[ابو ريّان]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بعد اجتماع لجنة الإنضباط ظهيرة هذا اليوم نستطيع أن نقول بل ونجزم بأن هذا الكيان مُحارب من جميع الجهات ؛ أيها العقلآء اجتماع هذا اليوم قد وضع الكثير من النقط على الحروف ولم يدع مجالاً لإحسان الظن، اجتماع لم يدم الإثنتي عشرة دقيقة ولو أرادوا السلام على بعضهم لم يسعهم الوقت فكيف بإصدار قرارات تجعل الحليم حيراناً.

قبل أيامٍ عدة قامت لجنة الإنضباط بإصدار قرارات لحالات مشابهة للاعب النصر "فيقاروا" ولم يكتفوا بما قام به الحكم بل أوقفوا وعاقبوا لاعبين لمباراة و اثنتين وثلاث ووصلت إلى الأربع ولم يكتفوا بما أصدره الحكم من قرارات.

...

كرياضيين سعدنا "بالتحرّك" الذي قام به الإتحاد السعودي بعد الضغط الذي قام به الإتحاد الآسيوي حتى وإن كان هذا التحرك ننيجة ضغط إلاّ أنّه أسعدنا، فطبعنا أن لانتحرك حتى يُضغط و تسلّط الأضوآء على ما "خَفي"، ففرحنا وقلنا اللهم لك الحمد والمنّة هانحن نسعد بانتخابات جديدة بعد انتخابات "القمامة" -أعزّكم الله- فوعدونا بانتخابات على "مستوى عالي" و "خصخصة" و "لجان" و "لن نسمح بازداوجية المناصب" و "لن نأخذ لاعبيكم عندما يشاركون للوطن" و "ملاعب ومدرجات عالمية بدلاً من هذه الملاعب المهترئة" و "لا لتوزيع الثروات عفواً أقصد لا لتوزيع البطولات" "لا العجرفة الإجتماعية" !

قلنا ما شآء الله تبارك الله .. اللهم لاحسد .. الإتحاد الإنقليزي أمام أعيننا !

ارتفعت درجة "الوطنية" عندنا بعد استصدرا هذه القرارات وحتى إن كانت نتيجة ضغوط ولي ذراع قلنا "معليش" كله لأجلك يا وطن ..

وهاهي الأيام تمر لا انتخابات .. لا تخصص .. تعدد المناصب بأبشع صُورِه .. ولاعبينا يُسحبون من أمام أعيننا بالأسابيع .. العجرفة الإجتماعية نراها يمنة ويسرة ومِن مَن ؟ من رب البيت .. !

باختصار عندنا دوري ولاعبين يتمناهم الكثير وعندنا اتحاد ومسؤولين لا يتمناهم أحد.

...

مجتمعنا مجتمع مسلم عربي وكوننا في مجال الرياضة، فمن أهم أهداف الرياضة التربية والتآخي بين أبنآء الشعب الواحد بل بين الشعوب عامة وهذه الصفات يفرضها الإسلام والعروبة ناهيك عن كونها رياضة؛ لكن عندما نرى ما يجري في مجتمعنا الرياضي من تشاحن وتعصّب وبغضآء حتى وصلت الأمور إلى الوقوع في الأعراض والذمم واتهام الناس في شرفهم و أهليهم تجعلنا حيرانيين هل هذه حقاً رياضة ؟ عندما نشاهد ما يُعرض في وسائل الإعلام المختلفة من المتعصبين وما نقرأه في بعض الصحف نتسآئل هل كل هذا من أجل كُرَه ؟ بل وصل الأمر ببعضهم أن خانوا الأمانة وباعوا الوطنية التي أوسعونا بها غثائة من أجل هذه الكُرَه ! .. يا إلهي ..

وعلى طرفي النقيض نجد المنصفين هنا وهناك من الدول المجاورة بل الاجنبية قد قامت بإعطآء كل حق حقّه، وعندما تأتي الحقوق والوطنية والتشريف تجد الهلال على رأس هذه القائمة .. إذن هل نقول إنّك لاتجني من الشوك العنب ؟

...

فِكْرٌ يبني و فِكرٌ يهدم .. من السهل جدّاً أن تهدم ومن السهل جداً أن تكون شخصاً هدّاماً لكن من الصعب أن تضع على عاتقك هَمْ البنآء ..

في لقآء مع الأمير عبدالرحمن بن مساعد قال : " لم اتوقع الوسط الرياضي بهذا السوء .. ولو علمت هذا ما دخلته" هذا الكلام سيختصر كثيراً ما سأقوله ..

مر على الهلال رؤساء عدة -رحم الله ميّتهم وحفظ حيّهم- ولم يدر بخلدي في يوم من الأيام أن ذلك الأديب الأريب سيتسلم زمام المبادرة ويرأس الزعيم لأسباب عدة لا أحب أن اتطرق اليها.

