[الكاتب النحرير]

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد





منذ مدة طويلة وأنا أتابع بإعجاب نادي الآرسنال اللندني بقيادة مدربه الفذ الفرنسي آرسن فنجر الذي ابتكر طريقة في الإدارة الفنية لفريق كرة القدم

فهو يعطي اهتمام خاص بالنشء ويمنحهم الفرصة تلو الفرصة ويصبر عليهم حتى لو كان ذلك على حساب عدم تحقيق البطولات لعدة سنوات

وهذا الفكر الإداري هو بالتأكيد ما ينقص الكرة العربية بالعموم والكرة الخليجية بالخصوص والكرة السعودية على وجه التحديد

وأظن أن مجلس إدارة نادي الآرسنال قد أعطى الصلاحيات التامة للمدير الفني الخبير الذي أظنه كذلك قد اشترط لنفسه

السير على هذا النهج لعدة سنوات دون تعريضه للمسائلة ودون التدخل طبعاً في قراراته الفنية وربما الإدارية بالكامل

وأسوق هذهـ المقدمة لأبين مدى أهمية المدير الفني الذي يجب أن يتولى منصب رفيع المستوى في النادي

فهو المدير التنفيذي لكافة القرارات من تعاقدات وإستقطاب لاعبين أجانب أو محليين وقائمة المنسقين

كذلك فهو المشرف العام على الفئات السنية والمسئول الأول عن تصعيد اللاعبين في كافة الدرجات

وربما يكون هذا الحلم الكروي بعيد المنال في وسطنا الرياضي الذي تعارف على تسمية الجيل الكروي لفريق ما

بمسمى رئيس النادي وليس بمسمى المدرب أو المدير الفني الذي يشرف عليه تدريبياً ويباشر مهامه الفنية على أرض الواقع

فنشاهد أن البطولات تنسب لرئيس النادي وفترة رئاسته فيقال: الرئيس الذهبي ؛ رغم أن ليس له من الأمر ؛ مهما الحال ارتفع .. إلا من المال ما دفع

وهذا الحلم الكروي يراودني بين فترة وأخرى وأراهـ مناسباً لحال فريق مثل الهلال ؛ يدار بطريقة إحترافية على مستوى عال ويوكل الأمر فيه لأهل المئآل وليس لأهل المال


نادي كالدي :


كالديرون مدرب آتي في فترة فقد الهلال فيها أهم ما يطمح إليه ولم يعد لديه شيء يخسرهـ ومع ذلك فقد واصل الرجل سلسلة الإنتصارات

وخلال مدة قصيرة فرض أسلوبه الجديد في التعامل مع كل مباراة على حدى مع تطبيق النهج الذي عرف عنه وأدى إلى إبعادهـ عن المنتخب والإتحاد

هذا النهج لا يعجب البعض من عشاق النجوم خصوصاً إذا كان الهدف منه إستراتيجي بعيد المدى في إحلال العناصر الشابة مكان العناصر التي أعطت ما عندها

أو مكان العناصر الغير جاهزة ؛ ولحسن حظه أو ربما نقول سوء حظ الفريق بالكامل جاء تطبيق هذا النهج على طريقة مرغم أخاك لا بطل

فكثرة الإصابات وتوالي الإيقافات وعدم الثبات على تشكيلة واحدة لتلك الأسباب جعل النهج الكالديروني مناسباً لهذهـ المرحلة

فاستساغ معظم الجمهور الهلالي تلك الطريقة ومد يد الثقة لاولئك الوجوهـ الواعدة ووقف خلفهم مؤازراً

وبالنهاية لم يخذلوهـ رغم صعوبة المهمة ؛ فكان الناتج نجوماً لامعة في سماء الهلال الساطعة

وحين نقول سماء الهلال الساطعة فنحن ندرك أن الفرصة في هذا الفريق البطل

لا تأتي إلا مرة في العمر بل إنها أصبحت لا تأتي نهائياً في زمن الاحتراف

هذا الزمن الذي صار الفريق يعتمد إعتماداً كلياً على التعاقدات والإنتقالات



مخرجات أغلى من البطولات :


