[فارس بنو هلال]

تترقب الجماهير الهلالية اليوم وبشغف لقاء فريقها أمام فريق إف سي كولون الألماني ضمن تجارب الفريق الهلالي الودية في معسكر النمسا إستعدادا للموسم القادم.
وتحمل هذه المباراة في طياتها الشئ الكثير فهي مباراة قوية وإختبار حقيقي لنجوم الفريق وتعويضي لمواجهة ليفربول الانكليزي الملغاة.
وهي تعتبر في نظر النقاد ثاني أقوى مباراة في معكسر الهلال بعد مباراة فالنسيا الاسباني قياسا على مستوى وشهرة الفريق ومايملكه من أسماء لامعة في صفوفه.
وإضافة لذلك فالمباراة تعد تكريمية أيضا لأحد أبناء الفريق الألماني مساعد مدرب الهلال حاليا السيد (ستامب) وهي لأول مرة تحصل في معسكرات الهلال الخارجية.
المواجهة التي أعد لها الفريق الألماني العدة أشارت إليها الصحف والمواقع الألمانية والنمساوية ووصفتها بالقوية والصعبة وهي محك حقيقي للفريق الألماني ونفس الحال ينطبق على فريق الهلال.
مثل هذه المواجهات القوية والصعبة من شأنها إضافة المزيد من التطور الفني في أداء الفريق وإكساب العناصر الجديدة الخبرة إلى جانب أنها فرصة لتلافي أخطاء اللاعبين في مواجهة فريق تيميشوار الروماني السابقة.
الفريق الألماني بتاريخه العريض اختار الهلال ليستعد جيدا لدوري البوندسليجا والذي أوشك على الانطلاق وهو فريق غني عن التعريف فهو صاحب أول بطولة للدوري الألماني وذلك بعد مرور 14 عاما على تأسيسه فقط!
كما أنه صاحب ثاني أفضل رقم في عدد الانتصارا المتتالية في الدوري الألماني بعد بايرن ميونيخ إثر تحقيقه ل14 إنتصارا متتاليا عام 65م وهو الذي شارك في 17 مباراة في دوري أبطال أوروبا ولم يخسر سوى مباراتين فقط وكسب وتعادل في البقية ووصل لهذه البطولة 3 مرات فيما شارك في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي 13 مرة وكأس الكؤوس الأوروبية مرتين وحقق نتائج مذهلة ووصل لمراكز متقدمة رغم أن الحظ لم يحالفه في تحقيق أي بطولة منها.
الفريق الألماني حقق لقب الدوري الألماني 3 مرات وكأس ألمانيا 4 مرات ليكون بذلك خامس أفضل فريق في تاريخ ألماني مع العلم أن إنجازاته هذه سطرها في فترة الستينات والسبعينات الميلادية قبلما يصاب بأزمات مالية حادة أدت لهبوطه لدوري المظاليم عام 99م بعدها عاد للممتاز ولكن بنتائج غير جيدة ولاتعكس تاريخه العريق واحتل الموسم الماضي المركز ال13 في دوري بلاده ولكن مستوياته بدأت في التطور ونشاطاته في سوق الانتقالات ملموسة بدليل أن آخر صفقة أبرمها كانت لمهاجم منتخب ألمانيا الخطير (بودولسكي) المنضم من فريق بايرن ميونيخ وهو العنصر الدولي الوحيد في الفريق من منتخب المانشافت وربما يعيقه إرهاق المونديال عن المشاركة في هذا النزال.
مع العلم أن آخر بطولة رسمية حققها الفريق الألماني كانت قبل 27 سنة.


إذا مواجهة كبيرة تجمع بين تاريخ كولن الألماني وبين زعامة فريق الهلال الذي يعتبر بدوره أفضل فريق سعودي وخرج فائزا للتو من الدوري السعودي.
ولابد أن نضع في الاعتبار أن أي فريق في الدوري الألماني مهما كان ترتيبه مؤهل لهزيمة أقوى فريق سعودي بحكم الفوارق المادية والفنية وعدد اللاعبين الأجانب خاصة وأن الدوري الألماني يعتبر من أقوى خمس دوريات في العالم وفي نفس الوقت فان الكرة الألمانية هي الأفضل حاليا في القارة العجوز بجانب الكرة الاسبانية.
