احد زملاء العمل ممن ابتلي بالحقد على كل ماهو هلالي لا ينفك يحاول في كل شاردة وواردة التعرض والاستنقاص من الهلال في أي نقاش او مزح رياضي يدور بين الزملاء...لفت انتباهي عدم تبنيه او انتماءه لفريق معين كحال باقي الزملاء...فسألته احد المرات...ماهو فريقك الذي تشجع؟؟؟...قال: انا لا اشجع أحد ولا احب الرياضة كثيراً ...لكنني لا احب الهلال...بل قال..اكره الهلال..
سألته لماذا!!!!! اجاب بتلك الاسطوانة المشروخة..لأنه نادي الحكومة.....والاعلام..والحكام..الخ ...
قلت...هل تكره الحكومة اذن!!! ....قال طبعاً لا..
لا اعتقد ان من يكرهون الهلال...يكرهونه لأنهم مقتنعين انه نادي الحكومة...أو نادي الدلال..أو نادي الإعلام...أو نادي الحكام كما يرددون دائماً..بل الأمر اعمق كثيراُ من ذلك...الأمر في اساسه خلل نفسي او لنقل مبرر نفسي عند بعض الناس ممن ابتلي بكره كل ناجح ومتميز...إنها نزعة الحقد والحسد والغيرة في الذات البشرية التي تعمي الانسان عن رؤية الحقائق واضحة ...خصوصا اذا كانت مخلوطة بدرجة عالية من التعصب الذي اقول انه يضرب في اطنابه في مجتمعنا عموماً...
يؤكد علماء النفس أن هناك فئة من الناس يسخرون كل طاقاتهم للنيل من الناجحين كردة فعل وتبرير للفشل او العجز الذي يشعرون به وعدم القدرة على الوصول لنفس الدرجة من النجاح...
الهلال محارب لأنه ناجح ومنتصر دائماً ولا بد للخاسر من تبرير...واسهل الطرق الذي ينتهجها العاجز هو التشكيك والتقليل من انتصار منافسه...
****
لو كان نادي الهلال نادياُ للحكومة كما يشاع لما سمح لأحد بالتطاول عليه ولأعطي حقه كاملاُ من الحماية والتعاطف كما يحدث مع بعض الفرق الأخرى...بل أن الادهى والأمر أن العقوبات تنفذ على الهلال أولا في محاولة من المسؤول لاتخاذ الهلال وسيلة لاثبات انه عادل ويطبق القانون...على الهلال قبل غيره...لان الكذبة او التبرير...صدقها الجميع بما فيهم المسؤول حتى خيل له انه تهمة يجب ان يتخلص منها..
في المقابل تجد بعض الفرق تعاطفاُ من المسؤولين في الوسط الرياضي من باب جبر الخواطر لمسؤوليهم وجماهيرهم كتعويض عن اخفاقاتهم المتتالية...حتى وصل الامر لظهور من يقول...(مو لازم يحصل الهلال على كل البطولات)...وهذا صحيح في ظل التنافس الشريف وليس من خلال القرارات والكيل بمكيالين من اجل ارضاء الاخرين على حساب الهلال.
الاسطوانة الاخرى التي لا ينفك الحاقدون على الهلال من ترديدها هي أن الهلال يصنعه ويساعده الاعلام..وهذه مشكلة فهم وادراك في المقام الأول لماهية الاعلام الرياضي والأسس التي يقوم عليها...
فالاعلام بالدرجة الأولى يبيع المادة للمستهلك حتى يزيد رصيده من المتابعين وبالتالي زيادة معدل الربح....بالاضافة الى أن الاعلام يبحث دائما عن المنتصر والناجح والجماهيري.... فليس ذنب الهلال انه يفوز بالبطولات ويملك القاعدة الجماهيرية الاكبر ليكون الكعكة الأغلى والاكبر للإعلام...
ولو فكر من يروج لهذه التهمة قليلاُ ..لأدرك انه يمدح وينصف الهلال من غير لا يدري....فهم يثبتون بهذه التهمة جماهيرية الهلال الطاغية...وتفوقه الدائم...فالإعلام الرياضي بكينونته على مستوى العالم...إما ناقل او محلل..أو داعم فقط...ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون صانعاً....لأن لعبة كرة القدم لا ينتصر فيها الكلام او حتى الدعاية او المدح الو القدح....بل ما يقدمه 11 لاعباُ خلال 90 دقيقة في المقام الأول.
اسطوانة الحكام لا تختلف عن سابقتها.....فلو وثق الهلاليون ما تعرضوا له من اخطاء تحكيمية فادحة لملؤوا المجلدات ولأصبح ما يردده غيرهم كالقطرة في مياه البحر. ولكن لأنه المنتصر فلا يلتفت لهذه الاخطاء...لأن النجاح يعفيك من ايجاد المبررات.
ولو كان كل ما سبق صحيحاُ لما سمح من يدعم الهلال...لأندية مثل النصر سابقاُ ..او الاتحاد او الشباب بمقارعة الهلال على البطولات كل هذه السنين...بل ان الشباب منذ عام 1411 تقريبا وهو يشاطر الهلال البطولات ومثله الاتحاد في العشر سنوات الاخيرة...اذن المسألة لا تتعدى ممارسة خداع الوسط الرياضي بسوق هذه التبريرات بعيداُ عن الواقع.
***
واحقاقاُ للحق...فلو لا سمح الله كان الهلال يعيش نفس الاخفاقات او يتعرض للهزائم...لخرج علينا البعض ممن يسوقون نفس التبريرات الواهية وصرف النظر عن المسببات الحقيقة...فجمهور الهلال في نعمة تجعلهم اكثر موضوعية وتعقلا...
***
هذه العقليات التي تعيش في وسطنا الرياضية مضرة ...وطرحها مريض وهو احد اسباب انتكاس رياضتنا وتحويلها الى مستنقع للتعصب والعداوات والاحقاد ويجب اجتثاثها وخلق بيئة رياضية تساعد على ارساء قواعد التنافس الشريف والاخلاق الرياضية وغرس القيم الحقيقية للرياضة وخلق جوء جميل من الانتماء للكيانات ....فالرياضة اصبحت منظومة اجتماعية وانسانية واقتصادية كبيرة يجب ان تؤدي دورها او تستغل بشكل ايجابي لخلق مناخ يسوده التنافس القائم على مباديء الاحترام والوعي والمهنية العادلة والحقيقية وليس وحل للبعض لتنفيس احقادهم ومشاكلهم النفسية وخلق العداوات وتصفية الحسابات وايقاد نار التعصب المحرقة.
حكمة:
للنجاح ضريبة....يجب ان تتعامل معها بوعي
