[فارس بنو هلال]

استبشر الهلاليون خيرا بقدوم المهاجم الجديد (وليد الجيزاني) لصفوفهم قادما من فريق الشباب في صفقة تؤكد دهاء الادارة الهلالية وعمق العلاقات الشبابية الهلالية.
وفي الحقيقة أن وليد الجيزاني قدرة تهديفية كبيرة يفتقدها الهلال منذ رحيل الذئب سامي الجابر فلا صفقة ياسر ولاصفقة عيسى المحياني غطت غياب سامي.
وأعني بذلك أن الهلال يحتاج لرأس حربة هداف يجيد الكرات العرضية حيث أن هذه الميزة غائبة ومفقودة منذ سنوات طويلة.
فياسر القحطاني كلاعب هداف لايستطيع فعل كل شئ بمفرده كرأس حربة وحيد بين أحضان المدافعين ويحتاج للاعب مساند ولم يجد اللاعب الذي يفهمه ويكمل مجهوداته بعد عدة تجارب مع العنبر والصويلح وغيرهما.
ياسر القحطاني يجد الحرية المطلقة في المنتخب السعودي بوجود الهداف مالك معاذ إلى جواره حيث يكون بينهما تعاون كبير وعادة مايكون ياسر المهاجم الثاني وليس رأس الحربة المتمركز على إعتبار أنه لاعب مجهود ومهارة ويجيد صنع الفرص والتراجع للوسط.
هذا الموسم حاولت الادارة الهلالية بناء على طلب الداهية (جيريتس) إحضار هداف رأس حربة داخل الصندوق بجوار ياسر لزيادة القوة الهجومية للفريق الهلالي وبعد تعثر المفاوضات مع مهند عسيري ومالك معاذ وجدت الادارة الهلالية ضالتها في القناص وليد الجيزاني بأسهل الطرق.
فمن حزن على رحيل عمر الغامدي فنقول لهم أن عمر بلغ من الكبر عتيا وشهد مستواه تراجع رهيب في آخر سنتين كان خلالهما حبيسا لدكة الاحتياط خاصة بعد قدوم المحارب الروماني رادوي.
ولاننس أن الغامدي كثير الاصابات ولم يلعب هذا الموسم سوى لقاءات قليلة جدا كما أن الموسم القادم يعتبر الأخير له في عقده مع الهلال حيث كان يرغب اللاعب في الاعتزال بالهلال!!
والحقيقة الخافية عن محبي الهلال أن عمر كان من أبرز المرشحين لدخول قائمة المنسقين العام الماضي بعد قدوم جيريتس وفي هذا الموسم رشحه جيريتس أيضا للاعارة لعد الحاجة لخدماته لكونه يحتاج دماء شابة تخدم الهلال لسنوات قادمة.
كل هذه المعطيات يناقضها تماما وليد الجيزاني والذي يعتبر الموسم الماضي الأفضل له من ناحية العطاء وتحسن الأداء وبرز بشكل ملفت للأنظار مع فريقي الحزم والشباب وكان مرشحا للاحتراف بفريق أوكسير الفرنسي وفريق الاتحاد ونافس على لقب هداف الدوري.
ومما يؤكد أن الهلال هو المستفيد من صفقة المقايضة أن وليد عمره 27 سنة وقادر على العطاء لأكثر من 5 سنوات قادمة في حين أن عمر الغامدي يبلغ من العمر 34 سنة.
ولاننس أن الجيزاني رأس حربة مهاجم في حين أن مركز الغامدي هو محور خلفي وهذا يقتضي وفقا لسوق الانتقالات أن يكون سعر المهاجم أعلى بطبيعة الحال ولكن الصفقة لم تشهد فوائد مالية للطرفين!!
وفي الوقت ذاته فان وليد تلقى عرضا إتحاديا مغريا الموسم الماضي تجاوز 10 ملايين ريال ولقي الرفض من قبل الادارة الحزماوية التي اشترطت 13 مليون ريال قبل إنتقاله لفريق الشباب ومع ذلك انضم للهلال بدون مقابل مادي للشباب وبعقد طويل المدى يصل إلى 4 سنوات!!
والحقيقة أن الادارة الشبابية كانت مجبرة على الصفقة نظرا لحاجتها الماسة لخدمات محور خلفي بارز وتفاجأت أن أبرز المحاور موجودين في الهلال فاضطرت لهذه الصفقة رغم حاجتها لخدمات الجيزاني الذي انضم لصفوف الشباب قبل فترة وجيزة فرض خلالها نفسه كلاعب أساسي بالخارطة الشبابية وساهم في تأهل الشباب لدور ال8 بالبطولة الآسيوية.
وفي نفس الوقت يحق للهلال الاستفادة من خدمات وليد بالبطولة الآسيوية نظرا لتغير لوائح البطولة السابقة.
ووليد أصبح الآن مؤهلا لقيادة هجوم الهلال بجوار ياسر لايجاد حلا مشتركا لمعضلة الفرص الضائعة والكرات العرضية وتفعيل الناحية الهجومية خاصة وأنه يتسلح بعصارة خبرة اكتسبها مع 3 فرق بارزة وهي الأهلي والشباب والحزم وكلها أندية ممتاز عكس بعض المهاجمين الذين قدموا للهلال من الدرجة الأولى سواء الصويلح أو العنبر أو حتى ياسر الذي كان ينتمي لفريق القادسية وهذا يعني أن وليد لن يحتاج لوقت طويل لتطوير مستواه.
ودور وليد مماثل لدور المهاجمين الأجانب الذين يشاركون بجوار سامي في سنوات ماضية بهجوم الهلال حيث كان سامي يمولهم بالكرات ويصنع الفرص ويشارك في التسجيل ويزيد الكثافة العددية لهجوم الهلال ويفتح ثغرات في حين كانت مهمة المهاجم الأجنبي التسجيل فقط مثل سيرجيو والكاتو وداين فاييه وتراوري وأدميلسون وغيرهم.
والحقيقة أن وليد أثبت نجاحه بجميع الفرق التي لعب لها وسبق له تمثيل المنتخب السعودي ويعتبر حاليا أفضل لاعب سعودي في الضربات الرأسية بلا جدال وهذا ماينقص الهلال وحت لو لم يشارك أساسيا ففائدته هي تقوية الاحتياط وتعويض النقص في حال غياب ياسر.
والتاريخ يذكر أن وليد بقي مع إنتهاء عدة مهاجمين لعبوا بجواره أمثال عبيد الدوسري وطلال المشعل ولاعبين لعبوا في جيله أمثال الشيحان والجمعان والسويد وغيرهم.
كما أن لاعبا كوليد يفرض نفسه كهداف بفريق الحزم فهذا بحد ذاته إنجاز فمن الصعب أن تطلب من لاعب مميز كياسر القحطاني أن يلعب مع الحزم وينافس على قائمة الهدافين معه لأن إمكانات الحزم الفنية أقل بكثير من الهلال فوليد لم يسانده سوى مناور وحمادجي ومع ذلك فهو من أبرز مهاجم محلي الموسم الماضي بجوار ياسر القحطاني ومحمد السهلاوي.
لاننس أن الصفقة تؤكد مجددا عمق العلاقات بين ناديي الهلال والشباب فهي لم تشهد تعقيدات بين الناديين الشقيقين وهي ترسخ المفهوم الحقيقي للاحتراف وتعطي نموذجا للعلاقات الوطيدة بين الناديين والتي شوهتها أندية أخرى بتصرفات طفولية كالأهلي والاتفاق!!
الشباب يعتبر وفقا لاحصائيات أكثر فريق سعودي مد الهلال بلاعبين سعوديين ومعظمهم كان النجاح حليفهم وقد سردت ذلك في موضوع سابق وقديم.
أما فيما يخص عيوب الجيزاني فالحقيقة أن كل لاعب لايخلو من العيوب ولكن وليد مظلوم بسبب الجماهير الأهلاوية التي لم تقدر تاريخه فهو فأل خير على الأهلي فمنذ مشاركته مع الفريق الأول عام 2001 والأهلي عاد لمنصات التتويج بعد سنوات غياب طويلة لاينساها التاريخ!!
ووليد فرض نفسه كلاعب بالمنتخب ونجح في فترة الاعارة مع فريق الشباب حينما كان أهلاويا ولقي إشادة معظم المدربين الذين تعاقبوا على الأهلي فأين الخلل يكمن؟!
بالتأكيد في الجمهور الأهلاوي الذي حارب معظم نجوم الأهلي والدليل يكاد لايوجد لاعب أهلاي يتجاوز سن ال30 يستمر بصفوف الأهلي ويكون أحد رموزه لتدخلات شرفية وجماهيرية والأمثلة كثيرة وأبرزها خالد مسعد وعبدالله سليمان وخالد قهوجي وطلال المشعل وإبراهيم سويد وحمزة صالح وحسين عبدالغني ومنصور النجعي وتيسير النتيف وسعد الدوسري ونايف القاضي وعلي العبدلي وسعود الخيبري وغيرهم كثر!!
لن أطيل الحديث وسأدع لغة الأرقام تتكلم عن وليد فهي الأبلغ وهي الفيصل في الموضوع:


