[مسّتريح البال]

مابين جيريتس ومقولة تشارلز ديكنز شعره !


يقول الكاتب والروائي الانجليزي تشارلز ديكنز : أربع أشياء في حياتك لا تفعلها , فقد الثقة , ونكث الوعد , وتحطيم العلاقات , وكسر القلب , لأنها لا تحدث صوتا ً ولكنها تحدث الكثير من الألم ! .

وما إن جاء جيريتس وحط رحاله في الرياض , وجميع الهلاليين صغيرهم وكبيرهم وهم يعيشون مرحلة اللاتوازن ويدورون في فلك مهزوز من الثقة التي لم يشعروا بها معه , وإن شعروا بها ما هي إلا لحظات ويتلاشى ذلك الشعور في الثقة !

ليس بسبب ما يقدمه من نهج تكتيكي أو ما يقوم به من عمل خرافي لإعداد الفريق , أو ما يحاول زرعه في نفوس اللاعبين من ثقة وانضباط , ولكن بسبب الأخبار المتواترة , التي تتناقل رحيله بين الفينة والأخرى , يقابلها دائما ً بنفي ( غير قاطع ) بأنه سيواصل إلى نهاية عقده , بطريقة تشعرنا بأنه قد يتخلى عن الفريق من ( أجل المال ) في أي لحظة كانت , بينما نجد ذلك النفي القاطع يخرج من مجلس الإدارة وأعضائه , وهو ما يجعلنا نثق ببقائه على مضض !

أما نكث الوعد فهاهو يلوح في الأفق بقوة ( أكثر من أي وقت مضى ) بل بطريقة صارخة وساخرة بنا كهلاليين , وهو يحدد في التصريح المنقول على لسانه من صحافة بلاده , بأن شهر نوفمبر القادم هو آخر عهد له بالفريق وبعدها سيحط رحاله في بلاد المغرب العربي , وربما كما يقول قد يكون الأمر قبل ذلك بكثير في أي مرحلة قد يفقد فيها الفريق فرصته للمواصلة في الحصول على اللقب الأسيوي !

بينما تحطيم العلاقات فهو يسعى لها بقوة , بعد أن تمكن ( بسبب طيبتنا ) أن يستحوذ على مشاعر الهلاليين كافة , مما جعله يرتقي لـ مكان لا يصله إليه أحد , لأنه اعاد لنا الوهج الهجومي الذي افتقدناه في فترة مضت , وبسبب النتائج الجيدة التي حققها الفريق في الموسم الماضي , حتى بات جيريتس علم ٌ في رأسه نار ٌ , فأصبح الصغير يحبه , والكبير يقدره , لدرجة أن سمو الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد عده أحد أصدقائه المقربين , كما بقية أعضاء مجلس الإدارة , والكثير من الشرفيين الهلاليين , في علاقة أشبه ما تكون نسج من الخيال , ولكن نرى أن جيريتس , لا يشعر بأي حرج تجاه تحطيم تلك العلاقات وقطعها بسبب ( حفنة من المال ) لم يكن يحلم به قبل أن تلامس قدماه نادي الهلال !!

بعد ذلك كله أجزم أنه سيكسر الكثير من القلوب , ويحطمها كما ( يحطم الزجاج ) لأن من يفعل كل ما سبق , لن يتهاون للحظة في فعل ذلك ( برحيله طبعا ً ) الذي طالما يحاول نكرناه وهو بيّن , كالشمس في رابعة النهار .


فـــتـات

• كوزمين رجل الوفاء الأول بين جميع من حضر لتدريب الهلال , حورب من صحافة بلاده , كما حورب من الصحافة الوافدة داخليا ً , ووجد من المغريات ما يسيل لها اللعاب لترك الهلال , ولكنه ظل وفيا ً بعهده للهلاليين , لأنه أحبهم ولم يحب المال ويسعى له .

• درس مجاني في الوفاء أتمنى أن يستفيد منه جيريتس , ولكن لا أظن !

• نقول كل ذلك قبل أن يتأكد بشكل قطعي ما ورد في صحافة الأمس على لسان جيريتس نفسه , ولكن لا دخان من غير نار .

• إن صمم جيريتيس على الرحيل في نوفمبر القادم على أقصى حد , يجب على الإدارة الهلالية بقيادة سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد أن تفك الارتباط معه والبحث عن مدرب كفؤ لقيادة الزعيم في المواسم القادمة قبل بداية المعسكر القادم .

• كما صرح الأمير عبد الله بن مساعد قبل فترة زمنية قصيرة بأنه في حالة قرر جيريتس الرحيل فالبديل جاهز , لماذا إذا المغامرة ببقائه , في ظل وجود من تثق الإدارة الهلالية بمقدرته على قيادة الفريق إلى بر الأمان .

• المدرب الروماني القدير بولوني كم تسربت بعض الأخبار سابقا ً بأنه خليفة جيريتس المنتظر , بحسب سيرته التدريبية مكسب للزعيم , محفز آخر للاستغناء عن جيريتس قبل المعسكر الإعدادي .

• بإذن الله القافلة الزرقاء ستواصل المسيرة المظفرة بنفس الكفاءة وأكثر , في ظل ترأس النادي قامة كبيرة وقديرة كالأمير عبد الرحمن بن مساعد , ومن خلفه رجال أوفياء يقفون مع الكيان قبل الأشخاص .




ودمتم في رعاية الله