[الهـ الفيصل ـلالي]

(مجلة عالم الرياضي )

سجلوا واتركوا (( الباب )) لي

فعلها الاتحاد الموسم الماضي,
وانتزع من الهلال لقب مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين ,
هذا الموسم عاد السيناريو مرة أخرى ,
وتقابل الهلال والاتحاد لحسم لقب الدوري ,
هذا الموسم كان السيناريو أكثر إثارهـ ومتعـه ,
أعاد الهلال البطولة الى خزانته بعد موسم دراماتيكي تبادل فيه الهلال والاتحاد كرسي الصدارهـ مرات عديدهـ .
جاءت ساعة الحسم وكان الهلال يلعب مباراهـ صعبة هي ليست مباراهـ خروج المغلوب فقط بل خروج المتعادل أيضاً ,
لعب الهلال بخبرته وثقته وفرصته الوحيدهـ فحصد ( دوري النقاط ) ,
كأولوية تسجل للهلال بعد عودة الدوري بنظام القديم التي تزعم الهلال الفرق كأكثر فريق حصل على لقبه .

المباراهـ الحاسمة كانت ملامحها غامضة جداً في بدايتها ,

بسط الاتحاد سيطرته على شوطها الأول ,
حيث كان يخشى من مصيدة ( الفرصتين ) لعب الاتحاد بإندفاع غير مبرر من وجهة نظري الشخصية ,
كونه كان يمتلك نجوماً بالإمكان توظيفهم بشكل أفضل للظفر بنتيجة المباراهـ خصوصاً والتعادل يكفيه ,

الاتحاد حتى وهو يخسر مباراة الحسم يجب أن نعترف أنه يمتلك نجوماً في خط دفاعه ووسطه قادرين على الحفاظ على المرمى الاتحادي
كذلك يمتلك هجوماً سريعاً قادر على الإرتداد ,
وتشكيل خطورهـ على الخصم ,

إلا أن المدرب الاتحادي أرهق نجومه لياقياً ونفسياً في الشوط الأول بمطالبتهم بسرعة الحسم وتسجيل هدف لتصعيب المهمة على الهلال .

لم يتحقق الهدف الاتحادي في الشوط الأول الذي سيطر عليه الاتحاد .
واتجه الفريقان ونجومهم لقضاء استراحة بين الشوطين ,

هناك حدث الفرق وتغير كل شيء .

أجزم أن الهلال كإدارهـ ونجوم صارحوا أنفسهم بأنهم منحوا الاتحاد أرض الملعب ليسرح ويمرح .

وأجزم أنهم ناقشوا أنفسهم حول التمريرات المقطوعة الكثيرهـ التي منحت للاتحاد السيطرهـ الكاملة داخل الملعب في الشوط الأول .

عاد الهلال للشوط الثاني وهو مطالب بمسح الصورهـ الباهته التي بدأ فيها الشوط الأول ,

كان واضحاً مع بداية الشوط الثاني ,

أننا سنكون على الموعد مع هـلال مختلـف وهذا ما حدث .

كان الروماني كوزمين ذكياً ومنطقياً وهو يعترف بخطئه مبكراً ,
ويسحب ليلو ويشرك الفريدي أو أي لاعب آخر قادر على التحضير للمهاجم ياسر القحطاني ,
بدلاً من وجود مهاجم آخر بجوار ياسـر مع عدم توفر كرات بشكل مثالي للمهاجمين .

طارق التايب في النهائي تعرض لتغطية محكمة تسجل لخط الوسط الاتحادي ,

الذي عزل التايب عن ياسر تماماً ونجح بذلك ,

لذا جاء الفريدي وجاءت معه مساحات خالية لعب فيها الفريدي بإرتياح تام
استطاع فيه أن يشكل خطورهـ على الفريق الاتحادي .

بإختصار فاز الهلال لأن مدربه كان واقعياً ومنطقياً الى أبعد الحدود فلم يكابر , ويستمر بطريقته التي بدأ فيها المباراهـ ,

قرأ الخصم جيداً وقرأ حالة فريقه جيداً في الشوط الأول ,

واتخذ قرارات جريئة رجحت كفة فريقه .

قد يتسائل البعض كيف أتحدث عن الفريق ,

وكيف أشيد بكوزمين ودورهـ في صناعة الإنتصار ,

وأغفل الحديث عن قائد الفريق وأهم النجوم محمد الدعيع ,

الذي كان مع الحاسم يار خلف الإنتصار الكبير ,

وأنا هنا عمداً تجاهلت أن أتحدث عن محمد الدعيع بين سطور الحديث عن مجريات المباراهـ ,

فالأخطبوط محمد الدعيع يستحق أن يكون الحديث عنه مستقلاً ,

فمحمد لم يساعد الهلال في الحصول على بطولة الدوري بتألقه في مباراة الاتحاد .

بل محمد الدعيع من وجهة نظري هو أبرز نجوم الموسم السعودي .

محمد الدعيع فعل كل شيء هذا الموسم

تألق وقاد فريقه بروحه وحماسه وامكانيات فردية لا تجدها في حارس آخر غير محمد الدعيع .
من يتحدث عن محمد الدعيع وتألقه في مباراة الاتحاد هو بلا شك يظلم محمد الدعيع .

فالموسم بأكمله كان موسم الدعيع ,

لأن الشيء بالشيء يذكـر ,

فمحمد الدعيع من أكثر اللاعبين ثقتاً بنفسه ,

وأظن أن محمد الدعيع قال لياسـر جملة كان يقولها لنا سابقاً

عندما نتحدث قبل مباريات الحسم فقد اعتدنا أن يقول لنا محمد الدعيع

(( سجلوا واتركوا ( الباب ) علي )) .

في اشارة منه انكم إن سجلتم في خط الهجوم فمرمانا لن يلج فيه هدف ,

وهذا ما حدث في لقاء الاتحاد ,

محمد ظاهـرهـ كروية ونجم يستحق كل التقدير .

كتبت في شهر اكتوبر الماضي ,

مقالة بعنوان ( ياسر لاعب المنتخب ) ...

قلت في تلك المقالة ما نصه (باختصار..ياسر حالياً هو النجم السعودي الأول , وليس من مصلحة الجماهير الهلاية , أن تردد فكرة أن ياسر ( لاعب منتخب ) وليس ( لاعب نادي ) ,

على الجماهير الهلالية أن تدرك أن المحافظة على النجوم الهلالية من أهم واجباتها ,

كما أن النقد الموضوعي والهادف ,

هو ما يحتاجه ياسـر وغيرهـ من النجوم ,

كنت في تلك الفترهـ غاضب من ترديد كذبة يروج لها من يريد أن يشتت ذهن ياسر القحطاني ,

ويؤثر عليه سلباً .

الآن ياسر المهاجم الآسيوي الأول يحسم كأس ولي العهد ولقب الدوري ,

بطريقة لا يجيدها غير القحطاني ,

لذا أجد نفسي أكرر مرة أخرى نصيحتي لجماهير الهلال ,

كونوا مع نجومكم دائماً فتألقهم وإبداعهم هو مهر كل البطولات .

وإذا أحزنكم ياسر مرة فهو سيفرحكم مرات .

الأربعاء 23 أبريل 2008 عدد 67

وللمزيد من الاخبار والمواد الاخرى :: اضغط هنا ::