فيليبو، رغم أنك تعرضت لإصابة بليغة عن عمر يناهز 38 عاماً، إلا أنك قررت رفع التحدي من جديد. ما سر إرادتك القوية واستمرارك في سكة التألق على مدى سنوات ؟
صحيح أني تعرضت لإصابات عديدة منذ أن بدأت اللعب على أعلى مستوى، وقد كادت بعضها أن تضع حداً لمسيرتي. لكني لم أستسلم أبداً، فقد اخترت الصمود حتى في أصعب اللحظات، كما كان الشأن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما تمزَّقَ رباطي الصليبي. يكمن سر نجاحي في الشغف والحب الكبيرين اللذين أكنهما لعملي. إنني أعتبر نفسي محظوظاً لأني نلت في حياتي فرصة ممارسة أعز مهنة إلى قلبي، ألا وهي مزاولة كرة القدم. كما حظيت بفرصة الفوز ببعض البطولات المرموقة مثل الظفر بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين وغيرهما من الإنجازات الكبيرة التي حققتها مع ميلان.
عندما رأيت رونالدو وهو يعلن اعتزاله، هل انتابك شعور بأن لحظتك قد حلت أيضاً ؟
كل لاعب يدير مسيرته حسب رؤيته للأمور. صحيح أني أحسست بشعور غريب وأنا أرى بطلاً كبيراً مثل رونالدو يقرر التوقف عن اللعب، وهو الذي يُعد من عظماء كرة القدم على مر التاريخ. بيد أن ذلك جعلني أشعر أني محظوظ أكثر مما كنت أتصور، لأني ما زلت قادراً على مواصلة الكفاح من أجل العودة إلى الملاعب في سن الثامنة والثلاثين مستفيداً من دعم النادي بإدارته ولاعبيه وجماهيره.
هل لك أن تصف لنا أسلوب لعبك ؟
أعتقد أن لعبي يرتكز بالأساس على التوقيت الجيد. إنه أمر بالغ الأهمية بالنسبة للاعب مثلي يقضي كل وقته على حافة التسلل متربصاً بمرمى الخصم. كما تساعد الغريزة كثيراً في إرسال الكرة داخل الشباك.
هل تظن أن هذا النوع من الهدافين بات في طريقه إلى الإنقراض ؟
إن الحس الغريزي جزء لا يتجزأ من موهبة اللاعب. وبالإضافة إلى الموهبة، يتعين على اللاعب أن يُواظب كثيراً في التمارين ويتحلى بالكثير من الصرامة في مختلف جوانب الحياة اليومية. أعتقد أن هناك عدداً كبيراً من اللاعبين ذوي المهارات العالية، إلا أنهم لا ينجحون في صقلها على النحو الأمثل. إن الموهبة أمانة لا يصح التفريط فيها.
من هو اللاعب الذي أثار إعجابك أكثر من غيره خلال مسيرتك الكروية ؟
لقد أُعجبت بكثير من اللاعبين. لكن إذا أخذنا بعين الاعتبار معيار الموهبة مقابل العمر، فيجب أن أقر بأن ليونيل ميسي لاعب من الطراز الرفيع.
ومن كان مثلك الأعلى في أيام الطفولة ؟
من الصعب سرد الأسماء... لكني لن أتردد في اختيار مهاجم بمواصفات تشبه تلك التي ميزت اثنين من نجومي المفضلين في أيام الصبى: ماركو فان باستن وباولو روسي.
هل سبق لك أن لعبت تحت إمرة مدرب حثَّك على العمل أكثر في وسط الملعب من أجل تخفيف الضغط على بقية عناصر الفريق ؟
بالنظر للخصوصية الفريدة التي يتميز بها أسلوب لعبي، أكاد أجزم أني لم أعد أبداً إلى الخلف لمساندة زملائي! بيد أنه من الطبيعي في أي فريق أن يجد اللاعب نفسه مجبراً على التأقلم مع متطلبات المجموعة في وقت من الأوقات، بغض النظر عن مستوى هذا العنصر أو موضعه.
ومن هو المدرب الذي أثر فيك أكثر من غيره خلال مسيرتك الكروية ؟
إنني أتذكر بشوق كبير تلك الأيام التي أمضيتها تحت قيادة لويجي كاني وبورتولو موتي. أنا مدين للأول (بياتشينزا خلال موسم 1994/1995) بكل النصائح القيِّمة التي أسداها لي والتي ما زالت تفيدني لمواصلة اللعب على أعلى مستوى بعدما أكملت ربيعي الثامن والثلاثين. أما الثاني فأنا ممتن له لأنه هو من منحني الفرصة لدخول عالم الكبار (في ليفي خلال موسم 1992/1993). كما تربطني علاقة حميمية بكارلو أنشيلوتي الذي دربني في يوفنتوس وميلان، والذي أتقاسم معه ذكريات جميلة عديدة. كما أصبحت تربطني علاقة جيدة بالسيد ماسيميليانو أليجري فور وصوله إلى الفريق، وأتمنى من أعماق قلبي أن نحقق شيئاً من أجل الميلان ومن أجله.
من هو المدافع الذي خلق لك أكبر قدر من المتاعب ؟
لقد واجهت عدداً من المدافعين الأشداء طوال مشواري، لكن إذا طلبت مني اسماً واحداً فلن أتردد في اختيار باولو مالديني

الذي نلت شرف منازلته واللعب إلى جانبه على مدى سنوات في ميلان، حيث حققنا سوية انتصارات تاريخية لا تُنسى.
من الطبيعي أن نركز عن الماضي أكثر من الحاضر والمستقبل عندما يدور الحديث عن لاعب في سنك. ما هي أفضل وأسوأ ذكرى عشتها في مسيرتك الكروية ؟
لا شك أن أعز ذكرى على قلبي هي مباراة نهائي دوري الأبطال في أثينا عام 2007، عندما سجلت هدفين في مرمى ليفربول (2-1). أما أسوأ ذكرياتي، فهي الإصابات المتكررة التي أبعدتني عن الملاعب لفترات طويلة. إنني لا أعتبر الهزائم ضمن الذكريات السيئة لأن كرة القدم فوز وخسارة.
هل ترى أنك تستحق مكانة داخل تشكيلة ميلان الأساسية في ظل وجود روبينيو وزلاتان إبراهيموفيتش والكسندر باتو وأنطونيو كاسانو ؟
سأكتفي بالقول إن بعد إصابتي، جاء إلي جميع أعضاء الفريق في اليوم التالي لمعانقتي ومصافحتي في ميلانيلو. لقد غمرتني المشاعر والأحاسيس. أعتقد أن عودتي لن تسبب أي مشكل على الإطلاق. بل بالعكس تماماً، لأنها ستمنحنا خيارات إضافية في خط المقدمة. إنني أريد أن أضيف شيئاً إلى هذا الفريق، وأعتقد أني قادر على ذلك. لو كنت أجد في نفسي مشكلاً، لما كنت لأبقى هنا.
متى سنراك على أرضية الملعب من جديد ؟
أتمنى أن أعود سريعاً، بل في أسرع وقت ممكن... إن هدفي الآن هو العودة إلى اللعب واسترجاع رقمي القياسي من حيث عدد الأهداف في المسابقات الأوروبية.