الاسم:وليد الجيزاني
العمر:27 سنة
الطول:182 سم
الوزن:72 كجم

السيرة الذاتية
بدأ وليد الجيزاني مداعبته للكرة عام 1416 بصفوف فريق الوحدة كلاعب بالناشئين وخلال 3 سنوات فرض نفسه بالفئات السنية وأصبح هداف دوري درجة الشباب الممتاز.
لفت الأنظار من عدة أندية وتدخل الأهلي ليخطفه عام 1419 وشارك بالاحتياط وفريق الشباب لمدة سنة قبل إنضمامه رسميا للفريق الأول عام 1420-1421.
منذ ذلك الوقت فرض نفسه كلاعب أساسي بجوار طلال المشعل وأحيانا يكون إحتياطيا للمهاجم الأجنبي.
منذ أول موسم له مع الأهلي عاد الأهلي لمنصات التتويج حيث لعب مع الفريق الأهلاوي 6 سنوات حقق خلالها 7 بطولات على النحو التالي:
كأس فيصل بن فهد عام 1421
كاس الصداقة عام 1422
كأس ولي العهد عام 1422
كأس فيصل بن فهد عام 1422 أمام الهلال وقد حسم تلك البطولة برأسه الذهبية للأهلي
كأس الخليج عام 1422
كأس الصداقة عام 1423
كأس البطولة العربية للأندية عام 1423


