المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 01/10/2010, 07:42 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلاليبي
موقوف
تاريخ التسجيل: 15/10/2007
مشاركات: 1,234
لاطاقة لنا بها ياكلب

في أحد الليالي الباردة.. خرجت من بيتي متجهاً لوجهة لا أعلمها ..هارباً من ضجيج التلفاز ورنين التليفون ..
لم أفكر في البرد الذي كان يتربص بي ..ولا في كيفية القضاء عليه .. كان همي الوحيد وشغلي الشاغل هو الخروج من معمعتي الروتينية ..
فتحت باب العمارة و كان الهواء شديداً و شماغي قد لطم وجهي حتى كاد أن يلجمه لولا تدخل يدي اليمنى التي قامت بالواجب عندما رأت وجهي في مأزق ، فأنزلت الشماغ .. وما إن نزلت من العتبة فإذا بكلبٍ قد أخذ منه البرد ما أخذ ..
كان يزن أمامي بصوت غريب شعرت فيه بإنكساره و كأنه يطلبني لقمة عيش يأكلها فينهي معاناته مع الجوع الحاقد على بطنه فقد اعتمد الجوع على قدرات القطط في إنهاء حاوية الحارة المخصصة للقمامة التي دائماً ما تجدها قد طاشت بها النعم الزائدة التي يتفنن الانسان في رميها و الاستغناء عنها ..
فنظرت له نظرة يكفي بأن أصفها بنظرة انسان لحيوان متشرد..
تركته ولم أعبره كما كان من المفروض أن يستحق؛ فتحت باب السيارة و أخرجت الجوال من جيبي فأخرجت المفتاح من بعده وطعنت به السويتش فأخذت اتلذذ بتحريك المفتاح حتى جعلت مكينة السيارة تدور من شدة الطعن..
رفعت رأسي فإذا به يشم الأرض و ذيله قد حشر نفسه بين قدميه ، أصابني وقتها سهمُ من سهام الرحمة و الرفق بالحيوان .. فأخذت الجوال ومارست ضغطي البشري في لوحة المفاتيح وكانت الأرقام تصرخ بلغة الهاتف النقال وتستنجد بموجات الشبكة وتمسك بأحد هذه الموجات و تتصل ليرن بها هاتف منزلي مستنجداً بيد أمي التي ترفع سماعته ،فأطلبها باقي عشائي وتقول لي لقد رميته يا إبني فقلت لها : إذن أرسلي لي القمامة بأكملها مع الخادمة فأنزلتها بالمصعد فرغت مسرعاً إليها خاشياً من غياب ذلك الكلب المتشرد عن نآظري ، أخذت الكيس الأسود الذي يحمل جميع أسرار الجوع الحيواني ،وفتشته و أخرجت ما يكفي الكلب من بقايا أكلت ،قد أزف وبقي منها القليل ، وعظام قد سلخ لحمها ..
فأشرت ثم صرخت له وبسبست بشفتاي كي يلتفت فنظر إلي ..فعاملني كما عاملته في البداية !! فأخذت عظمة وتركت الكيس بكونوزه وأتجهت له فخاف مني وهرول حينها غضبت وقلت في قرارة نفسي سأطعمك مهما كلف الأمر، فأخذت أسرق الخطوات ويداي قد تغيرت رائحتها و أنفي قد إحمر من شدة البرد حتى بلغت مكان تفاجئ بوجودي فيه فأنزلت العظمة أمامه فأخذ يشمها ثم مسك العظمة بيده اليمنى و أنحنى مقوساً ظهره و أذونيه مكسورتين ورأسه مائلٌ صوب الجز الأخير من العظمة و أنيابه قد هشمة صلابة العظام فسمعة تهشمها، وجلست أشاهد المنظر العدواني تجاه الطعام وتبسمت منتشياً لما قمت به ،وعندما شارف الكلب على نهاية الأكلة التي لم تخطر على باله قلت سأحضر لك غيرها ..
هممت للكيس وما إن وصله إليه فإذا به قد واجه هجوماً عنيفاً أدى لتمزيقه إلى إرباً إربا جعلت منه يستفرغ ما فيه من الفضلات الثمنية للحيوان و الغير مفيدة لنا وكل هذه النفايات المستهلكة كانت أمام باب العمارة ..
فجمعتها بيدي و أحضرت كيساً آخر ووضعتها فيه فإذا بذات الكلب قد وصل عندي ..فحملت الكيس أمامه و اتجهت للقمامة فرميته هناك ..
و أعتبره الكلب هدية مغلفة مني له ..
فنهشها وأملاء بطنه وشبع ..فقررت أن أطفئ المحرك فسحبته المفتاح كما يسحب الجزار سكينه من جرابها و أغلقت السيارة وطلعت للبيت ثم اغتسلت فسألتني أمي ماذا كنت تفعل كل هذا الوقت في البرد القارص ..
ثم تعال .. ماذا تريد من بقايا العشاء ؟
فحكيت لها ما دار بيني و بين الكلب وقالت لي:
لقد خدمت من يستحق الخدمة وستجده كما وجدك كريماً معه ..
لم آخذ العبارة الأخيرة في محمل الجد وقررت الهجوع و اطفأت النور .. وتكمكمت بالبطانية فإذا بصوت مزعج قد أزهق راحتي ..جعلني أفز من على فراشي و أسحب الستارة التي تخفي خجل الشباك فألمس محياه و أسحبه جهة اليمين فإذا بظلام دامس قد عم الجبل الكائن خلف عمارتنا فأدقق النظر وأشاهد بعض الأطفال من ذوي البشرة السوداء يحاولون سرقة بعض المستلزمات التي يستخدمها أبي في ري السدر المنضود في الحوش و الحفاراة وأشياء أخرى ..
وقتها تذكرت كلمات أمي فنزلت إلى الحوش وهرب الفتية خائفين ولكن ليس مني بل ممن قدمت له معروفاً ..

من هذه القصة المنسوجة من الخيال لك أن تختار إما وفاء و إما نكران ..
وهاتان الصفتان وجدت في الحيوانين الذين ذكرت فالقطط تتميز بنكرانها للجميل فهي عندما تأكل ما تعطيها فإنها تغمض عينيها لكي لا تشاهدك و انت تكرمها بينما وبمجرد ما تدوس بقدمك على ذيلها تكشر عن أنيابها و تظهر مخالبها لكي تؤذيك ولقمتها في فمها بينما غريمها الكلب لو تضع قدمك على رأسه وهو يأكل تجده لا يحرك ساكنا احتراماً ووفاء ٌ لك يا مكرمه ..
فإن كان حيوانٌ يحمل هذه الصفة الشبه معدومة عند بني البشر فمن باب أولى بأن نكون أهلا لها بدله.
اضافة رد مع اقتباس
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 09:27 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube