| الاستثمارات تتجه للصناديق ذات المخاطر المنخفضة
محمد العبدالله (الدمام)
اتجهت رؤوس الاموال في الفترة الاخيرة للاستثمار في الصناديق ذات المخاطر المنخفضة «المنطقة الآمنة»، حيث كشفت البيانات الصادرة من البنوك المحلية تحول الاستثمار نحو هذه الصناديق عوضاً من الصناديق الاستثمارية ذات المخاطر العالية.
وقالت مصادر مسؤولة في ادارة الصناديق باحد البنوك المحلية بالمنطقة الشرقية، ان تحول الاستثمار للصناديق ذات المخاطر العالية يأتي كرد فعل طبيعية للتحولات الدراماتيكية التي شهدتها السوق المحلية والتي انعكست بصورة مباشرة على الصناديق الاستثمارية ذات المخاطر المرتفعة، مشيرة الى ان الكثير من المستثمرين بدأوا في انتهاج استراتيجية بديلة، تتمحور في تحول رؤوس الاموال باتجاه الصناديق ذات المخاطر المنخفضة للهروب من مسلسل التراجع الكبير الذي لحق بمختلف الصناديق الاستثمارية بالبنوك المحلية، حيث يلجأ هؤلاء لهذه النوعية من الصناديق لتقليل الخسائر باعتبارها منطقة آمنة. واضافت: ان استراتيجية الاستثمار في الصناديق ذات المخاطر المنخفضة لا تمثل اتجاهاً دائماً على المدى البعيد، اذ بمجرد تحول المؤشر بالاتجاه الايجابي وانتهاء فترة التذبذب الحالية، فان الجزء الأكبر من الاستثمارات ستجد طريقها مجدداً نحو الصناديق الاستثمارية ذات المخاطر العالية، باعتبارها الطريق الأمثل لتحقيق أكبر نسبة من الارباح، لا سيما ان نسبة الارباح التي تحققها الصناديق ذات المخاطر المنخفضة لا تتجاوز 4% -5%.
واوضحت المصادر ان حجم الاستثمارات في الصناديق اخذت في التقلص بشكل واضح منذ انهيار السوق مع نهاية فبراير الماضي، بيد ان تقلص الاستثمارات لا يعني العزوف الكامل عن هذه النوعية من الاستثمارات، فكما ان هناك شريحة من المستثمرين يفضلون الخروج من الصناديق الاستثمارية بسبب الخسائر التي لحقت برؤوس اموالهم في الشهرين الماضيين، وبالتالي محاولة الخروج بأقل الخسائر الممكنة، فهناك شريحة ذات نظرة استثمارية بعيدة المدى، حيث ترى في الاسعار الحالية فرصة استثمارية للدخول، من أجل تحقيق مكاسب مالية على المدى الطويل، الأمر الذي يمثل قناة مستمرة للكثير من الصناديق الاستثمارية التي تديرها البنوك المحلية في الوقت الراهن.
واكدت المصادر، أن تحسن أداء الصناديق الاستثمارية مرهون بتحسن السوق المالية، فالصناديق بشكل عام توجه استثماراتها في الشركات القوية وفي الوقت الراهن فإن هذه الشركات القيادية تشهد تراجعا كبيرا، بسبب اتجاهات المضاربة الشديدة على الشركات الاقل قوة، وبالتالي فان نمو الشركات القيادية اقل من النمو الذي تشهده بعض الشركات الصغيرة، مما يؤثر على نسبة النمو في الصناديق الاستثمارية، لاسيما ان معدل صعود الصناديق مرتبط بمعدل ارتفاع اسعار الشركات القوية مثل سابك والراجحي والاتصالات وغيرها.
وذكرت المصادر، ان الصناديق الاستثمارية شهدت تراجعا تراوح بين 30% - 50% منذ بداية العام الجاري، بسبب التراجع الحاد الذي صبغ المؤشر العام في الاشهر الماضية، الامر الذي افقد السوق نحو 50% من القيمة السوقية لاغلب الشركات المدرجة في البورصة. |