[midnight1]

بسم الله الرحمن الرحيم

انا لن اتحدث اليوم عن مشكلة شخصية ولا مناطقية ولا اقليمية بل ولا عربية. اتحدث اليوم عن قصة نجاح وقدوة ورمز. اولا أسالك بالله ان تحاول قدر الاستطاعة ان تتابع الحلقة التى بثتها قناة الجزيرة في برنامج نجوم الجزيرة عن حياة اللاعب الفنان العربي العالمي الانسان الرمز المثل القدوة اللاعب رابح مادجر. اجمل ما في حياة ذلك الهرم بكل ما تعنيه الكلمة انها عبارة عن قصة نجاح متكامل. اقسم بالله انه من المفترض ان تشترى حقوق بث تلك الحلقة وتدرس في المدارس وفي الجامعات ويستشهد بها كل مدرب سواء رياضي او مدرب موارد بشرية. على مدى اكثر من ساعتين ونصف اتحدى انك لن تسمح لنفسك بأن تفوت ولو دقيقة واحدة من ذلك اللقاء. سوف تدرك ان ذلك اللاعب كان وما زال الاحق بحمل سفير العرب والمسلمين للنوايا الحسنة لدى الغرب.لن تنسى كلمات زملاء اللاعب والاداريين والمدربين ورؤساء اتحادات واندية عالمية تحدثوا عنه, لن تنسى ذلك المنظر لاحد الادارين الذين اشرفوا عليه في احد الاندية العالمية وهو يبكي وينتحب عندما عاد اللاعب لزيارته وهو طريح الفراش. لن تنسى منظر ذلك العجوز وهو يضمه ويقبل راسه ويده وصوت بكاء ذلك العجوز يرن في اذنيك, لن تنسى منظر الدموع في عيون ذلك اللاعب في آخر اللقاء وهو ينظر الى قبري والديه. عندها ستدرك لو انك منصفا انك تتحدث عن ظاهرة لن تتكرر, كيف استطاع ذلك الشاب العربي المسلم باخلاقه وتعامله قبل موهبته الكروية ان ياسر قلوب اولئك الناس كيف استطاع ان يترك ذلك الاثر في نفوس الغرب عن نموذج لشاب عربي مسلم سرق العقول والقلوب. كنت فقط اعرف اللاعب من خلال شهرته كلاعب قاد فريقه للفوز باغلى كأس في اروبا فقط وللامانة كانت صورته في مخيلتي كصورة لاعبينا المشاهير , مشاهير فقط على صفحات الصحف الملحية. مشاهير في السب والشتم والاساءة الى الخصم واشعال الشارع الرياضي بتصاريحهم النارية الساذجة وكانهم يتحدثون عن معارك وانتصارات لامة او دين. مشاهير ما ان يغيب عن عدسة الكاميرا او ينهي حديثه مع مراسل او صحفي حتى ينكشف لك زيف وحقيقة ذلك المشهور. مشاهير ما ان يتركوا الركض على البساط الاخضر حتى يطويهم النسيان ونتفاجا بهم فاشلين اسريا واجتماعيا ومهنيا ان لم يكن اخلاقيا ايضا. مشاهير ما ان يتواروا عن الانظار في الملاعب والشاشات ويعتزلوا اللعب حتى يدركوا حجم الخسارة التى حققوها من اساءات للمنافسين ومسؤولي الاندية الاخرى ولاعبي وجماهير الاندية الاخرى. للجميع اقول باختصار, شاهدوا حياة نجم وقصة نجاح, نجاح اثناء الشهرة وبعد الشهرة قصة نجاح داخل وخارج البساط الاخضر قصة نجاح مهنية واجتماعية وعائلية. لن اسهب في الحديث عن ذلك النجم الهرم فانا اجزم ان لديكم من الكلمات التى ستصفه بافضل مما وصفته.كل ما يتطلبه الامر هوفقط مشاهدة تلك الحلقة عن ذلك النجم. من باب الامانة انقلوا صورة هذا القدوة لاطفالنا قبل شبابنا. اذا كان لديكم انصاف وتحمل لمسؤوليتكم تجاه مجتمعكم فهذه احدى الفرص لتربية صغارنا وشبابنا ليقتدوا بمثل هذا اللاعب

عبدالله محمد القحطاني
الملحقية الثقافية في الصين