ومما يزيد من قوة هذه المواجهة أن طرفها الألماني فريق يسعى للاعداد وبكل قوة لدوري بلاده بدون (غطرسة) ذلك لأنه لن يستطيع تأمين وديات كثيرة أقوى من هذه المواجهة بحكم إقتراب الدوري الألماني زمنيا وضعف إمكاناته المادية مقارنة بالفرق العالمية ولأن عدد الأندية العالمية المقيمة حاليا في النمسا محدود.
في حين أن المواجهة لو كان طرفها فريق ألماني أقوى فلربما كان هدفه التأهيل اللياقي والعودة لحساسية الكرة بدون جدية تذكر خشية إرهاق اللاعبين أو تعرضهم للاصابات.
المواجهة أيضا لها إعتبارات أخرى فهي تعتبر ثأرية بعد آخر مواجهة جمعت بين منتخبي ألمانيا والسعودية وانتهت ألمانية ب8 أهداف نظيفة فالهلال قادر بنجومه على تغيير نظرة الألمان بشكل خاص والأوروبيين بشكل عام عن الكرة السعودية والتي تطورت ودخلت عصر الاحتراف وبدأت في تطبيق الاستثمار وجذبت لاعبين عالميين بأسعار خيالية يطمح أي ناد لضمهم وفي مقدمتهم نادي كولن والذي يضم في صفوفه عدة لاعبين أجانب لايصلون لمستوى أجانب الهلال!
الجدير ذكره بأن الفريق الألماني يضم في صفوفه 16 لاعبا أجنبيا جميعهم دوليين بعد تخليه مؤخرا عن مهاجم كاميروني لفريق ياباني وهو بهذا العدد الضخم تميل التوقعات لصالحه في كسب مواجهة الهلال والذي لايضم في صفوفه سوى 4 أجانب فقط بينهم لاعب واحد لن يشارك في هذه المواجهة وهو الكوري لي يونج!!
مع العلم أن من حق الفريق الألماني تجربة الفريق بكامله والزج بكافة العناصر الأجنبية طالما أن النزال ودي.
ومع ذلك فان فريق الهلال قادر على قلب التوقعات وكسر الفوارق فهو سبق وأن قاوم أندية أقوى خاصة وأن عناصره المحلية تشكل ثلث المنتخب السعودي ولديها الطموح والاصرار.
ومع تبقي مواجهة فالنسيا الاسباني يكون الفريق الهلالي قد إزدادت شهرته في بقاع قارة أوروبا بملاقاته لفرق عالمية كثيرة في المعسكرات الأوروبية حيث سبق له مواجهة الأندية التالية:
أتلانتا الايطالي وكلوج الروماني وبرمنغهام الانكليزي وسبورتينج لشبونة البرتغالي وأولمبياكوس اليوناني وأبولو القبرصي وتيميشوارا الروماني وغيرها.
هذا خلاف اللقاءات الودية القوية التي شارك فيها في الرياض أمام عتاولة أوروبا مانشستر يونايتيد الانجليزي وإنتر ميلان الايطالي وفالنسيا الاسباني.
مع العلم أن مواجهة فالنسيا الاسباني تكاد تكون أصعب مواجهات الهلال الودية في معسكراته الخارجية حيث ستقام في النمسا قريبا.

ركلات ..حرة

- المعسكرات الخارجية لها المردود الايجابي على أداء اللاعبين اللياقي والفني وبالأخص اللياقي ففي السنوات الماضية كان الفريق يقيم معسكرات داخلية أو عربية ولكن ليست مفيدة كالأوروبية فماشاهدناه في النمسا يعكس عن فوارق كثيرة في الطبيعة والامكانات الرياضية الأمر الذي يعزز من فوائد المعسكر بل ويبعث على المزيد من التفاؤل والاطمئنان داخل نفوس مسيري البيت الهلالي ومحبيه هذا خلاص تحفيز التجاوب والتفاعل والانضباط من قبل اللاعبين.
- شاهدنا في معسكر النمسا غاباتها الخلابة ومناظرها الأخاذة والتي تسر الناظرين وتعتبر مقصدا لآلاف الزوار سنويا من كافة أقطار العالم خاصة وأن النمسا تعتبر دولة سياحية شهيرة وهي تلي سويسرا وفرنسا وإسبانيا من حيث الأرباح السياحية الصيفية.
