[الحكيم الأزرق]

للهلاليين فقط
كتبه : د. صالح ناصر الحماد

يتعامل الهلاليون مع الظروف المحيطة بهم بحرفية وهدوء وذكاء ودهاء، ولذا دانت لهم صدارة دوري "زين" ومع كل المعطيات وكل المؤشرات المطمئنة لأنصار الفريق فلا مانع من أخذ الحيطة والحذر حتى نهاية الموسم فجماهير الهلال تحتاج بطولات ولا يرضيها وصافة أو مقعد آسيوي ولا مستوى فني ، وهذا الفرق بين جماهير الهلال وغيره من الأندية الأخرى.الهلال على مشارف تحقيق البطولة الأقوى محليا (بطولة الدوري) وعلى مشارف بداية البطولة الآسيوية التي تهم أنصاره كثيرا، التطور الأدائي والصدارة المحلية يجب أن لا تعميهم عن حقيقة وضع الفريق الفني.. فالهلال بفريقه المحلي مثل الأعور في بلاد العمي يعتبر فاكهة ، والمحك الحقيقي البطولة الآسيوية الشاقة فمن خلالها نستطيع الحكم على تطور الهلال وقوة صولجانه .الاستحقاقات المحلية كشفت جزء بسيط من واقع الفريق الكروي ، فمن شاهد الفريق أمام الأهلي في الشوط الأول لمسابقة كأس ولي العهد يقول هذا فريق أوروبي لا يشق له غبار ومن شاهد نفس الفريق في الشوط الثاني يقول من غير اللاعبين ؟ واين ذهب الفريق الذي لعب الشوط الأول؟

أمام الفتح كان المستوى الفني متدن للغاية وأتى الفوز بشق الأنفس وكأن الفريق يستعد لهزة آسيوية بضربة استباقية تؤثر على مشواره نحو اللقب الذي تمرد على الفريق الهلالي طويلا.بطولة الدوري شكليا محسومة لصاح الهلال لأن الهلال إذا أضاع نقاطا في الجولات المتبقية فسوف يهدر أقرب المنافسين له ضعفها وبالتالي البطولة شبه محسومة للعرين الهلالي مالم تدر الكرة ظهرها وتلعب لعبتها فقد كان فريق مانشستر يونايتد متخلفا عن الفريق المتصدر للدوري الإنجليزي قبل ست سنوات بفارق 14 نقطة ورغم هذا تعثر المتصدر فلحق به اليونايتد وحقق البطولة ، وفي مصر أقرب الشواهد تصدر الزمالك للدوري بفارق 13 نقطة عن الأهلي وحقق بطولة أفريقيا وعاد ليلعب مباراة مؤجلة أمام الكروم فخسر بأربعة أهداف ليبدأ الضياع واختلال التوزان ولحق به الأهلي وحقق بطولة الدوري وكل الأشقاء في مصر ومتابعي الكرة المصرية يتذكرون ذلك جيدا.
شهر مارس ساخن جدا وسيضع الكثير من النقط على حروف مسيرة الهلال في استحقاقاته المحلية والخارجية ، وسيكون الدعم الجماهيري مفتاح التألق ووقود منتظر للاعبين ، وسيكون الجهازان الفني والإداري في قمة العمل المثالي المنتظر منهما لتحديد ملامح خارطة الطريق محليا وخارجيا.كل الكلام السابق خاص "للهلاليين فقط " فالدوري يحتاج التركيز التام من اللاعبين حتى لو فقدوا أي بطولة محلية أخرى ، وبطولة أندية آسيا مطلب لبلوغ مونديال أندية العالم ، ولذا يجب أن يميز اللاعبون بين المهم والأهم ومن هذا المنطلق سيكون الجهد والتركيز موزعان حسب الاحتياج الفعلي، والمعنى في قلب الشاعر.

تم نقله في موضوع مستقل لأهميته