موسم الهجرة إلى ( الهلال )
د/ عبدالوهاب الصالحي
مع أني لستُ متابعاً جيداً للرياضة أو لكرة القدم (لأن الرياضة عندنا مع الأسف هي كرة قدم فقط!) إلا أنني أتابع بسرور بالغ المواقف والآراء الجميلة لرئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد التي يحاول بها نشر ثقافة "النادي الإيجابي في المجتمع" وإصلاح كثير من السلبيات داخل الوسط الرياضي .
أما على صعيد مواقفه التي أعلنها لإعادة التأثير الإيجابي للنادي الرياضي في المجتمع فهي كثيرة أذكر منها أمرين قريبين :
الأول : إعلانه عن تبرع ناديه بنصف دخل حضور الجماهير لمباريات فريقه لكرة القدم (750.000 ألف ريال) لإخواننا متضرري الفيضانات في باكستان .
الثاني : انطلاق مسابقة حفظ القرآن الكريم في مقر النادي في هذا الشهر الفضيل .
لكن برغم أهمية هذه المواقف التي يرسخ بها الأمير في هذا النادي وجمهوره معاني إيمانية كبيرة وعظيمة جداً تربطهم بكتاب الله تعالى وتشعرهم برابطة الأخوة الإسلامية.. برغم أهمية ذلك إلا أن الأهم في رأيي هي تلك المواقف الفكرية الرائعة التي يطرحها هذا الرجل حول كثير من قضايا الرياضة وما يوجد في الوسط الرياضي من سلبيات، وهي مواقف يستمدها من رؤية شرعية.. ومن ذلك على سبيل المثال :
1- تأكيده الدائم على وضع الرياضة (كرة القدم) في إطارها الصحيح وعدم تحميلها فوق ما تحتمل بحيث لا يجوز أن تكون الرياضة سبباً للوقوع في السلوكيات المحرمة كالقطيعة والنميمة والغيبة وإساءة النوايا والألفاظ السيئة في المدرجات.... إلخ .
2- رفضه القاطع والمطلق للآراء المطروحة في مجال الرياضة المخالفة لقطعيات الشريعة ومقاصدها العامة العظيمة كمطالبة بعض الكتّاب بالرياضة النسائية دون قيد وشرط وكذلك حضور المرأة لمباريات كرة القدم ، وإشارته إلى دور رؤوساء الأندية في رفض ذلك فكرياً .
3- استشعاره للدور الدعوي والتوعوي للنادي في مجال التعامل مع العاملين غير المسلمين فيه ونشر هذه الثقافة حتى في اللاعبين ، بما أدى إلى ممارسة الكباتنة الرائعين : ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب وحسن العتيبي وزملائهم الآخرين لدور الداعية الراقي الذي يستشعر قيمة الرسالة الدينية التي يحملها والتي هي أهم من الرياضة ، وهو ما أثمر إسلام طبيب النادي "كارل ويليم" ، بعد أن أهدى له حسن العتيبي مصحفاً مترجماً ، وبعد ملاحظته بُعد اللاعبين عن العنصرية ، والتعامل المثالي من محمد الشلهوب ، و(لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النّعم ). متفق عليه .
هذه المنهجية الرائعة لا أسوقها على أنها وقف على الأمير عبدالرحمن لأنه يوجد في الأندية الأخرى من هم على خير كبير ، كما لا يُفهم من ذلك أنني لا أخالفه في أشياء أخرى على رأسها الصرف في مجال الرياضة ، لكني أعتقد أن ما أشرتُ إليه من مواقف وآراء جميلة تعتبر ظاهرة في نادي الهلال بعد ترأس هذا الرجل لمجلس إدارته ، ولهذا أتمنى على الأندية الأخرى أن تتبع منهجه في هذه المجالات تحديدا..
وإني لأظن أن مَن لم يشجع فريق الهلال لميول رياضي فسيشجع الهلال لمنهج الأمير الشرعي الرائع..
موسم الهجرة إلى ( الهلال ) 
.. آلآمير : عبدآلرحمن بن مسآعد .. 
الوضع المتطور
