[المملكة]

فاصل أزرق هام يتطلب الإلتفات إليه ! في خضم هذه الضجة الإعلامية وهذه الأصوات النشاز من كل ما هو أصفر ! هذا الفاصل يسلط الضوء على ظاهرة سارة للهلاليين ! طغت على المجتمع الرياضي في كرة القدم !

فمن يتابع المباريات وحضور الجماهير والبرامج المرئية والمسموعة والمقروءة والتي يكون فيها الهلال طرفاً يرى ويسمع ويقرأ ! أن هناك جيل أزرق جارف قادم لن يبقي لأندية الوسطى مساحة ! ومما يلفت الانتباه أن المشجع الهلالي المخضرم تكون أسرته وأقرباءه صغاراً وكباراً هلاليين بنسبة عالية وغالبة ... بينما في المعسكر الآخر نلاحظ هروب الاجيال الصغيرة من دائرة أبائهم الصفراء إلا فضاء الأزرق الزعيم حباً وتشجيعاً ! وأذكر في هذا المقام بعض الأمثلة :
- في مداخلة عبر الهاتف لأحد البرامج في الرياضية يوم مباراة الهلال والنصر كان أحد مشجعي النصر يتحدث بتعصب وبعد الانتهاء قدم طفلاً لديه على أنه هلالي وعلق قائلاً ( هو هلالي وان شاء الله يكبر ويعقل ويشجع النصر ) !!! فلكم التصور يخرج من رحم التعصب الأصفر جيل هلالي !! لماذا ؟! الجواب باختصار : لأن الهلال نادي القرن وزعيم الأندية بإنجازاته وقد وجدوا في زمن البطل الهلالي ! ولم يروا أمامهم سوى بطل واحد هو الهلال !! وأدركوا أن ما يسمعونه من آبائهم شيء وما يرونه في الواقع شيء آخر !! يرون نجوم الزعيم يحظون بالتقدير والجوائز والمثول أمام يدي رموز الوطن وقيادات البلاد ويتسلمون أعلى الاوسمة والكؤوس والميداليات والشهادات ! لهذا اختاروا بإرادتهم الأزرق ! ولم تبهرهم فلاشات الأصفر الحارقة والمحترقة !! أمام شمس الحقيقة الشارقة !!
- أب نصراوي يجبره ابنه الهلالي على الذهاب إلى استاد الملك فهد لتشجيع فريقه ويجبره على الجلوس مع الجماهير الهلالية بل امتد ذلك إلى أن الأب النصراوي وجد نفسه يصفق ويشجع للهلال حينها رغم الخمسة !!

- كل ما سئل طالب أو طفل في أسرته من تشجع قال ( الهلال ) وحين تسأله لماذا ؟ يجيبك لأنه يفوز وله بطولاته !


الشاهد في هذا الموضوع :

أنه يتطلب على مسئولي الهلال ونجومه وجماهيره وضع هذه الظاهرة في الإعتبار والاهتمام بها في البرامج الموجهة وفي التصرفات والسلوكيات والممارسات فقد أصبح هذا الجيل مقلداً لهم ومتأثراً بهم ! وهذه أمانة ورسالة تستوجب التوقف والدراسة المطلوبة ! وأقترح على علاقات الهلال الاهتمام بها ووضع استراتيجية من خلال إدارة النادي لانتقاء البرامج والأنشطة التربوية والرياضية والوطنية !

وأقولها بكل صراحة !

هذا المد الأزرق من الجيل القادم ( شاء أهلهم أم أبوا ) !! سوف يكون إيجابياً حين يوظف لتعزيز روح التنافس الشريف والعلاقة بالوطن وتعزيز الانتماء وبث الوطنية في داخل هذه البراعم الغضة وبذلك يساهم الهلال في حماية فكر النشء من العبث به للإضرار بمقدرات الوطن ! خاصة أن المدارس لازالت عاجزة عن تفعيل معنى الوطنية والمواطنة في نفوس النشء ! فلا مانع من أن تكون الرياضة باباً يشرع لهذا الهدف الوطني الكبير ! والهلال هو الأقدر على مثل ذلك لسلامة الإدارة وتميزها والانتقائية في النجوم والتوجه الحالي نحو الإنضباطية بصورة أكبر وأكثر جدية .

ومن هنا ألا ترون أن مثل هذه الظاهرة تعد إنجازاً يضاف لإنجازات نادي القرن الآسيوي ؟ فهل هناك أكثر فخراً أن تكسب وتستقطب جيلاً كاملاً ؟!!

إنها أمانة ... أمانة ... أمانة ياهلاليون بكل فئاتهم ومهامهم يجب أن نتحملها بما يرضي الله عز وجل !!