مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #14  
قديم 26/09/2005, 09:23 PM
الجاحظ الجاحظ غير متواجد حالياً
قلم مثقف بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 21/01/2004
المكان: الظهران
مشاركات: 1,453
[align=center]الأخ العزيز/ أبو ريمان

شكرا على طرحك لهذا الموضوع للنقاش ..

لأسباب خاصة، لن أستطيع الأسهاب في الرد، ولكني سأقفز مباشرة لرأيي، فأرجو الا تعدها قلة لباقة:

* لا وجه للمقارنة والربط بين ولاء الموظفين لشركتهم وولاء المواطنين لوطنهم

* من المعتاد وغير المستغرب ان ينتقل الموظفون من شركة لأخرى عند تلقيهم عرضا أفضل وراتبا أعلى، فهل أنت مستعد لتغيير ولائك الوطني نظير مقابل مادي أفضل قد تجده من دولة أخرى؟ أعتقد أن هذا بيع وشراء ذمم، وليس بناء وطنية.

* التحجج بمطالب مادية زعما بتأصيل الوطنية ماهو الا مساومة في حب الوطن


بالمقابل، فأني أعتقد ان العامل الرئيسي في تعزيز الوطنية هو العدل.


رسالة الأسلام العظمى هي العدل، وأبلغه توحيد الله وافراده بالعبادة.


يقول تعالى

{لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط}

{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين}

{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله}

(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)


ولا يخفى ان من الأسباب الظاهرة لأعتناق الكثير هذا الدين الحنيف هو رسالة العدل التي ينشرها، فلما بعث الرسول المصطفى عليه السلام، فهو لم يكن يجتذب الأتباع بالمال والجاه، وانما برسالة العدل الخالدة.

ثم لا ننسى المقولة الشهيرة في الفاروق رضي الله عنه "عدلت فأمنت فنمت"

والملك عبدالعزيز عندما دخل الرياض، لم يكن يحمل أكياس الذهب على ظهره، ولم يكن يعلم عن ثروة البترول تحت ارض مملكته، ورغم ذلك، تبعه الأتباع بحثا عن العدل في حكمه وهربا من جور غيره..

وفي الدول الغربية، عندما يتحدثون عن ولائهم، فهم لا ينسبونه الى الأموال التى حصلوا عليها او الرغد الذي تمتعوا به، انما ولائهم يعود الي ايمانهم بعدالة النظام والقيم التي بنيت عليها مجتمعاتهم ..


واخيرا وليس آخرا، لو نظرنا الى من يحاول التأثير على وطنية المواطنين في أي مكان، فأن المدخل الأقوى والأسرع تأثيرا يقوم على التشكيك في العدالة بمختلف جوانبها، فما أشد قهر الأحساس بالظلم والبهتان.


اما عن كيفية تحقيق العدل وغرس ثماره في قلوب الناس، فهو باب واسع لا يسعني تناوله ولا أفتي فيه، ولكن أعلم مظاهره وأوقن انه سبب لظهور ونزوح العديد من الأمم والحضارات.


مداخلة فرعية

أعتقد ان رد الأخ القاضي كان ردا ثريا ويحمل وجهة نظر جديرة بالأهتمام، بغض النظر عن اتفاقي او اختلافي معها. لذا اعتقد يا أخي ابا ريمان بأنك أجحفت في تعليقك على رده ،،


في أمان الله ،،،
[/align]

اخر تعديل كان بواسطة » الجاحظ في يوم » 26/09/2005 عند الساعة » 10:25 PM
اضافة رد مع اقتباس