بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
إن مفهوم الثقافة التي أقصدها هنا هي مجموعة الخبرات والتجارب للشخص الرياضي وبما أن الشطر الأول للعنوان يتحدث عن المتابع المستمتع
فثقافته يجب أن تبنى على خبرات عديدة وتجارب شخصية يصل بها إلى الثقافة الرياضية عالية المستوى التي تمكنه من المتابعة باستمتاع
أما إن كان الأمر عكسياً فسيأتي الدور على المشجع المتسرع لأنه بتجاربه القليلة وخبراته المحدودة سيشاهد الرياضة بجانبها المظلم
والمتابع المستمتع هو في الأصل مشجع لكنه غير متسرع لأنه يشاهد الرياضة على أنها متعة وتسلية والفوز والخسارة من صلبها
ولكل حال من أحوال التنافس الرياضي متعة خاصة ومذاق محدود ؛ فهو لا يتجاوز التسعين دقيقة في عرف رياضة كرة القدم
وما جاوز تلك الدقائق فهو لا يعدو كونه افتخار في حالة الانتصار ؛ أو انتقاد جاد لا يصل في حالة الخسارة إلى مستوى الحداد
والانتقاد أيضاً له شروطه كما ذكرنا من المشجع المتابع المستمتع وليس من المتسرع حتى يظهر بصورة انتقاد للاستعداد
نعم فالاستعداد للاستحقاقات القادمة بعد أي خسارة لا يكون بالتسرع في إطلاق الأحكام وسهولة الاتهام وزيادة الآلام
بل يكون بالتروي والنقد الهادف البناء وسد الثقوب التي في البناء ثم السير قدماً إلى التنافس بأفضل عطاء
فالتنافس هو السمة الرئيسية في مجال الرياضة وكما أسلفنا فهو محصور في التسعين دقيقة
بعدها يتجه كل شخص باتجاهـ ثقافته وما تمليه عليه مرؤته ؛ فإن نحر الإبل لفوز فريقه فهو حر
وإن ذبح الدجاج لخسارة خصمه مع أن لا ناقة له ولا جمل ولا دجاجة في المنافسة فهو شخص متسرع
ولا يمكن أن نطلق عليه مشجع ؛ فأي الفريقين شجع وهو يتربص ويتشفى بعد الخسارة التي لحقت بخصمه
مع أن خصمه هذا سيقابله عدة مرات في الموسم حينها يحلو الفرح وتطيب اللقمة للمنتصر وتصبح لقمة التشفي حسرة
لذلك يجب على كل متابع مستمتع للعبة راقية مثل كرة القدم أن يعرف مفهوم ثقافتها التي تتلخص في كلمتين تابع واستمتع
وبعدها شجع ولا تتسرع وافخر بفريقك إن فاز واصبر عليه حتى يحقق الإنجاز ؛ أما إن خسر فلن تتوقف عجلته ولا تطلق أحكامك بعجله
ويبقى الوضع فوز وخسارة وكرة مستديرة تبتسم في وجهك تارة ؛ وتدير ظهرها بالحظ تارة وربما خانت فريقك إشارة أو صفارة ؛ فاقبل لفريقك أعذارهـ
غمز بالرمز :
• المتابع المستمتع يجد في فريقه كل جميل فإن فقد كل شيء فله الحق في ترك التسعين دقيقة
• كانت الخيارات متاحة أمام من حضر إلى الملعب أن يخرج وقد فعل بعضهم بعد طرد ( لي يونق )
• وأما من تابع عبر الشاشة فالخيارات أمامه أكثر في إدارة القناة إلى قنوات تنقل متعة كروية أخرى فالإنترميلان كان يلعب حينها
• لكن من بقي في الملعب وتحمل فله جزيل الشكر خصوصاً وهو يصفق للاعبين ويطلب منهم محاولة أخرى
• لم يحمل أحدهم ـ أعزكم الله ـ حذاءهـ ويوجهه بكل صفاقة تجاهـ اللاعبين ولم يقذفهم بالقوارير بل كانوا متابعين مشجعين لكن بالتأكيد ليسوا مستمتعين
• ذلك الأحمق الذي صرح بأنه سينفذ نذرهـ في نحر الإبل هل ينتظر يومين لكي يتذوقها ويستسيغها هو وصحبه
• ربما سيستعجل في نحرها لعدم ثقته بفريقه فلم يتعود منه الفرح فهو يفرح فقط في السنة مرة عندما يخسر الزعيم
• مع كل الذي حدث فهو يعتبر خروج من بطولة ستبدأ نسختها الجديدة بعد أشهر عديدة ومازال زعيمها واحداً
• حتى إن حققها سوينجنام الكوري فلن يقترب من زعيم آسيا بل سيصبح متساوياً مع فارمرز التايلندي والإتحاد
• الأول فريق انتهى من الوجود وتم حله والثاني ليس له وجود في حضرة الزعيم وسهل حله
• أما إن حققها ذوب أهن الإيراني فستصبح فريدة العصر مثل عالمية النصر
• بقي التعامل فقط مع الطفل المدلل الذي يكثر الصياح عندها يظهر الصباح ونعرف أشمس هو أم مصباح
• سنرى في النسخة القادمة من هو الفريق الذي تهتم به آسيا كلها وتلتفت إليه إن فاز وإن خسر
• هل يتذكر منكم أحد كيف خرج الأهلي من النسخة السابقة ؛ تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ماجيتي
• رغم أن الأهلي لعب النهائي على أرضه وملعبه و في وسط ناديه أمام فريق مصنع سيارات أفلس
• لكن الأهلي خسر بثلاثية من ( دايو ) الكوري وأفلس بعدها رغم أنه استخدم أوراقاً مفلسة مثل المعتزل ( دابو )
• يا متابعي كرة القدم ؛ حلاوتها ومتعتها في زعامتها (خمسين بطولة ) منها 6 بطولات قارية وأقرب منافس لم يصل منتصفها
• الزعامة للزعيم ومالها إلا رجالها وإن زعلتوا وإن رضيتوا مالها إلا هلالها
أخوكم : الكاتب النحرير
جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين
الجمعة المباركة 14 / 11 / 1431هـ