مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 30/07/2009, 10:38 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ سكون الجرح
سكون الجرح سكون الجرح غير متواجد حالياً
عضو مجموعة أقلام زرقاء
تاريخ التسجيل: 20/04/2007
المكان: نجم بجوار الهلال في سماء الزعامة !
مشاركات: 798
Lightbulb جمـاد ( أســود ) حـي .. يبيـع ( بضــاعة رخيصـة الثمـن ) .. هل من مشتري .؟!!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح الخير


.
.



عقارب الساعة تشير إلى ما بعد الظهيرة ..,
الشمس في عز ( توهجها ) ..
والحرارة قد تصل إلى ما فوق الـ ( 55 ْ ) .. !!

كنت في طريق العودة إلى المنزل .. وكالعادة لابد من السير على نقاط التوقف الإجباري تلك التي يُطلق عليـها ( الإشارات المرورية ) .. !!

وأنا أحب أن أسميها بـ ( التـايم بريـك ) .. !!
أو ( فرصة ) للتفكير ولو للحظات قليلة بما حول الإنسان من مشاهد .. !!

كنت أتأمل الأجواء المحيطة في تلك ( الدقائق الطويلة ) التي سأقضيها
بين طوابير من ( السيارات ) التي تحمل ماركات متعددة بالضبط مثل ( سائقيها ) .. !!

تجولتْ ( عيني الحائرة ) في جميع الاتجاهات بدون أخذ الإذن الرسمي من ( عقلي ) ..
تركتها أنا وعقلي تفعل ما تريد .. لنرى إلى أين ستقودنا تلك ( الحائرة ) وعلى ماذا ستستقر ..؟؟

حتى تسمرت بـ ( حيرتهـا ) أمام ذلك ( السـواد ) الذي يتكئ على عمود الإشارة .. !!

جمـاد ( حـي ) يتكئ على جمــاد ( ميـت ) من الحديد .. !!

الفرق بينهم أنَّ ( الجماد البشري ) بدأ التحرك بخطوات ( ثقيلة )
تصف حجم ( المعاناة ) التي تختفي بشكل ( واضح ) لكل من في قلبه ( رحمـة ) .. !!

جسـد ( ممتلئ ) بطعنات الزمن القاسي .., يتجول بين السيارات في ( عز القايلة ) ..
ممسكاً بـ ( بضاعة رخيـصة القيمة المادية ) ولكنها في غاية ( الأهميـة ) .., !!

دنى ( السـواد ) من السيارة الأولى .. واضعاً بعض ( آماله ) في ( بضاعته الرخيصة ) أمام ( زجاج السـائق ) ..
ولكن .. باءت المحاولة بالفشل .. واكتفى ( الجسد الراكب ) برفع ( السبابة ) إلى
( السماء ) .. بمعنى ( هو الرازق سبحانه وتعالى ) .., !!

نفس ( السـواد ) .. تحرك بنفس الخطوات الثقيلة ولكن هذه المرة بشكل ( أسرع )
لأنه أحس بأن السباق مع ( الزمن ) الذي تجاوزه بمراحل قد بدأ فعلاً بكسب
مرحلة جديدة في السباق الغير ( متكافئ ) .., !!

وبلا تفكير ( رمى بفشل المحاولة الأولى ) إلى ( أرشيف الصدمات ) .. وتجاوز الواقع المؤلم وتوجه ببضاعته إلى سيارة أخرى , ربما أن يكون بداخلها ( قلب )
عله أن يشتري تلك ( البضاعة ) وله خير الجزاء إن شــاء الله .. !!

لكن .. لا إجابة سوى ارتفاع ( سبابة الجسد المستيقظ ) أمام ( فتحات التكييف )
في ظل ( سبات القلوب ) التي تسكن تلك ( الأجســـاد ) .. !!

" الله يعطـينا ويعطيـك "


.
.


عاد ( الجماد الحي ) إلى ( الجمـاد الميت ) ..
ليتكئ عليه مرة أخرى وبضاعته ( الرخيصة ) لا تزال في يده ( الممزقة ) ..
يرتشف ( جرعات ) من ( معاناة ) تجرع مرارتها حتى ( ارتـوى ) ..
ونظراته ( الحزينة ) تخترق زجاج السيارات بكل ( سخريـة )
وكأنها تنطق وتقول :

( ربنا فوق الجميـع ) .. !!


.
.


* أتعلم عزيزي القارئ من يكون ذاك ( الجماد الأسود الحي ) .؟

_ إنها ( امرأة ) .. بلغت من العمر ما يفوق ( الخمسـين ) .., !!

..

* أتعلم ما هي بضاعتها ( الرخيـصة ) .؟
_ إنها مجرد ( قارورة مـاء ) .. تبيعها بريال واحد فقـــط .. !!
لم تكن ( تتسول ) بالمعنى الصريح .. لكنها كانت ( تسترزق ) .. !!
فهل أخـطأتْ في ذلك يا أصحاب القلوب الرحيــمة ..؟؟

..

* أتعلم ما هو المؤلم بحق .؟

_ أن جميع ( الأيادي ) التي أشارت بالسبابة إلى السماء كانت تحمل ( سيجارة قاتلة ) .. !!

..

* أتعلم ماذا كان يجول في خاطري في تلك اللحظات .؟

_ تخيلت أن الزمان قد ( جـار ) .. والأحوال انقلبت إلى ( دمــار )
وإذا بتلك البائعة العجوز التي تتحدى ( الشمس الحارقة ) هي .. ( أمي ) .. !!





.
.




إلى الله سبحانه وتعالى أتوجه بالدعاء :

اللهم اجعل ( أرصدتنا ) مملوءة بطاعتك وذكرك .. اللهم نرجو ( الغنـى ) بحلالك عن حرامك ..
اللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم يوم لا ينفع ( مال ) ولا ( واسطـة ) .. !!







.
.






مع كل المحبـة









سكون الجرح
اضافة رد مع اقتباس