السد .. السديري / حارس أمين صغير السن واثق الخطوة يقف ملكاً على مملكته وحامياً لمرماهـ مثل الأسد الذي يحمي عرينه
وجد نفسه أمام كهول الإتحاد فلم يهتز قيد أنمله وأنهى مغامرتهم بالخروج بمرمى خالي نظيف وشرفنا خير تشريف


الشافي .. شافي / مثل البلسم الشافي لمعضلة عانينا منها سنوات لم يكمل عامه الأول بعد التصعيد من درجة الشباب
ومع ذلك فهو يقدم لنا كل يوم دروساً في الثقة بالنفس والإنطلاق وقت الغارة والغيرة على الخانة بأقل أضرارهـ

جبل باشوت .. القرني / طويل القامة رفيع الهامة مثل الجبل في الشموخ يقتبس من بيئته الصلابة وعدم الرضوخ
أسميته جبل باشوت وهو أعلى قمة في منطقة (بلقرن) لأنه أعلى قامة في ملعب الهلال لا يحتاج لرادار ليستكشف
فهو مرفوع الرأس بزعامته ؛ وبعملية إنزال مظلي ينهي هجمات الخصم بالهبوط من جبل باشوت بدون باراشوت



العابد .. الفايد / صغير الجسم كبير العقل فايد مفيد قائد عنيد ؛ قاد الفئات السنية بطموحه وعنفوانه ومهاراته
فأتته الفرصة مع جيرتس وتشبث بها فكان العابد نقطة تحول للعديد من المباريات بأسلوبه الماكر الساحر
فيحق لنا أن نسميه نواف الفايد لانه يتجه للمرمى مباشرة بدون ناقص ولا زايد



تحقيق الحلم بالصبر والحلم :

تعودنا نحن الجماهير الهلالية في عهد إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد على تحقيق كل ما نصبو إليه
فلم تقصر معنا الإدارة في تنفيذ كافة الافكار المفيدة للنادي أولاً ولمنسوبيه ومشجعيه ثانياً
فكيف والفكرة فنية إستراتيجية مهمة تعطي أجيال قادمة فتعرف مالها وما عليها
وبالتالي يكون اللاعب طموحاً حين يعرف أن الفرصة ستأتيه في ظل سياسة
ونهج مرسوم على مدى بعيد بقيادة مدرب متمكن يهتم بهذا الجانب
ولو نظرنا إلى فريق الآرسنال لوجدنا قائدهـ (والكوت) صغير السن
بل أنني أتذكر نزوله الأول إلى أرض الملعب وعمرهـ لم يتجاوز الستة عشر عاماً
والطريف أن والديه حضرا تلك المباراة ووقفا على رجليهما اثناء نزوله تحية وتقديراً له ولمدربه أرسن فنجر
فنتمنى أن نشاهد كالديرون يقود الهلال سنوات وسنوات كما هي سنوات أرسن فنجر التي قاربت على العقد والنصف



أخوكم : الكاتب النحرير


جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين

الجمعة المباركة 15 / 3 / 1432هـ




ملاحظة مهمة :

لا يجب أن نتنطع في الإحجام عن مدح النجوم اللامعة خشية التأثير عليهم
فالغرور كفانا الله وإياكم شرهـ لا يعرف سناً معيناً ولا عمراً محدداً
فلاخوف عليهم من الغرور أو التأثير طالما لدينا إدارة واعية تستطيع أن ترتقي بهم
ولابد أن نمدحهم ونكيل لهم الإطراء فهم أهل لذلك واللاعب في مقتبل عمرهـ يبحث عن الألقاب
وكما أننا لا نرحم المسيء والمقصر ؛ فلماذا لا نعطي ولو جزء يسير للمحسن من كلامنا الحسن