد العويران قبل قدمه ليسجل
إسمه من دهب ضمن قائمة أجمل 10 أهداف في تاريخ كأس العالم
...
وقتها تابعت السعودية , وصفقت لهـا , وإعتقدت , وإعتقد الجميع من متتبعين الكرة أنها طفرة , ولكن لم تمر إلا سنتان وظهر لنا ذاك المنتخب من جديد , وهذه المرة من البوابة الأسيوية ومن
الأراضي الإماراتية , ومن عرين المستضيف , ومن بين فكيه , جلب الدهب , لاعبين ذات أرجل من دهب , بطولة عرفت فيها الثنيان في أمر مرة لي أشاهد فيها هذا اللاعب
و عرفت من خلال التعليق أنه لاعب يلعب في فريق إسمه الهلال , وكان المعلقين إذا ذُكر إسم الثنيان , بدؤوا يتفننون في سرد تاريخ ذاك النادي .
...
مرت السنوات , وكانت تلك السنوات مريرة بالنسبة لي من حيث متابعة الكرة , حيث كان هناك علي ليبيا حصار , وكان المنتخب لا وجود له إلا في أوقات نادرة , وفي منتصف التسعينيات بدأ
المنتخب الليبي في التكون من جديد , وكانت المشاركات بدأت بـ المسابقات العربية , التي شهدت ولادة جيل جديد للكرة الليبية
إعجبت حينها بـ فتى صغير , يتاعب الكرة , لم أعجب بـ فنه أو بمهـراته فـ حسب
بل أعجبت به , لأنني رأيت فيه أنه يمتلك أسلوب "إستايل "خاص , هناك شئ مختلف في طريقة لعبه , و طريقة تحركاته ومناولته للكرة , كان صغيراً في السن
" طارق إبراهيم التائب "
تابعت ذاك الفتى , مع أنني لست من مشجعي ناديه الأم "نادي الأهلي طرابلس " ولكن بفنه و بـ أسلوبه , أجبر الكل على متابعته
إحترف في تونس في سن مبكرة , فـ تابعنا الدوري التونسي , وكنت وقتها صغيراً , كنت أنتظر الوقت الذي أكبر فيه لكي أستطيع السفر لـ تونس ومشاهدته وهو يدغدغ الكرة , على الطبيعة
وجائت اللحظة , و أصبح الذهاب إلى تونس بعد ذلك بـ النسبة لي , أشبه بـ الذهاب إلى السوق , تعودت على الذهاب لـ مشاهدة المباريات
....
وفي خلال جولاته في الدوري التونسي , كنت أشجع أي فريق يذهب له , وبـ مجرد إنتقاله , كنت أنتقل أنا أيضاً في التشجيع ! مع التحفظ على محبتي للنوادي التي لعب معها بتونس إلى الأن , ودائماً أتعاطف معها حتى الأن
....
وعند ذهابه إلى تركيا , بـ الكاد تصل لنا أخباره , ولا نشاهد مبارياته
لأن الدوري التركي مشفر على قناة تريكة
....

