[وليد بيك]

الزعيم ... ومحمد علي ,, وجه الشبه ؟

بعد إنهاء الحكم الأردني ملحمة أو مباراة الإياب ــ كلاهما سيّان ــ بين الزعيم والغرافة القطري , والتي انتهت بتأهل الزعيم لنصف نهائي كأس آسيا في طريقه للقب ــ إنشاء الله ــ , لا أدري لماذا استحضرت ذلك البطل المسلم محمد علي , والذي كان مالئ الدنيا وشاغل الناس في الفترة بين الستينات والسبعينات الميلادية , ذلك أن الزعيم اختار أن يجعل تأهله لنصف النهائي على طريقة ( أبو علي ) .


بالطبع الكثير منا لم يشاهد جولات وصولات محمد علي كلاي في حلبات الملاكمة , بحكم العامل الزمني ، ولكن من قُدر له وأن شاهد وأستمتع لبعض تسجيلات لملاحم ( أبو علي ) في حلبات الملاكمة , والتي على إثرها توج رياضياً للقرن ــ كحال الزعيم نادي القرن الآسيوي ــ سيعرف ماذا عنيت بهذا التشبيه !! .


لقد كان أبو علي عند ملاقاته للخصوم باستطاعته الانقضاض عليهم من أولى الجولات , لكنه ولأنه يعرف قدراته العظيمة يأبى ذلك , ففوزه السريع بضرباته القوية لن يجعل الجمهور الرياضي يستمتع بمبارياته , ويشتاق لرؤيته , فهو من قد قيل عنه أنه يراوغ كالفراشة , ويهجم كالنحلة كما أشتهر عنه ممن كان لهم الحظوة بمشاهدته .


كما وأنه لن يكون بطلاً في عيون ملايين المعجبين به , إلا بإطالة مدة مبارياته , فهو يسمح لهم بضربه ضربات تهد قلب الشجاع , ويخر لها الجبان , حتى ليخاله كل من يشاهده ضعف من شدة ضرب خصمه , بل إنه قد يسقط من قوة هذه الضربات , لكنه يقوم بعد طيحته , وينظر لخصمه نظرةً من يقول هذا يكفيك , بل ويقول له هل شبعت , هل أكتفيت , إنتهى , ويبدأ هو بالضرب ضرباته التي تهد الجُدر , وتكسر القيود , فيخر خصمه راكعاً لاحول له ولا قوة , ولكنه ولأنه ( ابو علي ) فإنه مكافأتهم هي أن يجعل من جميع خصومه أبطالاً بمجرد منازلته في الحلبة .




وحال ( أبو علي ) كحال الزعيم لقد أراد بهذه المباراة أن تكون نسخة من مباريات البطل المسلم في دراماها , فأن يجعل الغرافة يتعادل معه بتسجيله لثلاثة أهداف في الشوط الأول , بل وأن يجعله يتقدم عليه في الشوط الثاني بهدف رابع , ليجعل للتأهل ثمنه , وتشويقه , وإثارته , لكن هيهات هيهات , فعندما أدرك أبطال الهلال أن الغرافة استنفد قواه , وخرت عزائمه , لدغه لدغتين في خمس دقائق , مستذكراً ومستحضراً للتاريخ البطل المسلم محمد علي ..



في الختام لابد وان نشكر أبطال الزعيم , الذين ذكرونا بمحمد علي , والذين أبو إلا أن يجعلوا من فوزهم المنتظر ــ إنشاء الله ــ بكأس آسيا يمر حدثا عادياً , بل جعلوا منه دراما مثيرة , للتشويق , والإثارة , وللتاريخ ..