[الشاعر الملهم]

تقرير من موقع الفيفا

لم يدخل أي لاعب قلوب الجماهير السعودية مثلما فعل "الفتى الذهبي" نواف التمياط والذي اعتزل كرة القدم بعد تعرضه للعديد من الإصابات كان أبرزها قطع في الرباط الصليبي في 2000 وهي الإصابة التي أثرت كثيراً على مشواره الكروي الذي أنهاه في 2008.

وودع نجم نادي الهلال والمنتخب السعودي السابق الملاعب بمهرجان اعتزال حاشد بداية العام الحالي بحضور بطل الدوري الإيطالي في المواسم الأربعة الماضية نادي إنتر ميلان والذي لعب في مواجهة الهلال في مباراة ودية. موقع FIFA.com يلقي نظرة على المسيرة المثيرة لأفضل لاعب في آسيا لعام 2000.

الصعود إلى القمة
بدأ التمياط مسيرته الكروية الفعلية مع فريق الشباب في الهلال عندما كان في السادسة عشر من عمره ومنذ بدايته مع الهلال، لم تفارقه الإصابات حيث تعرض لإصابته الأولى في الرباط الصليبي وهي التي كادت أن تهدد مسيرته الكروية قبل أن تبدأ.

إلا أن عزيمة التمياط لعبت دوراً كبيراً في عودته بقوة من الإصابة ليشارك مع الفريق الأول في نادي الهلال في 1995 حيث لعب مباراته الأولى أمام نادي التعاون في كأس الإتحاد السعودي قبل أن يسجل هدفه الرسمي الأول في مرمى النجمة في الدوري الممتاز.

وتوالت مشاركات التمياط مع الهلال في المواسم التالية ليحجز لنفسه مقعداً في قلوب جماهير الهلال بأخلاقه الرفيعة والتي كان يعتبر على إثرها كرة القدم وسيلة لقيم هادفة من أجل بناء المجتمعات.

حيث قال "كرة القدم وسيلة لإيصال عدة رسائل أننا نحن الشباب نستطيع أن نفكر بطريقة سليمة وأن نشارك في توجيه المجتمع من خلال الرياضة. من خلال الرياضة أثبتنا أننا متسامحون."

وواصل التمياط تألقه على أرض الملعب حاصداً العديد من الألقاب المحلية مع الهلال قبل أن يتم استدعاؤه للمنتخب السعودي والذي لعب معه مباراته الدولية الأولى في 1998 وكانت بمواجهة المنتخب الناميبي.

وشارك التمياط مع المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم FIFA في فرنسا 1998 وكوريا واليابان 2002 وألمانيا 2006 كما شارك في كأس القارات FIFA في 1999 والتي سجل فيها هدفاً كان بمواجهة صاحب الأرض المنتخب المكسيكي.

إنجازات عديدة
يعتبر التمياط هو اللاعب الوحيد الذي فاز مع الهلال بكافة البطولات الخارجية على مختلف أنواعها حيث سبق له الفوز بكأس الأندية الخليجية وكأس الكؤوس العربية وكأس الأندية الأبطال العربية وكأس النخبة العربية بالإضافة إلى فوزه بكأس الكؤوس الأسيوية وكأس الأندية الآسيوية وكأس السوبر الآسيوية.

أما على الصعيد الشخصي فقد اختير التمياط كأفضل لاعب في آسيا لعام 2000 بعد الإنجازات التي حققها في ذلك العام بما في ذلك الفوز بكأس الأندية الآسيوية وكأس السوبر الآسيوية والتي حصل فيها أيضاً على جائزة أفضل لاعب. كما ساهم أيضاً في وصول المنتخب السعودي إلى نهائي كأس آسيا 2000 قبل أن يخسر في المباراة النهائية أمام المنتخب الياباني.

وعلى الرغم من فوز المنتخب الياباني في تلك المباراة، إلا أن المدرب الفرنسي فيليب تروسييه اعترف بخطورة التمياط قائلاً "طالبت بترك الحريه للاعبي المنتخب السعودي إلا لاعب واحد وطلبت من ثلاثه لاعبين عجزوا عن مراقبة التمياط وكاد يسجل هدف التعادل. أسجل إعجابي بالتمياط الذي يتفوق على لاعبي الوسط الياباني وهو قادر على الإحتراف في أوروبا."

مشيئة القدر
وعلى الرغم من وصول التمياط إلى القمة، إلا أن الأقدار لعبت دوراً حاسماً في مسيرة الفتى الذهبي الذي تعرّض لعدد من الإصابات المتتالية كان أكثرها تأثيراً الإصابة التي تعرض لها في الرباط الصليبي في 2000 والتي أبعدته لفترة طويلة عن المشاركة مع الهلال والمنتخب السعودي قبل أن تتجدد الإصابة نفسها بعد ثلاث سنوات.

ووصف مدرب نادي الهلال السابق البرازيلي كاندينو الإصابات التي تعرض لها التمياط بالقول "دمرته الإصابات ولو سلم من هذه الإصابات لكان أفضل لاعب في آسيا لأعوام متعددة. التمياط مكانه ليفربول أو بالميراس."

وبينما عاد التمياط للمشاركة مع الهلال والمنتخب السعودي في عدة مناسبات، إلا أنه لم ينجح في استعادة تألقه الذي وضعه على قمة الكرة الآسيوية قبل أن يعلن إعتزاله رسمياً كرة القدم في 27 أغسطس/آب 2008 معتبراً أن توقيت القرار كان مناسباً حيث قال "أعتقد أنني أتخذت قرار الإعتزال في الوقت المناسب فحينما شعرت أنني قدمت كل ما لدي فضلت الإبتعاد وترك المكان والفرصة لأسماء أخرى."

وجاء قرار الإعتزال بمثابة الصدمة لجماهير الهلال والجماهير السعودية عموماً وتأثرها الكبير لرحيله، إلا أن التمياط نفسه طالب الجماهير بنسيان وجوده على أرض الملعب وتذكره فقط لما قدمه للإنسانية.

"أريد من الجماهير الهلالية أن تنسى نواف التمياط اللاعب وأن تنسى إبداعاته فوق الميادين الكروية والألقاب التي حققها فأنا كأي لاعب لم آت بشيء جديد ومبتكر. ما أريده من هذه الجماهير أن تتذكر التمياط الإنسان بعيداً عن الرياضة وشجونها."

نواف التمياط
المركز: لاعب وسط
النادي: الهلال
المنتخب الوطني: 58 مباراة (13 هدفاً)
الإنجازات والألقاب: 5 ألقاب في الدوري السعودي (1996، 1998، 2002، 2005، 2008) كأس الإتحاد السعودي (2000)، كأس الأندية الآسيوية (2000)، كأس الكوؤس الآسيوية (1997، 2002)، كأس السوبر الآسيوية (1997، 2000)، كأس السوبر العربية (2000)، كأس الكؤوس العربية (2002)، و3 مشاركات في كأس العالم FIFA في 1997 و2002 و2006.

صوره للخبر




رابط الخبر
FIFA.COM