
19/02/2011, 07:58 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 10/10/2008 المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
| |
مطوَّع تحت حصاة ..!! ( مقال الدكتور فهد بن إبراهيم الضالع ) مطوَّع تحت حصاة ..!! كم هو جميلُ الخُلقِ ..مفترُّ الثغرِ ..مثالي التعاملِ وأحسبهُ من نوادرِ من عرفتُهُ تعاملاً وخلقا ولربما التقينا لعملٍ عابرٍ فحَبَسَنا الودادُ على معينِ صفوهِ ..وطيبِ روحه وندى راحِه .. ولكمْ شرفتُ ولا أزالُ بمتابعتهِ لي منْ خلالِ الغراءِ ـ عاجل ـ وكثيراً مايستحثني في هذا الموضوعِ أو ذاك ..وكان من حديثه حولَ التدينِ والمتدينينَ أن قال لي : " ياخي ذبحتونا كل مارفعت سجادة .. أو حصاة بالبر ..لقيت مطوع ينصح..ياخي كل واحد يعيش حريته " .. وأستأذنُ أنْ أنقلَ عدسةَ القلمِ إلى مشهدٍ آخرَ .. وبعدَ خروجي من أحدِ اللجانِ في الامتحاناتِ ..أمسك بي طالبٌ وصارحني أن لديه مشكلة قلبتْ قلبَه رأساً على عقب .. فانزويتُ معَه حيثُ يريدُ المصارحةَ وصدمني بقوله : رفيقي مُلحدٌ وودي تنصحه ! واستجليتُ الموضوعَ وإذا هو كذلك ! المناصحةُ ليستْ حبلاً يخنقُ هذا أو ذاك ..أو طوقاً قُدِّر على أحدٍ من الناسِ دونَ غيره ..بل هي حقٌ لكلِ مسلمٍ من كل مسلمٍ وواجبٌ على كل مسلمٍ لكل مسلمٍ ..وليس أحدٌ يسبقُ إلى اللهِ تعالى إلا بالتقوى .. وليس في صالحِ أحدٍ كائناً من كان أن يقعدَ ويوعِدَ ويصدَّ عن سبيلِ الله والمشكلةُ ألتي أراها تتعمقُ حينَ ينعقدُ قلبُ المرءِ ونيتُه وقصدُه على الحطِّ من النصيحةِ ليس بطريقة: ( لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ) بل بطريقة : ( إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد ) ولكي أكون دقيقا أكثر، حين تجدُ الشخصَ كلما اقتحمَ مجلساً ليس له هم إلا تنقص أي رمزٍ ديني سواءً كان مؤسسةً كهيئةِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ أو حلقاتِ تحفيظِ القرآنِ..أو أشخاصٍ كالشيخ الفلاني ـ ممن اجتمع الناس على تشريفهم بتلك اللفظة (شيخ ) ـ أو مظاهرَ كاللحيةِ وتقصيرِ الثيابِ ..ويستوي في هذا الحيفِ والتحاملِ متحدثٌ في مجلسٍ ..أو كاتبٌ في إعلامٍ ..أو مؤثر بأي شكل كان تأثيره . إنَّ أسلوبَ تأليب البسطاءِ وشحنِ الناسِ على أي مظهر ٍمن مظاهرِ الدينِ هو أسلوبٌ فرعوني حيثُ سبقَ إليه فرعونُ كما جاء في الآيةِ آنفةِ الذكر . وإلا لمصلحة مَنْ أن يُشوهُ الناصحُ الصادقُ المعتدلُ في وقتٍ امتلأتْ الأطرافُ فيه من شبابِنا بين لاهثٍ عن شهوتِه وصريعِ شبهتهِ.. والطرفُ الآخرُ يُدحى ويُعبأ ذخيرةً لينفجرَ في وسَطِ مجتمعٍ غذاه أطيبَ الغذاءِ.. ويحرقُ زهرةَ حياته قبلَ أن يفوحَ شذى شبابِه بعطرِ العطاءِ لبلده؟! ليس المقصودُ هاهنا ( صناعة الناس ) على قلبِ رجلٍ واحدٍ.. ولكنَّ الضرورةَ الصارخةَ (صيانة الشباب والشواب ) بمعالمِ الدينِ والتدينِ ولو بالحد الأدنى الذي يحفظ لهم سعادة الدنيا والآخرة . فعلى كل مؤمن ـ مهما كان مقصرا ـ أن لا يتعثر بأي عقبة يراها في نفسه دون أن يقول أي كلمة لأي أحد تنفعه في دنياه أو أخراه أو هما معا ، وذلك أن الجميع ـ دون استثناء ـ عرضةٌ للخطأِ والذنبِ والتقصيرِ.. ولو لم يعظ في الناسِ من هو مذنبٌ .. فمن يعظُ العاصينَ بعد محمدِ؟! ومن النباهة أن يضع كل أحد منا قلبه بقبضته فيستطعمه .. بأي نكهة يكون عصيرُه من الدم ؟؟! فإن وجد أثرا من خير في الناس فهو إلى خير ..وإن لم يفعل فسكوته مع ميله لأهل الخير خير ..وإلا فكف الأذى عن الناس صدقة . وبهذا يكون مجتمعُنا جداراً صلبا يعذرُ بعضُه بعضاً ويقيمُ بعضُه بعضا.. وبستانا غنياً غنَّاءً يصون الجميعُ تمرَه ورمانَه .. إمضاء .. بين النقد والنبذ ..يشترك العدو والطبيب في استزاف الدم من الجسد ..والنتائج معقودة بالنوايا !!
اخر تعديل كان بواسطة » Fahad Al Sudais في يوم » 19/02/2011 عند الساعة » 08:28 PM |