فـ كان الأمل عندما قدم للهلال
ويا له من هـــــلال
تأخرت مشاركته , بسبب بطاقته فـ إزدت شوقاً لأتعرف على الهلال أكثر وأكثر , فـ إحاطة الجمهور بـ هذا الشكل للتائب " والله امر كان له الأثر الكبير , فـ أيقنت حنها أنه ليس مجرد نادي " !!
في بداية الأمر كنت أتابع الهلال إذا كان طارق متواجد , وما يهمني تألق طارق !! ولكن مع مرور الوقت , إحساس غريب بدأ ينمو بداخلي لم أحس به عندما كنت أتابع طارق في أنديته السابقة
أهن أه !!
ماذا فعل بيا الهلال
....
تابعت الهلال لحظة بـ لحظة , وأصبحت من مشجعي الهلال
و في أول يوم لـ قدوم التائب دخلت للمنتديات الهلالية , فـ وجدت الترحيب الرائع
وسبحان الله ,سرعان ما إندمجت مع الجماهير الهلالية , و كـ أنني أعرفهم منذ سنين
أحاطوني بـ حبهم و إحترامهم , و أعطوني إنطباع لا يوصف عن المواطن السعودي الخلوق
....
إستمر الوضع , وبدأت في الردود , بـ المنتديات, فـ وجدت الترحيب والتأييد من الأعضاء " في الوقت الذي كنت أتردد فيه خوفاً من عدم تقبل أراء شخص غير سعودي في أمور النادي "
فـ تشجعت , وبدأت في كتابة المواضيع , في الأمور التي تخص مباريات الهلال "سواء تواجد التائب أم لم يتواجد "
و تكلمت في مواضيع عن أمور تخص النادي من الداخل , و وجدت المناقشة , والتأييد لأراي ومقترحاتي , وحتى من كان يخالفني الرأي كان يخالفني بأدب وإحترام ..
بكل هذا ومع مرور الوقت , بدأت أشعر بأنني بدأت حقاً أشجع الهلال , تشجيع حقيقي
فـ تحولت من متابع إلى مشجع
....
مر الموسم الأول للتائب , دون بطــولات , فـ إنتقد البعض الصفقة , والبعض الأخر إستغل ذلك لـ يصطاد في الماء العكر
....
بدأ الموسم الأخر , وكانت المنافسة قوية , وإشتد الحال
وألغي المربع الذهبي , فـ أصبحت المنافسة أكثر حدة , مما أجبـِرت على متابعة مباريات الفرق الأخرى , للتعرف على وضع الهلال , ومعرفة مستوى الفرق التي ستقابل الهلال , وفجأة وجدت
نفسي متابع دقيق للدوري السعودي,لا يفوتني الترتيب العام للدوري إسبوعياً ,ولا تفوتني متابعة قائمة الهدفين, حتى وصل بيا الحال ,لـ متابعة دربي الدرجة الأولى القصيم بين الرائد والتعاون
....
لـ درجة أصبحت فيها دليل للدوري السعودي , فـ هناك متابعين للهلال والدوري السعودي في ليبيا , يسألونني عن نتائج المباريات , والتراتيب , والمباريات القادمة بشكل مستمر
....
الموسم الماضي ,أتحفنا التائب و القحطاني وكل الفرقة الهلالية , ولـ تزرع البسمة على وجوه متابعي الأزرق
" بطلاً للدوري , بطلاً لـ كأس ولي العهد , وصيفاً لـ كأس الأمير فيصل , وثـالث دوري الأبطال السعودي "
بـ فضل الله و الحمد لله
...
كانت المباريات الأخيرة للدوري كلها مباريات حسم , تحبس فيها الأنفاس , للدقائق الأخيرة .
مباراة الأهلي , وهدف القحطاني في الثواني الأخيرة ," ويا لها من أوقات عصيبة " لحظة كان فيها الأمل ربما يضيع , لحظة كلما شاهدتها في فيديو الهدف , يقشعر لها بدني بـ تذكرها .
أيضاً مباراة الإتحاد الأخيرة , بعدما خرج الهلال بـ تعادل مع الشباب , إعتقد البعض أن الأمر حسم للإتحاد لأنه يلعب بـ فرصتين , و يلعب على أرضه وبين جماهيره , ولكن الهلاليين قلبوا كل
التوقعات وفازوا باللقاء
مباريات دراماتكية ,تشويق وإثارة ما بعدها إثارة
تابعت كل المباريات في أنفاس الدوري الأخيرة , لحظة بـ لحظة , وبأعصاب مفلوتة بعض الأوقات , \
فـ بعدما تحولت من متابع إلى مشجع , هذه المرة تحولت من مشجع إلى عاشق للكتيبة الهلالية الزرقاء
....
جاء هذا الموسم , وجاء معه نبأ توقيف التائب , نبأ أحزننا , وتخوفت بـ أن أبتعد عن متابعة الهلال , وعن متابعة الدوري السعودي .
ولكن التشجيع للهلال إستمر , ومشاهدة المباريات إستمرت , فـ لقد وجدت متعة في الدوري السعودي
....
شارك المنتخب السعودي في خليجي 19 , وكنت أنتظر البطولة بفارغ الصبر , شجعت المنتخب السعودي , ليس لأنه يضم لاعبين عدة من الهلال , ولكن لمحبتي للدوري السعودي بغض النظر
تواجد الهلال فيه , فـ كانت المتابعة للخليجي لحظة بـ لحظة , إلى حد المباراة النهاية , التي لم يوفق فيها المنتخب الأخضر في الركلات الترجيحية , فكان المنتخب السعودي بأداءه ومستوى عناصره بطل البطولة غير المتوج
....
وها هو الدوري يعاود من جديد , والتنافس يشتد بين الهلال والإتحاد , قبل نهاية الدوري بعدد من الجولات , مما يزيده تشويقاً و إثارة , والكسبان من هذا كله المشاهد والمتابع والمشجع والعاشق
....
لا يفوتني بأن أنوه إلى إشتراكي في قنوات الـ إي أر تي من أجل الــ 7 والــ 8 والــ 9 والأن إضافة إلى الزعيم
والحقيقة تقال , تغطية ART للدوري السعودي زادت الدوري إثارة , وخصوصاً البرامج المتنوعة , بداية من الجولة , مروراً بـ ردة فعل وصولاً إلى أستديوهاتها التحليلية بـ وجود محللين مميزين
....
ولا يفوتني أيضاً أن أنوّه إلى الإعلام السعودي , الإعلام ذو الحدين , فـ بالرغم من تعصبه في أغلب الأوقات , إلى أنه يعطي للدوري رونق , فـ هو ملح الكرة السعودية
أيضاً الجدولة التي توضع للدوري , تفتقد للدقة , ولكن لا ينكر أحد أنها أعطت مضاق خاص للدوري الموسم الماضي خصوصاً أن كل الأندية تأثرة بـ الجدولة , وأكثر المتأثرين , فاز بالدوري
.....
بإختصــار , الدوري السعودي الأمتع عربياً , وكل أنديته بدون إستثناء أتابعها , وكل نادي من الأندية أصبح له مكانه خاصة عندي , فالمتعة حاظرة مع كل الأندية , حتى لو لم تحظر النتائج


....
قبل الختام أقول
إن أبرز ما خرجت به من متابعتي للدوري السعودي في موسمين والثالث شارف على الإنتهاء أي ما يقارب الثلاث سنوات

أبرز ما خرجت به , هو التعرف على ناس ذات أصل طيب , أعتز بالتحاور معهم , و التخاطب معهم

....


أخوكم في الله : مجدي ابوراوي "طارق ولد ليبيا"