| في البداية يجب أن نبدأ بكل الدول التي حصل بها حراك شعبي لنقيم الوضع
في تونس: جميع المدن التونسية كانت تغلي ضد النظام وتطالب برحيله وفي يوم الجمعة 14-1-2011م كانت العاصمة التونسية مليئة بالمتظاهرين وقد أغلقوا الشوارع وبدأ بعضهم بالتوجه نحو قصر الرئيس حينها أمر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي قائد الجيش بقمع الثورة ولو تطلب الأمر استخدام السلاح ولكن قائد الجيش كان رجلا وطنيا ورفض اطلاق النار على المتظاهرين حينها أكد مدير الأمن الرئاسي للرئيس بأن الأمور قد خرجت عن السيطرة وبعدها قرر بن علي الهرب بعد أن تأكد أن نظامه قد انتهى وللمعلومية فان قائد الجيش بعد الثورة رفض مطلب رئيس الوزراء السابق بتفريق المعتصمين امام مجلس الوزراء وكذلك طلب قائد الجيش من أعضاء المجلس الوطني التأسيسي أن يجعلوا الجيش تحت سلطة البرلمان بالدستور القادم للبلاد وهذا دليل على وطنية الرجل الذي يريد أن يحمي الديمقراطية الوليدة بتونس
أما في مصر: يعتقد بعض السذج أن المتظاهرين كانوا فقط بميدان التحرير وهذا تصور خاطئ ولا يعلم البعض أن جميع ميادين مصر كانت مليئة بالمتظاهرين ومنها على سبيل المثال ميدان الأزبكية وميدان العباسيين وميدان عبد المنعم رياض بالقاهرة وميدان الاربعين بالسويس وميادين الاسكندرية كذلك لدرجة أن مسقط رأس الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك مدينة المنوفية قد خرجت عن بكرة أبيها تطالب برحيله ومما لايعلمه البعض أن مؤسسات الدولة قد انهارت كلها بعد اسبوع من الثورة باستثناء المؤسسة العسكرية المتمثلة بالجيش وحينما رأى مبارك أن نظامه قد سقط قرر ومن باب تلافي الأضرار القادمة تسليم السلطة للمجلس الأعلى للجيش المصري ظنا منه أنه سيفلت من المحاكمة ولكن المصريين كانوا رجالا وصمدوا بالميادين والشوارع لمدة سنة وسبعة أشهر حتى رحل المجلس العسكري وكل رجال الصف الأول والثاني من النظام السابق وللتصحيح فقط فان المتظاهرين في ميدان التحرير كانوا مليوني متظاهر وليسوا مليون فقط
أما في اليمن: فقد حصل انقسام سياسي كبير بالبلد نتج عنه انقسام بالجيش وانهيار لمؤسسات الدولة وقد ملأ الثوار ساحات وشوارع اليمن لسنة كاملة حتى يرحل النظام ولاختلاف الثورة في اليمن عن مصر وتونس فقد كفلت المبادرة الخليجية بحل لأزمة السياسية باليمن ونتج عنها تنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن منصبه وللمعلومية فان النظام في اليمن ليس سيئا والشعب اليمني يعرف ذلك وانما الفساد والشر ( وكل البلاوي ) موجودة بالرئيس وأولاده وأولاد اخوته والثوار باليمن كانوا دائما يقولون يسقط النظام العائلي وبرحيل هذه العائلة فقد انتهت المشكلة ولله الحمد
أما في ليبيا: فقد كان هنالك نظام مجرم وفاسد ودكتاتوري ولكن كان هنالك مؤامرة دولية لتقسيم ليبيا بحكم الانقسام القبلي والعرقي والمناطقي الموجود في ليبيا والذي وبكل أسف قد عززه النظام السابق ولم يحله فنتج عن هذا الأمر الأحداث المأساوية التي جرت في ليبيا وكلنا نعلم بان ثوار الناتو حينما حاصرهم الجيش الليبي وكان على وشك الانتصار بالحرب الأهلية عليهم حينها تدخل حلف الناتو لترجيح كفة عملائه وقام بعدوان سافر على ليبيا نتج عنها استشهاد بعض المدنيين الأبرياء وتدمير البنية التحتية لليبيا وتدمير المواقع العسكرية والحيوية للدولة والتي هي ملك لليبيين وليس للنظام السابق وليت الأمور تحسنت بعد العدوان وانما زادت سوءا حيث حصل خلال هذا العام اشتباكات قبلية واشتباكات مناطقية وعرقية نتج عنها سقوط عدد كبير من الضحايا نتيجة أسباب تافهه وكلكم تعلمون انه في هذه اللحظات تقوم مليشيات من مدينة مصراتة بالهجوم على مدينة بني وليد لأسباب قبلية قديمة حصلت قبل مئة عام ويريد الارهابيين في مصراتة احياء تلك النعرات القديمة وقد سقط الان 30 قتيل في بني وليد و350 جريحا بسبب القصف العشوائي على المدينة وهذا كله ببركة الناتو وعملائه ولا أبالغ ان قلت ان هذه العصابات التي تحكم ليبيا أشد اجراما من النظام السابق والذي يعلم الجميع بأنه كان نظاما مجرما ودكتاتوريا والله يعين الليبيين على بلواهم الجديدة
أما في سوريا: فقد كان هنالك نظام مجرم وعميل وخائن وطبيعي أن الشعب العربي السوري سينتفض ضد هذا النظام ولكن بعد مرور أشهر على الانتفاضة قام بعض الخونة والعملاء من المعارضة السورية المقيمين بالخارج بسرقة الانتفاضة وتجييرها لصالحهم ومحاولة تطبيق املاءات الغرب عليهم على الأرض وهنا مكمن المشكلة طبعا يعتقد البعض أن ما يسمى الجيش الحر هو المجموعة الوحيدة التي تقاتل ضد النظام ولكن يوجد كذلك بعض الفصائل المسلحة مثل جبهة النصرة وجند الشام وتنظيم القاعدة وغيرها ويبدو من كثرتها قد اختلط الحابل بالنابل والشيء المؤسف أن النظام وحلفاؤه مثل ايران وروسيا والصين وكذلك المعارضة العميلة وحلفاؤها مثل أمريكا وتركيا وبريطانيا وفرنسا وبقية ما يسمون أصدقاء سوريا ( أعداء العراق من قبل حتى لاننسى ) كلا الطرفين يريد تقسيم سوريا لصالحه حتى يحصل على جزء من الكعكة ان لم يحصل عليها كلها وهنالك تطور خطير وهو دعوة البعض للغرب بالتدخل العسكري في سوريا وكأن من دمر العراق سيجلب الخير لسوريا وهنالك نقطة خطيرة وهي صبغ الأحداث في سوريا بصبغة طائفية وهذا أمر يعيق نجاح الانتفاضة الشعبية السلمية في سوريا لأنه يوجد في سوريا غير السنة طبعا الشيعة الجعفرية والعلوية والاسماعيليين والدروز والمسيحيين وكل هذه الطوائف تشارك بالمظاهرات وأي طرح طائفي يخدم النظام ويعيق نجاح الانتفاضة ويجب أن يعلم الجميع انه لا للطائفية ولا لتقسيم سوريا ولا للعدوان الاجنبي غير العربي على سوريا وحتى لو كان من تركيا لأنها تحتل أراضي سورية وأقول للسوريين لكم الله بعد أن خذلكم الجميع وتآمروا عليكم
وفي الختام تحياتي للجميع وتقبلوا مروري وتحية خاصة لأخي الهاوي على موضوعه القيم وشكرا. |