في عام 2007 قرر الأهلاويون إعارته لفريق الشباب بناء على ضغوطات جماهيرية وقد نجح حينها مع الفريق الشبابي حيث ساهم في صعود الليث لدور ال16 بالبطولة الآسيوية وحقق مع الفريق الشبابي بطولة الدوري أمام الهلال بنتيجة 3-0.

في عام 2008 قرر الأهلاوين بيع عقده لمصلحة نادي الحزم إثر تلقيهم عرض مغر من خالد البلطان عضو شرف الحزم واضطروا لبيع عقده بسبب الأزمة المالية على غرار طلال المشعل.
لعب مع الفريق الحزماوي موسمين رائعين خاصة الموسم الماضي الذي كان خلاله هداف الفريق وثالث هدافي الدوري لتتم إعارته لمصلحة الشباب وانتهت الاعارة بالانتقال النهائي ومنذ أول مباراة له مع الشباب خطف الشباب لقب كأس فيصل بن فهد ضد الهلال.
ساهم أيضا في صعود الليث لدور ال8 بالبطولة الآسيوية حيث حسم مباراة الاستقلال الايراني برأسه الذهبية.

أهدافه
خلال مسيرة وليد مع الأهلي والشباب والحزم وعلى مدار 10 سنوات سجل مايقارب 90 هدفا بمعدل تهديفي سنوي يصل إلى 9 أهداف وهو معدل عال جدا جدا قياسا بجلوس اللاعب على دكة الاحتياط في أغلب مشاركاته مع الأهلي والشباب خاصة مع الأهلي مع العلم أن معدله التهديفي مساو للمعدل التهديفي لياسر القحطاني وهو هداف له حضوره السنوي على عكس بعض المهاجمين الذين يبتعدون عن التهديف لفترات طويلة.
وهو بالهلال سيجد الامكانات الفنية المتاحة وفرص بالكوم يمولها له نجوم الهلال ومستواه سيتطور كثيرا ولذلك ستزيد القدرة التهديفية له.
رقميا يعتبر وليد من أفضل 8 مهاجمين في الوقت الراهن بجانب ياسر القحطاني وصالح بشير وعيسى المحياني ومالك معاذ وناصر الشمراني وطلال المشعل وسعد الحارثي.
وفي الحقيقة استطعت إحصاء 75 هدفا للاعب منذ عام 2003 على النحو التالي:

2003
سجل مع الأهلي 12 هدفا كالتالي:
4 أهداف بالبطولة العربية
7 أهداف بمسابقة الدوري
هدف بكأس ولي العهد

2004
سجل مع الأهلي 8 أهداف على النحو التالي:
3 أهداف بالبطولة العربية
4 أهداف بمسابقة الدوري
هدف ببطولة الصداقة
2005
سجل مع الأهلي 9 أهداف على النحو التالي:
4 أهداف بكأس فيصل بن فهد
5 أهداف بمسابقة الدوري

2006
سجل مع الأهلي 9 أهداف على النحو التالي:
5 أهداف بكأس فيصل بن فهد
4 أهداف بمسابقة الدوري

2007
سجل مع الشباب 13 هدفا على النحو التالي:
4 أهداف بمسابقة الدوري
هدف بكأس ولي العهد
3 أهداف بالبطولة الآسيوية
5 أهداف بكأس فيصل بن فهد حيث توج هدافا للبطولة

2008
جلس إحتياطيا بالفريق الأهلاوي حيث جدد عقده ب800 ألف ريال ورغم تمسك المدرب الصربي نيبوشا بخدماته إلا أنه رحل للفريق الحزماوي مقابل 2 مليون ريال.

2009
سجل مع الحزم 10 أهداف على النحو التالي:
3 أهداف بكأس الملك حيث توج هداف للمسابقة
هدفين بكأس ولي العهد
4 أهداف بمسابقة الدوري
هدف بكأس فيصل بن فهد

2010
سجل مع فريق الحزم 10 أهداف ومع فريق الشباب هدف وحيد على النحو التالي:
هدف مع الشباب بالبطولة الآسيوية
10 أهداف مع الحزم بمسابقة الدوري حيث بلغ هذا الموسم أوج عطائه

من عيوب اللاعب البطء وعدم المراوغة وتضييع الفرص الانفرادية.
مميزات اللاعب كثيرة وأبرزها الأهداف الرأسية وقوة القدم والحماس والبنية الجسمانية وقناص فرص.