هذه الغابات تحفز اللاعبين على تقبل تعليمات وأوامر مدرب اللياقة وهم يجوبونها سيرا على أقدامهم مسافات طويلة بالكيلوهات في حين أن هذه المناطق غير موجودة في بيئتنا العربية وهذا مايجعل المدربين يكتفون باللف حول المضمار وهذا غير محفز لنفسيات اللاعبين كما أن الجو الحار هنا بجانب قصر مسافة الملعب مقارنة بالغابات لايضمن بلياقة عالية تكفي لحرث الملعب موسما كاملا!!
- وبجانب ذلك نجد أن صالات الحديد والعيادات الطبية هناك مجهزة بأحدث وأفضل الأدوات والأجهزة وتعتبر متكاملة من كافة النواحي خاصة وأنها جهزت خصيصا للفرق العالمية التي تستهدف النمسا كمحطة إعداد سنوية لها.
- وهذه الدولة تستقبل عدة أندية عالمية كل صيف فهي تحتضن إستعدادات الفرق العالمية التي تود البعد عن الصخب والاتجاه لبيئة سياحية لتصنف كواحدة من أقوى معسكرات أوروبا فهي دولة ثابتة في إستقبال المعسكرات وخيار مثالي من السيد (جيريتس) الخبير بمعسكرات أوربا خاصة وأنه واحد من أشهر مدربيها وتقلد هذا الدور مع عدة أندية أوروبية شهيرة.
وتسلط على هذه الدولة الأضواء من كل مكان لمتابعة إستعدادات الأندية العالمية وبذلك يستفيد الهلال بملاقاتها وزيادة الاحتكاك بدلا من البقاء في البلدان العربية حيث لاتوجد فرصة أبدا بحضور أندية عالمية وهي التي تزيد من تطوير الأداء الفني للاعبي الهلال عكس الفرق العربية التي تمتلئ بالأحقاد في تنافسها وهدفها إما الفوز أو الخشونة!!
- كما أن ملاعب التدريب هناك تقبع في أحضان الحدائق الغناء ووسط نسمات الصباح الهادئ ورياحه الربيعية وهذا ليس بموجود في المناطق العربية التي تعج بالغبار والأتربة والشمس الحارة.
- والنمسا بالذات تتسم بوجود الينابيع الحارة والتي تساعد على حل مشاكل إصابات وآلام العضلات والعظام وهي العلاج الشعبي الذي لايوجد سوى في دول قليلة جدا في العالم كتركيا والنمسا وتشيكيا ويسافر لها سنويا آلاف المرضى لطلب العلاج خاصة ذوي الدخل العالي.
- وأخيرا وليس آخرا نجد أن هذه المناظر السياحية والمعسكرات العالمية والفنادق الفاخرة تعزز النواحي النفسية لدى اللاعبين وتساعد على تقبلهم للتعليمات الادارية والفنية وعلى تحمل الاجهاد البدني والاغتراب عن الأهل والأقارب والأصحاب وتعتبر بمثابة السياحة لدى اللاعبين بدلا من بقائهم في حر الرياض فلا سياحة ولا إعداد قوي!!
- لاننس أن جميع معسكرات الهلال الخارجية التي كانت في أوروبا ناجحة وبكل المقاييس ماعدا معسكر هولندا الذي أقيم عام 2003 تحت إشراف المدرب أديموس والذي يتحمل فشل المعسكر حيث نال الفريق آنذاك الاخفاق وخرج خالي الوفاض من البطولات!!
- في حين أن الهلال أقام معسكرين تحضيريين في الدول العربية وبالتحديد في تونس عامي 2006 و2007 وكان الأول فاشلا وخرج الفريق خالي الوفاض من البطولات في حين كان الثاني ناجحا والأساس بلا شك في نجاح المعسكر يتعلق بنوعية الاعداد وإنضباطية اللاعبين وجدية الجهازين الفني والاداري خاصة وأن البطي واليوسف الغير ناجحين إداريا كانا متقلدين منصبهما في المعسكرات الفاشلة فاليوسف حضر معسكر هولندا والبطي حضر معسكر تونس.
- معسكرات الهلال الخارجية في مجموعها تصل إلى 7 معسكرات منها اثنين في تونس و5 في أوروبا توزعت على البرتغال 2005 والنمسا 2009 و2010 وإيطاليا 2008 وهولندا 2003.
وهذا هو الظاهر في العشر سنوات الأخيرة في حين أن المعسكرات قبل ذلك داخلية وتتوزع مابين الباحة وأبها والطائف والرياض.