[دحوم تي]

في رحلة البداية كان الهلال مولدا يافعاً تربى كغيره في أحضان دولة عظيمة رعته كما رعت غيره. لكنه كان وفياً لها ولأهلها . فتعلقت قلوب الصغار قبل الكبار به ، حتى أصبح الفرح والسرور في القلوب لا يعرف إلا لأنصار الزعيم الهلالي ، والذي لا يرضى إلا أن يكتمل بدرا في كل شهر حتى يسطع بنوره أرجاء الأرض.
وهكذا هو الزعيم سطع من ولادته فشق طريقه وارتقى سلم المجد والبطولات والشموخ والعزة ، وهو مع ذلك يحارب ويرمى بكل الاتهامات إلا أن هذا الزعيم كالنخلة والشجرة المثمرة كلما رماه الناعقون والمغرضون أسقط عليهم ثمرا يانعا تهنأ وتسعد به قلوب أطفال مغرضيه ، قبل أن يهنأ به عشاقاه الذين ملأ حب هذا الزعيم قلوبهم حتى النخاع .
فالزعيم لايلتفت إلى قطاع الطريق الذين ماعرفوا الشهرة أبدا إلا على أكتاف هلال الأرض وزعيم البطولات ، حتى إن كثيرا منهم كانوا نكرات في الإعلام لا يعرفهم إلا صاحب البقالة المجاورة له . ولكن لما أعيتهم الحيلة في طلب الشهرة عرفوا أن سلمها لايمكن الوصول إليه إلا عن طريق النظر إلى هلال الأرض كيف يسطع بنوره جماهير الكون ، فرموه بكل ماحملت بضعاتهم المزجاة . كل ذلك لا لأجل الهلال وانتصاراته وبطولاته ، إنما ليرتقوا إلى سلم الشهرة في إعلام لايلتفت أحد إليه إلا إذا كانت أخبار الزعيم وهلال الكون في مقدمة أخبارهم . ومع الأسف تنكروا للزعيم ولم يحمدوه أو يشكروه على أن منحهم الشهرة. وبكل الأحوال فالزعيم لم يكن في سابق عهده وحتى الان يرجو من احد شكرا أو ثناء ، لأنه ترك الحديث والثناء عليه لبطولاته العظيمة وزعامته لأعظم قارات الكون على الإطلاق . فشكرا للزعيم الأرزق الذي غطى لونه السماء صباحا ، وهلاله الأرض مساء .
ومع ذلك كان الزعيم في الموعد فلم يكن أن ينسى معروف الدولة العظيمة عليه أبدا والتي نصرت الدين والسنة ، خاصة في ظل الفتن المتلاحقة والأزمات المتتابعة . فلا أقول أنه رد المعروف ولكن أدى الواجب الوطني العظيم الملقى على عاتقه فصنع في مبارة التأهل لكأس ولي العهد ، صنع قبل أن تبدأ المبارة وفي أثناءها وبعدها قصة تلاحم شعب ودولة. فكان السيناريوا والمونتاج والإخراج بعزيمة أبناء الزعيم الأزرق الهلالي .
ومع أن أميرنا لمحبوب فرح بالانتصار في هذه المباراة الهامة لنيل شرف السلام على ولي العهد ، إلا أنه أكد في تصريحه بعد المبارة على أن الهم الأول والأخير هو هذا الوطن العظيم الذي نصر الدين ونشر الأمن في ربوع المسلمين ،وأثنى على ماحصل من الجمهور من قصة تلاحم الشعب مع الدولة وتفويت الفرصة على الأعداء .
فهذه دعوة لا أقول لرد الجميل ولكن لنؤدي الواجب علينا أن نكرر مرة أخرى وثانية وثالثة وعاشرة حتى المليون هذه القصة العظيمة في تلاحم الشعب مع الدولة والمواطن مع الوطن . فالزعيم وجمهوره كانوا دائما أصحاب المبادرات في التأكيد على هذا التلاحم والترابط . ويبقى الزعيم بإذن الله منصورا موفقا ، وجنديا مخلصا لهذا الوطن المعطا .