لكني كنت أرى أبا فيصل في كثير من المناسبات .. كان حاضراً سوآء بشخصه أو بدعمه وهذا مايفعله الكثير من أعضاء شرف الهلال الداعمين لا الصوريين ..

أعرف عنه وعن والده -أطال الله في عمره- واخوانه الشيء الكثير ومن الأشياء المعلومة للناس هو تبوأه منزلة شعرية ليست بالهينة .. فعرفته شاعراً أديباً لبقاً خلوقاً بشوش الوجه نظر المحيا قد اكتسى وجهه نور ولعل هذا من حِفظه لكتاب الله.

فأعود وأقول لم يدر بخلدي في يوم من الأيام أنه سيصبح رئيساً للهلال !

لا أخفيكم سرّاً بأن رئاسة ناد وبحجم الهلال هي مهمة صعبة بل وصعبة جداً فأنت مطالب بالشي الكثيرفأمامه "أمور" لا تخفاكم ومن خلفه جمهور يدعم ولكنه لا يرحم فحاله أشبه بحال من دخل عش الدبابير !

تسّلم عبدالرحمن بن مساعد مهامه الرئاسية وبدأت معها عجلة اخرى تسير اختلفت عن تلك التي اعتدنا على سيرها، واعتذر هنا عن قولي اعتدنا بل سأقول اللتي اعتدت عليها.

ولست هنا أذم أو انتقد الإدارات أو الرؤساء السابقين للهلال فكلن قام بما عليه وزيادة، ولكنّي أصر على أنّ إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد مختلفة عن سواها كما أنّ الإدارات السابقة هي كذلك مختلفة عن سواها وعن الإدارة الحالية ولكل مقام مقال كما لكل حادثة حديث.

لن أتحدث عن الأفكار الجديدة، والإيمان بمدأ التخصص، والحِرفية الإدارية،وبُعد النظر والآرآء السديدة التي أثبت صحتها، أو الامول الطائلة المدفوعة .. سأترك هذا كلّه وأتحدث عن فِكره واخلاقه في التعامل مع "الآخر" ..

نكاد نتفق جميعاً على أن الأفكار الهدّامة دائماً ما يُغلّفها الضجيج والضوضآء ومثل هذه الممارسات قد تجذب الإنسان وتستهويه بطبيعته لكونها قد تكون مُحبّبة لبعض الناس وقد تؤتي أُكلها .. لكن الأشخاص الهدّامين والأفكار الهدّامة تبقى هدّامة وسيتضح فشل هذا الطريقة حتى في وسطنا الرياضي الذي يُطالب البعض بالسير على هذا المنهج للحصول على الحقوق .. نعم سيتضح فشل هذا المنهج ولو بعد حين .. شئنا أم أبينا.

الفكر البنآء أو الفكر بوجه عام هو كل تصميم نظري لتجارب البشر اينما كانت هذه التجارب، وبمعنى آخر هو مجموع الاسس النظرية والمفاهيم والمعاني التي تكمن خلف مظاهر السلوك الانساني والتي تعكس التصورات الخاصة بحركة الاصلاح.

هناك أفكار ورؤى اتخذها الأمير عبدالرحمن بن مساعد منهجاً له ولن يحيد عنها، هذه الأفكار نعلم يقيناً أنها صحيحة وبنّآءه ولكن قد نختلف في من "تُصرَف" وفي أي "بيئة" تُعطى .. لكن هذا الفارس النبيل لم ينظر إلى هذا وذاك قد اتخذ "اعمل خير وارميه للبحر" سياسة له يقوده في ذلك تغليب حسن الظن والنية الطيبة الصافية.

عبدالرحمن بن مساعد يُعتبر قائد لحركة الإصلاح الرياضي في وقتنا الحاضر، وبنظرة سريعة على حركات الإصلاح في التاريخ نجد أن حركات الإصلاح بدأت ضعيفة وقد وصلت إلى المُحاربة بوسائل شتى وتتفاوت أدوات هذه الحروب من نفسية ومعنوية إلى جسدية .. الحروب اختفت .. المُحاربين ذهبوا .. أصحاب المباديء الهدّامة وأفكارهم إلى مزبلة التاريخ .. وبقيت حركة الإصلاح والمصلحين مُخلّدة إلى يومنا هذا.


...

بعد هذا كلّه .. بعد كل هذه المنغصات والمعوقات والبيئة الغير صحية .. هل يحق لنا أن نقول أخرِجوا الهلال وعبدالرحمن بن مساعد من السعودية ؟ قد يحق لنا ذلك .. ولكن الجواب سيكون لا .. وألف لا .. .. الهلال وُلِد ليبقى شامخاً .. وفِكر عبدالرحمن بن مساعد وُلِد لينتشر.