السعودية: لجنة المناصحة تناصح 700 شخص انتكس منهم 9 أشخاص
عضو اللجنة يتهم أصحاب الأفكار المنحرفة بالعمالة لقيادات خارجية
المدينة المنورة: علي العمري
كشف عضو في لجنة المناصحة التابعة لوزارة الداخلية السعودية انه تمت مناصحة 700 فرد من خلال اللجنة من ارباب الافكار المنحرفة، انتكس منهم 9 افراد، مشيرا الى ان آخر دفعة اطلقت ممن تمت مناصحتهم كانت قبل عام ونصف العام من الان.
وأشار الدكتور محمد يحيى النجيمي، رئيس الدراسات المدنية في كلية الملك فهد الأمنية وعضو لجنة المناصحة وأستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء وعضو المجمع الفقهي الإسلامي، إلى تحول الجماعات الإرهابية نحو الغطاء السياسي كذريعة لهم بعد انكشاف الغطاء الديني، واتهم المنتمين إلى تلك الجماعات بالعمالة لقيادات خارجية ـ حسب وصفه ـ بهدف تدمير أبناء السعودية من أجل مصالح سياسية. جاء ذلك في محاضرة بعنوان «الإرهاب، الأسباب والعلاج» التي عقدت مساء أمس الأول في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وافتتحها مدير الجامعة الدكتور محمد بن علي العقلا. حيث ذكر العقلا في كلمته أن هذه المحاضرة تأتي تفاعلاً من الجامعة مع ما صرح به الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي عن ضعف مستوى العمل الفكري أو الاجتماعي أو العلمي أو التربوي أو الإعلامي، لمواجهة نيات الفئة الضالة وكشف مخططاتها الهادفة إلى زرع الفتنة وتدمير البلاد ومقدراتها الوطنية ودعوته إلى تكاتف جميع أجهزة الدولة والمواطنين والمقيمين على أراضيه، والتوحد في مواجهة الفئة الضالة لحماية الوطن وأهله ومكتسباته. وفند الدكتور النجيمي في مستهل محاضرته عبر السرد التاريخي جملة من شبهات أرباب فكر الجماعات في قضايا مثل الولاء والبراء والجهاد مراتبه وشروطه وعدم التفريق بين الكفر الأكبر والأصغر، وأورد الأدلة من الكتاب والسنة وآراء أهل العلم. وقال إن الهوى والكبرياء استحكما على قلوبهم، كما تم إبعاد الشباب المغرر بهم عن العلماء. وعد النجيمي التزام المملكة بالتعاليم الإسلامية في مجال انضمامها إلى المنظمات والاتفاقيات الدولية وتحفظها على البنود والمواد التي تخالف ثوابت وتعاليم الدين بأنها مواقف مشرفة، وهي إحدى الشبهات التي يلوكها أرباب الفكر الضال. ودلل على استمرار مفاوضات المملكة للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية خمسة عشر عاماً حتى تم استثناء المملكة من تطبيق أي بنود تخالف الدين الإسلامي. ووصف ما أدلى به المشاركون في عملية الهجوم الفاشلة التي شنها مسلحون من تنظيم القاعدة في السعودية لتفجير مرفق بقيق النفطي شرق السعودية بأنه «غباء وتخبط واضح في التفكير والنهج، فبعد أن كان أتباع هذا الفكر ينادون بأن هدفهم إخراج المشركين من جزيرة العرب، أضحت الرغبة في تحويل أراضي المملكة بعد إسقاط الدولة إلى منطقة صراع دولي وجرّ قوى خارجية إلى مواجهة مباشرة عبر تفجير منشآت نفطية كانت، لا سمح الله، ستودي بحياة سكان ثلاث مدن في وقت واحد». وأضاف أن «هدفهم أيضا تدمير مقدرات المملكة النفطية، وهو ما يمثل تحولاً في فكر الجماعات الارهابية نحو الغطاء السياسي بعد انكشاف الغطاء الديني لهم الذي كانوا يتبنونه». وأكد النجيمي أن «الأسس الفكرية هي من أهم الأسباب في الانحراف»، مشيرا الى أنه أمام التوسع المطرد في وسائل الاتصال أضحى الانترنت الوسيلة الأولى للتجنيد بنسبة 90 في المائة ومن خلال 4500 موقع على شبكة الانترنت للقاعدة أو المتعاطفين والمتبنين لفكرها. كما اتضح ـ والحديث للنجيمي ـ أن البطالة سبب ثانوي في الانحراف، إضافة إلى أن إهمال الأسر لأبنائها يأتي كأحد الأسباب ليس بالأيام ولكن بالشهور والأعوام.