[ابو ريّان]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

ذكر لي والدي -أطال الله في عمره- حادثة طريفة ولكن فيها عبرة لمن يعتبر، قال :
سنين مضت .. إذا خرج الهلال مهزوماً في إحدى مبارياتاه أو إذا لم يقم لاعب بواجبه في الملعب تقوم الجماهير بحذفه "بالزبيريات" و "القواطي" ومع ذلك يأتي اللاعب أو اللاعبين ويقومون بالإعتذار والوعد بتقديم الأفضل !

ومثل هذه الحوادث قد ذكرها العديد من المؤرخين أو من عاصروا تلك الحقبة من اللاعبين، وبرغم إختلافي مع تلك الجماهير في طريقة التعامل إلاّ أنها دروس ناصعة ساطعة كبزوغ الشمس في رابعة النهار .. ولكن أين المُتلقين ؟!

مع أنّ اولئك اللاعبين -حفظ حيّهم ورحم ميّتهم- لم يلقوا تلك الرعاية التي يلقاها لاعبوا اليوم لا من الناحية الإعلامية ولا المادية فالبون شاسع بين لاعب اليوم ولاعب الأمس .. لكن مازال هناك لاعبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء !

ومع مرور الوقت وانتهاء تلك الفترة بخيرها وشرها إلاّ أنّه لا يزال هناك الكثير ممن تجري الدمآء الزرقآء في أوردتهم لا عبين كانوا أو جماهير، إلاّ أنه ظهرت نابتة في وقتنا الحالي يطلقون على أنفسهم "هلاليين" وغالباً ما تجدهم في المنتديات ولو رآءهم جماهير الأمس لقفذوهم "بالزبيريات" و "القواطي" !

فالهلاليين الجُدد لا يُهمهم كيان ولا إدارة ولا أموال تُدفع وتُصرف، لا ولآء ولا عشق والشمّاعة القريبة هي عصر الإحتراف وكثير منهم "مع الخيل ياشقرا" معهم معهم عليهم عليهم .. وقد يكون بعضهم مُندسين أو "مدزوزين" ..

...

يُديرون ظهورهم لأبجديات الإحتراف ويتعلّقون بقشة !

طز بالكيان ..

طز بالجماهير ..

طز بتلك الاموال التي دُفعت ولو تطلب من أحدهم "ريال" قال ضف وجهك ..

طز في السياسة التي اعتاد الكيان الهلالي نهجها ..

طز في التصعيد الإ علامي وبث الشكوك والشبهات .. وإن قمت بالتصدي لمثل هؤلاء والدفاع عن الكيان أصبحت أنت مثيراً للفتنة وموقظاً لها ..

طز إذا "سحب السيفون" عليك أحدهم بل ويسحبه مراراً وتكرارً .. لا كرامة ولا عزّة نفس ..

طز إذا أصبح الكيان داراً للرعاية الإجتماعية ..

يغلب على هؤلاء أنّهم وقتيين، مرحليين .. فلا ماضي ولا حاضر أمّا المستقبل فليس له في قاموسهم مكان، اتسموا "بالأنوثة الفكرية" مع أنّه يوجد من الإنِاث بألف رجل ..

...

وانقلبت المفاهيم ..

فأصبح الزعيق عبر وسائل الإعلام حق ..

وأصبحت المساومة والمُناكفة عمل إحترافي ..

وأصبح الهروب للأندية الأخرى والتوقيع معها تضحية ..

وأصبح الفرح بهزيمة الفريق حب وتفان في الكيان ..

وأصبح من كثرت "نكباته" نجماً لا يُشق له غبار .. بل ويُقارن بمن قدموا الكثير لخدمة هذا الكيان .. ويُدافع عنه ويوالا ويُعادى فيه .. وتؤجج "نكباته" وتُصبح بقدرة قادر "مناقب" .. فسبحان الله !

...

ولو أردت أن أستمر لن يسعني الوقت ولا المكان في ذِكر الحوادث التي أداروا فيها ظهورهم للعقل والمنطق !

فتباً لهم ولمن سار خلفهم.

...

اقتبست "الهلاليون الجُدد" من الأخ عبد العزيز الخالدي ومع أنّي اختلف معه في مسألة الشدة في التعقيبات إلاّ أنّي أرى دمه الأزرق من هنا !